قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 31 كانون1/ديسمبر 2023 08:54

أيتها الأم المربية: أليس في القناعة خير...؟

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كم هو رائع ديننا الحنيف بسننه الشرعية، التي من بينها رابطة الزواج الشرعي، هذا الجانب الإنساني و الرابط الشرعي الوثيق بين الرجل و المرأة الذي يهدف إلى تحقيق الكثير من الأهداف السامية، و تقر به الأعين إذا روعيت فيه الأحكام الشرعية، و الآداب الإسلامية، و هو كذلك السبيل الشرعي الوحيد لتكوين الأسرة الصالحة، التي هي نواة الأمة، و هو العقد الأسمى الذي يجمع بين الرجل و المرأة، ليكون تعاونهما في مودة و رحمة، و يبين ما لكليهما من حقوق، و ما عليهما من واجبات، نحو جيل كامل و متكامل، يقول الله عز و جل : "ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إمامًا" (الفرقان: 74).
فإذا أقبل المسلم على الزواج، فعليه أن يضع في اعتباره أنه مقدم على تكوين بيت مسلم جديد، و إنشاء أسرة؛ ليخرج للعالم الإسلامي رجالا و نساءً أكفاءً، و ليعلم أن في الزواج صلاحًا لدينه و دنياه، كما أن فيه إحصانًا له و إعفافًا.

و هو وسيلة لحفظ النسل، و بقاء الجنس البشرى، و استمرار الوجود الإنساني، قال عز و جل: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرًا و نساء) (النساء - 1).

و هو وسيلة -أيضًا- لاستمرار الحياة، و طريق لتعمير الأرض، و تحقيق التكافل بين الآباء و الأبناء، حيث يقوم الآباء بالإنفاق على الأبناء و تربيتهم، ثم يقوم الأبناء برعاية الآباء، و الإحسان إليهم عند عجزهم، و كبر سِنِّهم.
و الولد الصالح امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما، قال صلى الله عليه و سلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعو له) (رواه مسلم ) و الزواج سبيل للتعاون، فالمرأة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل، و تهيئة أسباب المعيشة، و الزوج يكفيها أعباء الكسب، و تدبير شئون الحياة، قال تعالى: (و جعل بينكم مودة و رحمة) (الروم: 21).

فإذا هذا الاستمرار البشري و الوجود الإنساني و التكافل بين الآباء و الأبناء، و الانفاق و التربية الصالحة لا يتأتى من فراغ، أو يتأتى من اللامبالاة من طرف الأم أو الأب ...

و يتأتى إذا عرفت المرأة ما لها و ما عليها من حقوق و واجبات نحو بيتها و أسرتها، فبذلك تكون قد عرفت الطريق الصحيح الذي يوصلها و أبناءها إلى ما تتمناه كل أسرة، حتى الغربية منها، و إن الكيد الذي يكاد للمسلمين، كان قسم كبير منه موجه للمرأة و للأسرة المسلمة، و ذلك لإفسادها و إخراجها إلى ميدان الفتنة و الابتذال .. و لقد كانت المرأة هي الخاسرة في هذه المؤامرة القذرة، و بخسارتها العظمى فقد المجتمع توازنه و سعادته و أمنه و راحته، بل فقد جيل المستقبل الذي يعول عليه ...

فإذن المرأة المسلمة اليوم تعاني الأمرين، من البيت و التزاماته، و من العمل و مشقاته، و يا ليتها استطاعت أن توفق بين الطرفين، فالبيت فقد راعيته، و الأطفال ضُيِّعُوا بأتم معنى الكلمة، و باتوا لا يعرفون الراحة و الطمأنينة و لا السكينة، و بيتهم صار كالفندق الذي يؤجرونه ليقظوا ليلتهم في أمن و أمان، و يقومون بنفوس مهزوزة و عصبية هستيرية لكي يصل كل إلى مدرسته و مكان عمله....

يوجد الكثير من الحالات الأسرية التي لا تستدعي المرأة للخروج إلى العمل، و لكن المرأة المسلمة اليوم هي تواكب الحضارة في خروجها للعمل في معاملاتها في لبسها في تربية أبناءها حتى مع صديقاتها و جيرانها هي تحاول أن تظهر أنها تواكب العصر الذي هي فيه، ظنا منها أن الماكثة في البيت هي رجعية الأفكار على كل المستويات، مما أدى إلى فقد معنى كلمة الأسرة اليوم، و ضياع الأطفال على كل المستويات التربوي و الأخلاقي.

هذه قصة جرت معي و أنا راكبة في سيارة أجرة، فإذا بسيدة تركب معنا و هي شاردة الذهن، كلمها السائق عدة مرات و هو يطلب منها أين تريد أن يتوقف بها، و لكنها مازالت شاردة إلى أن أمسكت بيدها و قلت لها سيدتي السائق يكلمك فإذا بها تستيقظ مما كانت فيه و تجاوبت معه...

ثم أضافت قائلة لي وهي تحكي لي مأساة الشرود عندها، و أنها لم تشرد لأول مرة، ففي مرة من المرات كانت تركب سيارة أجرة و طلبت من السائق أن ينزلها في مكان معين، و إذا بها جاوزت ذلك المكان، و هي شاردة بين أولادها و بيتها و زوجها و التفكير في كل فرد منهم !! و إذا بالسائق يقول لها سيدتي ألم تطلبي مني أن أنزلك في المكان الفلاني؟؟؟ فقالت له: نعم و شكرا لك ؟؟؟

فقلت لها يا أختي حالة الشرود هذه لعدم اطمئنانك على اطفالك و على بيتك، فكم تأخذين في هذه المؤسسة لتشتري لك الطمأنينة و السكينة، أم أنها الحياة هكذا تريدين، أن تخوضينها كما تخضنها الأخريات بغير تمييز و لا تفكير، فلو قنعتن بما أعطاكن الله، أما كان حالكن غير هذا الحال الذي أنتن فيه...؟ ففي القناعة خير و لا ريب... و هي كنز لا يفنى ... فأجابتني: أنت محقة، لو كنت آخذ كنوز الدنيا، فهذا لا يجعلني أكون مطمئنة على أطفالي و أنا معهم و هم مطمئنون بعودتهم من المدرسة إلى بيتهم، حسبهم ذلك الدفء، و تلك المشاعر التي تساوي كنوز الدنيا بحذافيرها.

قراءة 196 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث