قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 18 كانون1/ديسمبر 2014 06:53

ورد الأميرة

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(2 أصوات)

و استيقظت الأميرة على صوت آذان الفجر الندي، و امتلأ قلبها حسرة و ندما، و قد فاتها وردها اليومي ساعة السحر، و هي ساعة اعتادت فيها على ذكر الله و التهجد و قراءة القرآن، و عبثا حاول زوجها الأمير أن يواسيها فقد ظلت متكدرة القلب يومها ذاك، فيأمر الزوج بأن تدق الطبول في أرجاء القلعة في السحر كل يوم، لكي يستيقظ كل من لديه ورد يومي يخشى فواته و الحرمان من أجره. 
كانت تلك الزوجة هي {عصمة الدين خاتون } إبنة أمير دمشق {معين الدين انر } و زوجة نور الدين زنكي القائد الذي لمّ شمل الأمة في وقت بلغت شرذمتها الاوج، و احتلت أطرافها، و قبلتها الأولى بيت المقدس، و استطاع أن يجمع الإمارات المتناحرة بالتعاون مع والد زوجته الصالحة و التي كانت هي السبب في توحيد دمشق و حلب، فقد حاول أبوها ان يعقد صلحا مع الفرنجة، بقصد حماية دمشق من الاحتلال، و نسي أن الصليبيين أهل غدر و مكر، و ظنّ ان نور الدين زنكي طامع في دمشق لأجل الملك و السلطان، و لم يكن يدري أن الأمير الصالح مشغول القلب و العقل بما هو أكبر من الكرسي و الصولجان، فبلاد المسلمين ضعيفة و أمراؤها يتناحرون فيما بينهم، و منهم من يصالح الفرنجة دون وازع من دين أو ضمير، و بيت المقدس في يد الافرنج، الذين جعلوا المسجد الأقصى اصطبلا لخيولهم، و قد إستهانوا بالأمة جميعها، لما هي فيه من الضعف و الشرذمة و الهوان. 
و في قصر معين الدين أنر، أميرة صالحة تقية، و زهرة عفيفة نديّة، قلبها معلّق بالقرآن، و وقتها بين الفقه و الأدب و العبادة، و ليلها قليل النوم كثير الذكر و القيام، كانت تلك الأميرة هي عصمة خاتون، الإبنة التي آلمها أن يسعى والدها لمصالحة الفرنجة، بل و التحالف معهم، و عاتبته و حاولت منع هذا الحلف الذليل، و لكنه مضى في عزمه ذاك، و لم يكن ما يفعله{ أنر }عن قلة دين و لا جهل بل عرف الامير بالصلاح و العدل، و لكنه في حالة ضعف و خديعة من الشيطان، يحاول القيام بما لم يعرضه على إيمانه و تقواه، فتقف البنت البارة بأبيها موقف الناصح الأمين، و لما لم تجد لديه استجابة، كتبت الى الأمير نور الدين تحذره من الخطر الذي سيحيق بالأمة دون أن تذكر اسمها، و تعلمه أن أمير دمشق لا يعتقد أن هذا الأمر سيكون له مردود سيء على الدين و الأمة. 
و يتحرى نور الدين الأمر و يعرف هوية كاتبة الرسالة، فيتصرف بحكمة و تعقل، و يزور معين الدين أنر و تنتهي زيارته بتحالف قوي و مصاهرة كريمة، و ترتحل عصمة الدين خاتون مع نور الدين زنكي إلى حلب و قد إطمان قلبها على والدها و أمتها و يجد فيها الأمير القائد عقلا و رأيا سديدا و حكمة مشفوعة بحسن الخلق و صدق اليقين و متين الدين، و تبقى الخاتون مستشارة لزوجها المجاهد يحترم رأيها كما يحترم رأي إخوته من القادة المجاهدين و منهم صلاح الدين الايوبي حتى توفاه الله، و تولى الإمارة من بعده ولده الصالح اسماعيل الذي إشتهر بالورع و التقوى، و توفي و لم يتم العشرين من عمره 
بقيت عصمة خاتون وحيدة، و لكنها قوية صابرة تنفق مالها يمينا و شمالا في ما يرضي ربها، ما بين رباط لفقراء المسلمين و وقف على تلاميذ المذهب الحنفي، و نفقة على زوايا و حلقات العلم، و يعرف لها فضلها قائد الأمة المجاهد صلاح الدين الايوبي فيخطبها من أخيها و يتزوجها، و يستشيرها في كثير من المواقف فلا يرى أو يسمع إلا ما يرفعها في نظره فيعلو قدرها لديه، و قد أدرك عظم غيرتها على دينها و رغبتها في تحرير بيت المقدس و إنفاقها مالها على هذه الغاية. 
و مضى القائد العظيم يسعى الى غايته النبيله، و تحرير الأقصى حلمه و رضى الله مبتغاه، و تنتقل عصمة الدين خاتون الى جوار ربها راضية مرضية، و يكتم المقربون من صلاح الدين خبر وفاتها عنه ثلاث شهور لعلمهم بمنزلتها لديه، خشية أن يضعفه حزنه على فراقها، فالناس في المشاعر الإنسانية سواء مهما اختلفت مواقعهم، فالعين تدمع و القلب يحزن، و لكن الرضا لا يدركه إلا المحتسبون. 

لقد قدّمت المرأة المسلمة نماذج لا حصر لها من التميز، في كل موقع و مجال مما يشعرنا بالفخر أننا خلقنا نساء مسلمات.

المصدر:

http://www.gerasanews.com/index.php?page=article&id=150833

قراءة 1831 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 09:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث