قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 17 أيلول/سبتمبر 2020 18:47

نجحنا في التعليم عن بعد.. فأين التربية؟

كتبه  الأستاذ أحمد عبد الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)

دهمت العالم جائحة كورونا، و كان لها من القوة أن أجبرت العالم على سلسلة تغيرات آنية و أخرى متوقعة تشمل مختلف الأصعدة، الاقتصاد و السياسة و الطب، و كذلك مجالات التعليم، حتى لقد فرضت هذه الجائحة -عربيا على الأقل- طرقا تعليمية جديدة، أنتجت طرقا جديدة لتلقي المعلومة أيضا، حيث شكل التعليم الإلكتروني ظاهرة أكاديمية نجمت عن وجود هذه الجائحة.

و وجد التعليم الإلكتروني الكثير من المؤيدين، حيث إن كثيرا من النداءات المؤيدة للتحول الرقمي في العملية التعليمية، قد لقي تأييدا، و ذلك لمواكبة التطور الزمني و التكنولوجي، و كذلك لأن الوسيط التكنولوجي بكامل منصاته أصبح مستودعا يضم الكثير من المعارف و العلوم، فوجب على الجميع الاستفادة منه في الصناعة الأكاديمية.

و شكلت الجائحة فرصة كبرى لإعادة هذه النداءات من جديد حتى لا تتوقف عملية التحصيل الأكاديمي.

و تباين الوطن العربي في تطبيق التعليم الإلكتروني سواء من حيث الجاهزية التقنية، أو من خلال الإيمان بضرورة التعليم الإلكتروني من حيث المبدأ، أو بالذين كانوا يكتفون بالحديث فقط عن ضرورته مع تطبيقه بشكل مشوه بين حين و آخر.

و لكن ما تتفق عليه الأغلبية على مستوى الوطن العربي، هو أن تطبيق التعليم الإلكتروني كان "مفاجئا" لأولياء الأمور على الأقل، الذين يعتبرون هم و أبناؤهم الفئة المستهدفة في عملية التعليم ككل.

ماذا عن التربية؟
لم يتحدد لهذه الجائحة موعد زمني محدد، فإن طالت مدتها أو قصرت، فإننا سنجد أن التعليم الإلكتروني بدأ يأخذ مساحة أكبر من مرحلة ما قبل الجائحة، فأين ستكون التربية في عملية التعليم و التعلم؟

إن المدرسة ببعدها المكاني و الاعتباري، تأخذ حيزا تربويا كبيرا في حياة الأبناء، فهي المكان الذي يتعامل فيه الطفل مع أقران يشابهونه في العمر و الاهتمامات و الثقافة و السلوكيات، و كل هذه عوامل مؤثرة و صانعة في شخصية الطفل، إضافة إلى تعامل الطفل مع المعلم كمصدر للمعلومة أو ميسر للوصول لها، كل هذا يترك أثره في شخصية الطفل.

بالنظر إلى لغة الأرقام، فإن الطفل الأردني -على سبيل المثال يقضي ما يصل إلى ألف ساعة سنويا في المدرسة، و هذا الرقم قد لا يكون متاحا لأي مكان آخر، لذا فمن الطبيعي أن تكون المدرسة عاملا مؤثرا في حياة الطفل، ففيها يتعلم كيف يكوّن الصداقات، و كيف يتعامل مع من يتنمرون عليه، و كيف يتحكم برغبته في التنمر، و فيها يتعلم كيف يكون منقادا لقانون مدرسي يضبط حركته العشوائية، و فيها يتعلم كيف ينمي هذه القدرات.

جميع ما سبق أمور مدرسية غير متاحة في المنزل، و جزء كبير منها لا يعتبر من الوظائف التي على المنزل أن يؤديها ابتداء، فلو سلمنا بأن التعليم الإلكتروني هو البديل المنطقي للتعليم العام، فأين التربية؟

اعلان

إجابة عن التساؤل الذي يدور في ذهن القارئ بأن ما ورد أعلاه قد لا تفعله المدرسة، أقول: إن الأدوار المطلوبة من المدرسة تختلف عن مقدار ما يتم تطبيقه، و هذا لا يعود لخطأ المدرسة نفسها، إنما للنظم التعليمية القائمة و مقدار مرونتها و اهتمامها في أن تكون المدرسة محضنا تربويا بالمعنى الشمولي، و هذا لا يعني أن نلغي المدرسة ككل لأنها لم تقم بدورها.

