قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 06 تموز/يوليو 2021 10:44

عن التصوّف و السلفية و"الإسلام السياسي"

كتبه  الأستاذ ياسر زعاترة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم تكن وقفة الداعية السلفي محمد حسين يعقوب أمام القضاء مؤخرا، كشاهد؛ ما لبث أن تحوّل إلى متهم، بلا دلالة، بقدر ما تمثّل تعبيرا عن توجهات جديدة في الفضاء العربي، الأمر الذي أشرنا إليه مرارا، و لا بأس من استعادته من جديد.


استعادة الخلفية التاريخية لصعود التيار السلفي بطبعاته المتعددة ليست نافلة هنا، بل لعلها ضرورة لفهم المشهد الراهن.


للصعود المذكور أبعاد عدة لا بد من ذكرها، لعل الأول منها يتمثّل في اتساع حالة التديّن نهاية الألفية الماضية، و مطلع الجديدة، على نحو لم يُعرف منذ عقود طويلة، بل ربما منذ قرون؛ إذا أخذنا في الاعتبار الاهتمام بالمعارف الدينية، و ليس العبادات و حسب.


في هذه الحالة، ورغم أن حركات ما يسمى "الإسلام السياسي"، و في مقدمتها "الإخوان"، و من ضمنها قوىً سلفية مسيّسة؛ هي التي صنعت تلك الصحوة، عبر نشاطها الدعوي، و الأهم السياسي المعارض للأنظمة و المنشغل بهموم الناس، إلا أن تصاعد مد التديّن، و انشغال تلك الحركات بالسياسة، ما لبث أن ترك فراغا في الساحة الدينية، بادر السلفيون إلى ملئه عبر الدخول إلى عالم الفضائيات و الإنترنت، و انتشارهم في المساجد، و وصولهم إلى الطبقات الفقيرة و المهمّشة التي لم تنضمّ للإخوان، تبعا لكون معظم عناصرهم من الطبقة المتوسطة.

تصاعد مد التديّن، و انشغال تلك الحركات بالسياسة، ما لبث أن ترك فراغا في الساحة الدينية، بادر السلفيون إلى ملئه عبر الدخول إلى عالم الفضائيات والإنترنت


لكن ذلك ليس منفصلا عن أبعاد أخرى، لعل أهمها القرار السياسي الذي وجد في التيار السلفي، بطبعته "الجامية" أو "العلمية"، فرصة لتحجيم "الإخوان"، و من على شاكلتهم، لا سيما أن الأول يتبنى نظرية الطاعة، و رفض انتقاد "ولي الأمر" في العلن؛ الأمر الذي بدا مريحا و مناسبا. و كان أن زاد التيار السلفي من التركيز على هذا البُعد كي يعزز من دعم السلطات لنشاطاته، و هو ما كان بالفعل.


البعد الآخر في الانتشار، يتمثل في التبني السعودي الرسمي (و بعض الخليجي الآخر) لهذا التيار، و تقديم تسهيلات مختلفة له على كل صعيد، حتى رأيناه يخترق حتى الجاليات المسلمة في الغرب، و لا شك أن للمال و الدعم دور كبير في الانتشار و التمدّد.


لم ينتبه رموز هذا التيار و هم يشنّون حملتهم على "الإسلام السياسي"، للعبة التوظيف التي تجيدها الأنظمة عبر استخدام تيار ضد آخر، و من ثم الانقلاب عليه؛ حين تنتهي المهمّة، و هو أمر حدث مع الإخوان سابقا في مواجهة اليسار، و إن اختلف السياق، من حيث أن الطرفين اللذين نتحدث عنهما ينطلقان من ذات المربع الديني.


نفتح قوسا هنا كي نشير إلى أن قدرة الدولة الحديثة على رسم المسارات الفكرية لمجتمعاتها ليست هامشية بحال، و بالطبع عبر سيطرتها على المجال الديني و الاجتماعي و الثقافي؛ بجانب السياسي.


هنا نأتي إلى دلالة ما جرى للشيخ محمد حسين يعقوب (كذلك الهجوم الذي شنّته قناة سعودية على الشيخ الألباني)، ذلك أنه يعبّر عن نهاية سنوات العسل بين التيار السلفي و بين الأنظمة؛ ليس في مصر وحدها، بل في أكثر الدول الأخرى أيضا.


