قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 31 كانون1/ديسمبر 2017 07:38

صاري قامش ... مغامرة متهورة أم انتصار ضائع

كتبه  الأستاذ ثائر أنيس حوراني من سوريا الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)
 
 
يخطئ البعض و يقعون في أساطير تاريخية حين يظنون أن معركة صاري قامش ببساطة كانت مجرد مسيرة انتحارية ارسل فيها أنور باشا الجيش العثماني بلا أسلحة و لا ملابس (زعموا ذلك) بينما تغيب عن ذهنهم كثير من الوقائع و الملابسات المحيطة بالمعركة.
أولا لم يكن الجيش العثماني الثالث الذي تولى الهجوم في صاري قامش بلا تسليح بل كان مجهزا بشكل جيد (و إن كان أقل من القوات الروسية خاصة افتقار مشاته لنفس كثافة الرشاشات الموجودة لدى وحدات المشاة الروسية) و كان يتألف من 3 فيالق و هي الفيلق التاسع (الفرق 17 و 28 و 29 مشاة) و العاشر (30 و 31 و 32 مشاة) و الحادي عشر (18 و 33 و 34 مشاة) إضافة للواء الفرسان النظامي الثاني و كان يحتوي على 73 قطعة رشاش و 218 قطعة مدفعية (بعضها كان في مواقع ثابتة لا يمكن تحريكها خاصة حامية أرضروم مقر قيادة الجيش) و طبعا إضافة لذلك كان الجيش يضم وحدات دفاع ثابتة في أرضروم إضافة لوحدات من الدرك (خاصة لواء فرسان جندرمة وان) و حرس الحدود و قد تم إيكال مهام أمنية في الداخل لتلك القوات الأخيرة بسبب وجود نسبة كبيرة من الأرمن شرق الأناضول.
إضافة لذلك كان يسند الجيش وحدات غير نظامية من الفرسان الكورد القبليين (و كانوا يسمون سابقا بالآلايات الحميدية) و تسليحهم خفيف و قديم.
للتفصيل يمكن مراجعة كتاب قيم حول تشكيلات الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى ألفه إدوارد اريكسون بعنوان
Ordered to Die: A History of the Ottoman Army in the First World War
نضيف معلومة طبعا للقراء أن الفرقتين 33 و 34 مشاة كانتا تتألفان من سكان شمال العراق بأغلبية ساحقة (من أهالي ولاية الموصل و كانت تضم سناجق الموصل و السليمانية و كركوك).
 
ثانيا قرار الهجوم لم يتخذ هكذا بشكل مفاجئ (بغض النظر عن أنه كان خاطئا) بل اتخذ بعد معركة انتصر فيها الجيش الثالث العثماني في القوقاز و تسمى معركة كوبركوي في المصادر الروسية و التركية و هجوم بيرجمان في المصادر الانجليزية. حيث بدأت الحرب بهجوم شنه جيش القوقاز الروسي في 2 نوفمبر 1914 باتجاه كوبركوي و وادي اليشكرد تصدى له الجيش الثالث بقيادة حسن عزت باشا و شن الجيش الثالث هجوما مضادا في 7 نوفمبر على القوات الروسية المهاجمة كما تم دعم ذلك الهجوم ايضا بهجوم وقائي على جناح القوات الروسية تم فيه عبور الحدود لداخل الأراضي الروسية من قبل الفرقتين 31 و 32 من الفيلق العاشر بقيادة حافظ حقي باشا مع فوج فرسان كوردي غير نظامي دمر قوات روسية عند بورتشكا كما تراجعت القوات الروسية أمام ذلك الهجوم في ارتفين ووأردنوش وانتهت العملية بانسحاب القوات الروسية بشكل كامل في 19 نوفمبر إلى ما وراء الحدود.
و قد تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة في المعركة تتفاوت الأرقام فيها و لكن مثلا قدر الجنرال يفيغيني ماسلوفسكي (رئيس إدارة التموين العام في جيش القوقاز الروسي خلال الحرب العالمية الأولى) أن الفرقتين الروسيتين 20 و 39 فقدتا ما يقارب نصف الملاك البشري الخاص بهما.
للمراجعة أكثر حول معركة كوبركوي يمكن مراجعة كتاب يفغيني ماسلوفسكي المذكور باللغة الروسية و هو
Мировая война на кавказском фронте, 1914—1917 г.: стратегический очерк
باللغة الانجليزية يمكن مراجعة
 
Rob Johnson. "The Great War and the Middle East". Oxford University.
 
ثالثا بعد تلك المعركة رأى أنور باشا الفرصة مواتية لتوجيه ضربة قاضية لجيش القوقاز الروسي (خاصة أنه كان يقدر عدم قدرة الإمبراطورية الروسية على إمداد قواتها في القوقاز بعد هزائمها الشنيعة أمام الألمان في معارك ماسوريان و تاننبرغ على الجبهة الشرقية الأوروبية).
عارض حسن عزت باشا قرار الهجوم بسبب حلول فصل الشتاء و الافتقار لتجهيزات شتوية و أمور أخرى.
و لكن المستشارين العسكريين الألمان شجعوا أنور باشا على العملية (أملا في أن انهيار قوات القوقاز الروسية أمام العثمانيين سيجذب احتياطات روسيا الاستراتيجية مما يضعف موقفها على الجبهة الشرقية).
المهم قام أنور باشا بعزل حسن عزت باشا و تولى بنفسه قيادة الجيش الثالث و وضع بنفسه خطة عسكرية تعتمد على نفس المبادئ العسكرية الألمانية التي كان متأثرا بها و تنص على أن يقوم الفيلق الحادي عشر مدعوما بلواء الفرسان الثاني و أفواج الفرسان الكورد غير النظاميين بهجوم أمامي على مواقع قوات القوقاز الروسية المحصنة بينما يقوم الفيلقان التاسع و العاشر بهجوم التفافي عبر الجناح الأيمن للقوات الروسية (من مناطق وعرة غير متوقعة) و ذلك للوصول لمؤخرة القوات الروسية و احتلال مركز القيادة في صاري قاميش و قطع خط السكة الحديدية نحو تبليسي.
و قد وافقه على خطته و أثنى عليها كل من الجنرال الألماني فريتز برونسارت فون شيليندورف (اتهم بأنه من مهندسي ما سمي بالمجزرة الأرمنية و صار من مؤيدي هتلر في الثلاثينات) و الكولونيل الألماني أوتو فون فلدمان و اللذان كانا يعملان مع الجيش العثماني.
للمراجعة حول خطة أنور باشا و موافقتها لمبادئ العسكرية الألمانية يمكن مراجعة الصفحة 404 من الإصدار الثامن و العشرين من
The Encyclopedia Americana, 1920.
 
رابعا بدأ الهجوم في 22 ديسمبر بعد بعض التجهيزات العاجلة (بعد شهر تقريبا من نهاية معركة كوبركوي) و سارت خطة أنور باشا في البداية بشكل جيد و حالفها النجاح حيث استطاعت الفرقة 30 من الفيلق العاشر تدمير لواء مشاة روسي من الفرقة الروسية 20 التي يقودها الجنرال استومين حيث استطاعت الفرقة العثمانية احتلال مدينة أولتو و أسر ألف جندي روسي ففتحت الفرقة بذلك الطريق لباقي القوات المخصصة للالتفاف حسب الخطة و تقهقرت قوات استومين.
تابعت القوات العثمانية التقدم و اقتربت من صاري قاميش و هي هدف التطويق النهائي و قد أصيب الروس بالذعر و قرر قائد قوات القوقاز الروسية الجنرال أليكساندر ميشلايفسكي إخلاء صاري قاميش و بدأ بذلك في 25 ديسمبر و لكن رئيس أركان قوات القوقاز الروسية الجنرال العنيد نيكولاي يودينتش رفض الأوامر وقرر المقاومة وأمسك زمام الأمور بيده وبدأ بتنظيم مقاومة شرسة.
ومع ذلك استمرت القوات العثمانية حتى وصل الفيلق التاسع العثماني لمشارف مدينة صاري قاميش في 28 ديسمبر و قد فر الجنرال أليكساندر ميشلايفسكي من المدينة في ذلك اليوم نحو تبليسي في نفس الوقت الذي صدرت فيه أوامر حاكم القوقاز الروسي الدوق ايلاريون فونتسوف بمحاولة النجاة من التطويق و التراجع نحو قارس و تدمير ما لا يمكن حمله من معدات ثقيلة.
رفض يودينتش الأوامر و قرر المقاومة و حين أعطى بعض الأوامر للفيلق الأول رفضها الجنرال جيورجي بيرخمن كون أوامر ميشلايفسكي تقضي بالانسحاب فعزله يودينتش و سلم القيادة لمساعده دراتسينكو.
و كان أنور باشا قد وصلته معلومات انسحاب الروس و قدر أنهم لو استمروا فستسقط صاري قاميش و تقع القوات الروسية بذلك تحت الحصار و التطويق و أما إذا انسحبوا فسيكون ظهر الجيش العثماني نحو صاري قاميش و تحل بذلك المشاكل اللوجستية بالامداد و التموين.
و لكن أدى الصمود العنيد ليودينتش و براعته العسكرية إضافة لتأخر الفيلق العاشر عن اللحاق بالتاسع في الوقت المناسب و الظروف المناخية الصعبة (تصل درجة الحرارة عادة في تلك المنطقة إلى -7 في ديسمبر و لكنها وصلت في تلك السنة إلى -30 حسب المصادر الروسية) إلى إنهاك الجيش العثماني و سقوط العديد منه قتلى نتيجة للتجمد مما مكن يودينتش من القيام بهجوم مضاد منسق مستخدما وحدات الفرسان القوزاق و التي قطعت طريق العودة على القوات العثمانية بهجوم التفافي في 2 يناير 1915 مما جعل العديد من القوات العثمانية معزولة و مطوقة و بدأ انهيار قوات الفيلقين التاسع و العاشر حتى 17 يناير و النتيجة معروفة طبعا (و يقال أن أنور باشا نفسه نجا بأعجوبة من الأسر و استطاع النجاة نحو أرضروم).
للقراءة أكثر حول تفاصيل معركة صاري قامش يمكن قراءة كتاب إدوارد إريكسون المذكور
 
Ordered to Die: A History of the Ottoman Army in the First World War
و كتاب
Caucasian Battlefields: A History of the Wars on the Turco-Caucasian Border 1828–1921.
تأليف باول موراتوف و الصادر عن جامعة كامبردج عام 1953.
و كمصادر روسية يمكن قراءة.
Сарыкамышская операция
و الصادر في صوفيا عام 1933 عن الجنرال الروسي فلاديمير نيكولسكي
 
و كتاب
Кампания 1915. Кавказский фронт
تأليف الجنرال و المؤرخ العسكري الروسي أندريه زاينوتشكوفسكي
 
خامسا هناك وجهة نظر (قد تصح أو لا) بأن حملة صاري قاميش رغم فشلها الكارثي لكنها ألحقت ضربة بالقوات الروسية في القوقاز منعتها من شن أي هجوم كبير لمدة عام تقريبا (حتى شتاء 1916) الأمر الذي مكن الدولة العثمانية من التفرغ لصد هجوم الحلفاء على جناق قلعة و الذي بدأ بعد 3 أشهر من نهاية معركة صاري قاميش (من أسباب الحملة للمعلومية مطالبة قيصر روسيا للحلفاء بشن هجوم على العثمانيين لأنه أصيب بالذعر من احتمال حملة أخرى على غرار حملة صاري قاميش).
و الله تعالى أعلم.
 
*المشرفة العامة السيدة عفاف عنيبة تشكر جزيل الشكر ثقة الأستاذ الكريم السيد حوراني علي مراسلته لنا و إمداده لنا بهذه المقالة الممتازة و التي تكشف عن صفحة ناصعة للجيش العثماني في الذود عن ديار الإسلام.
قراءة 2226 مرات آخر تعديل على السبت, 06 كانون2/يناير 2018 05:56

أضف تعليق


كود امني
تحديث