التربية تجربة إنسانية
التربية عملية إنسانية تتمازج مع مختلف العناصر الأخرى على اختلافها، فهي متمازجة مع الأبوة و الأمومة، فقد نجد آباء و أمهات يقدمون الرعاية للأبناء دون التربية.

و نجد مساجد و معابد تكون مكانا لأداء المناسك فقط، بشكل مجرد عن كل ما يتعلق بالتربية، و هذا الأمر ينطبق برمته على المدرسة.

و لأن التربية تجربة إنسانية، تتفاعل فيها قيم و معتقدات و ممارسات خاطئة و أخرى صحيحة، كان لا بد للتربية أن تحافظ على بعدها الإنساني المنساب عبر تصرفات و مشاعر و إيماءات، و قوائم افعل و لا تفعل، و محطة التعليم الأكاديمي من أهم المحطات التي إن أُحسن مزج التربية بها، وجدنا نتاجا تربويا على الجيل كله.

لم تكن النداءات الحديثة في تغيير طرق التعليم من التقليدية إلى التفاعلية، إلا واحدة من نداءات إضافة البعد التربوي على العملية الأكاديمية، فالتعليم التفاعلي، يتيح للطلبة التفكير بحرية، و يتيح للمعلم مراقبة هذا التفكير، و يتيح للطلبة لعب أدوار قيادية، و يتيح للمعلم مراقبة هذه الأدوار، و يتيح للطلبة تغييرا في أدوارهم ليأخذوا هم الدور القيادي في عملية التعلم، و يتيح للمعلم التقييم و التقويم، و توجيه التفكير و التصرفات.

هذه المفردات "مراقبة، و توجيه، و تقويم" للأفكار و التصرفات، كلها لها أبعاد تربوية كبيرة و مؤثرة في حياة الأطفال.

علينا أن نصل لصياغة تربوية تعليمية متمازجة، لا يتم إقصاء التربية كليا في عملية التعليم تحت مبرر "التربية على الأهل و يجب أن يأخذوا دورهم فيها"، فهذه فكرة حالمة جدا، حيث إن الأهل لهم أدوار وظيفية مهنية في حياتهم يقومون بها، إضافة إلى أن الأهل لا يمكنهم القيام بـ"كل" مفردات التربية و ليس مطلوبا منهم هذا.

إن التربية وسيلة لإيصال الفرد إلى أقصى ما يمكن من درجات الكمال الروحي و البدني و المهاري و المعرفي، وفق الشروط الاجتماعية التي ينتمي إليها.

و التعليم هو العملية التي تحدث تغييرا عميقا و دائما في تفكير الإنسان و قدرته على القيام بالأشياء.

من هذين المنطلقين، نحتاج لتوازن كبير بين التربية و التعليم من حيث الكمية و النوعية، و نحتاج لنظم تعمل على التمازج الدقيق بينهما، ليكون الإنسان لدينا نتاج تمازج متوازن.

إن النتاج الأحادي متوفر بكثرة، فإننا نرى الإنسان حينما يكون متعلما فقط، دون نتاج تربوي أو بنتاج تربوي سيئ، ماذا ستكون النتيجة على المجتمعات ككل، فكثير من العنصرية، و الاحتقار، و الشعور بالاستعلاء و ما ينتج عن كل هذا من تصرفات و قوانين و نظم، ستؤدي إلى دمار كبير على البشرية كلها، فالتربية هي واحدة من ضمانات احترام الإنسان لأخيه الإنسان.

قراءة 893 مرات آخر تعديل على الجمعة, 18 أيلول/سبتمبر 2020 10:06

أضف تعليق


كود امني
تحديث