لقد نجحت مهمة ضرب "الإسلام السياسي" نسبيا؛ عبر عملية سحق شرسة؛ تختلف من دولة إلى أخرى. أما المسار الراهن، فتعبّر عنه نظرية "المستنقع و البعوض"؛ الإسرائيلية المنشأ، و العابدية التطور (نسبة إلى زين العابدين بن علي).


خلاصة تلك النظرية هي أنك لن تتمكن من قتل البعوض من دون تجفيف المستنقع، و اخترعها الصهاينة في التعاطي مع حماس و الجهاد، و إن فشلوا في شطب حاضنتهما الشعبية، بخاصة أنهما جمعا بين الديني و الوطني. أما "بن علي"، فطوّرها بمسمى "نظرية تجفيف الينابيع"، أي محاربة التدين بوصفه يمنح الحاضنة الشعبية لـ"الإسلام السياسي".


في ضوء ذلك، بدأ الميل واضحا نحو نمطين من التدين؛ الأول ذلك الذي يصعب تسميته تديّنا، بقدر ما يمكن وصفه بخطاب ديني، و يذهب نحو "تمييع" الدين، إن جاز التعبير، و إعادة النظر في الكثير من ثوابته، بدعوى التجديد، رافعا شعار الانفتاح على الآخر. بل ستجد عجبا أن بعض مروجي هذا الخطاب يكادون يلامسون حدود الإلحاد، فيما لا يعرف عن بعضهم أي تديّن أصلا، و إن خرج بعضهم من التيارات الإسلامية بمختلف ألوانها.


و فيما يصعب على هذا النمط المشار إليه الوصول إلى الطبقات الشعبية، كونه "نخبوي" الطابع، فإن الحل، وفق تفكير الأنظمة، سيأتي من التيار الثاني، و هو "الصوفي" الذي بدأ يحظى برعايات رسمية.


لسنا من أولئك الذين لا يحلو لهم وصف أتباعه بغير مصطلح "القبوريين"، لأن الصوفية ليست شيئا واحدا، و لها في مواجهة الاستعمار دور مشهود، فضلا عن الحفاظ على الدين في عدد من الدول الإفريقية على سبيل المثال.


و فيما يمكن القول إن جوهر التصوف يتمثل في الزهد و الذكر، فإن متابعة بعض رموز هذا التيار راهنا ستكشف أنهم من المنعّمين الذين لا يعرفون للزهد طريقا، لكن ما يهمّ من يدعمونهم هو تبنّيهم لخطاب يُبعد الناس عن السياسة و قضاياها، بل عموم الشأن العام، و بذلك يريحون، و ربما يستريحون إذا جاز القول إن السياسة و الاهتمام بالشأن العام، لا يورث غير وجع الرأس!!

لعل المعضلة التي تواجهها هذه الاستراتيجية في هذه المرحلة إنما تتمثل في اتساع مدّ الصحوة الدينية من جهة، واستحالة تغييب الناس عن الشأن العام في زمن مواقع التواصل من جهة أخرى


لعل المعضلة التي تواجهها هذه الاستراتيجية في هذه المرحلة إنما تتمثل في اتساع مدّ الصحوة الدينية من جهة، و استحالة تغييب الناس عن الشأن العام في زمن مواقع التواصل من جهة أخرى، ما يعني أن فرص نجاحها تكاد تكون محدودة، لكنها ستزيد إذا تقاعس الإسلاميون في التصدي لها، و تجاهلوا ما تملكه السياسة من سطوة على عالم التديّن.


أما الجانب الأهم الآخر الأهم، فيتمثل في أن مطالب الإصلاح، و التقاسم العادل للسلطة و الثروة لن يدفنها أحد حتى لو انتهى التديّن من المجتمع، لأن كثيرين سيتصدرون المشهد بعد ذلك و سيرفعونه أيضا، و سيلتف الناس من حولهم بكل تأكيد، فمن يعبّر عن هموم الناس هو من سيحظى بثقتهم؛ أيا كانت وجهته، لكنه يكون أقرب إليهم كلما اقترب أكثر من مخزون الوعي لديهم، و هذا هو سر بقاء ما يسمى "الإسلام السياسي" رغم تلك الحرب الرهيبة عليه، و التي لم تنته فصولها بعد.

الرابط : https://arabi21.com/story/1369519/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A

قراءة 670 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 06 تموز/يوليو 2021 14:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث