قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 03 نيسان/أبريل 2022 09:08

المسلمون في الدونباس بعد الأزمة الأوكرانية*

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

من معاني كلمة أوكرانيا الحافة، و ذلك لوقوعها على حافة القارة الأوربية، و هو الموقع الذي جعلها تخضع لتجاذبات صراع النفوذ بين الكبار النافذين، و قد تفجرت الأزمة الحالية بسبب هذا الملمح الجغرافي، إضافة إلى أسباب عقدية؛ فشرقها أرثوذوكسي يتبع الكنيسة الروسية واقعًا، و غربها كاثوليكي يتبع الكنيسة الرومية. و أخرى إثنية؛ فهي دولة حديثة يعيش الأوكران في وسطها و غربها، بينما يعيش الأوكرانيون من أصل روسي و تتري و أقليات أخرى من الألمان و الأرمن و غيرهم في شرقها.

و لأن شرقها صناعي منذ القرن الثامن عشر، فقد استوطنها الروس بشكل كبير حتى صاروا العنصر الغالب، خاصة زمن الاتحاد السوفياتي الذي اهتم ببناء الأقطاب الصناعية، و استقطاب العمال الروس و عوائلهم، حتى يضعها تحت نفوذه، و يستغل مواطنيه في ضرب أي مشروع أوكراني يستهدف الاستقلال عن الهيمنة الروسية، بعد أن حدث ذلك في بدايات القرن العشرين عندما حاول القوميون الاستقلال عن هيمنة الثورة البلشفية، و هو ماحدث  أيضًا سنة 2013م عندما أصرت هذه الجمهورية على السير في مضمار الانضمام للاتحاد الأوربي، فقام الروس بتحريك سلاح الانتماء القومي، و أشعلوا حربًا طاحنة، خلفت آلاف القتلى، و دمارًا هائلًا في البنية التحتية.

موقع المسلمين من الأزمة الأوكرانية:

أوكرانيا ثالث دولة أوربية بعد بلغاريا و مقدونيا، تحوي أقلية مسلمة أصلية، يبلغ عددها مليوني مسلم، يستوطن أغلبهم وسط و شرق و جنوب أوكرانيا، غيرأننا سنخصص الحديث عن مسلمي حوض الدونباس الصناعي، الذين يبلغ عددهم أكثرمن 100 ألف مسلم، أغلبهم من تتر كازان، الذين كانوا يشكلون قبل مجيء الحقبة الشيوعية أكثرمن 400 ألف مسلم، ارتد منهم الآلاف عن الإسلام بسبب الحملات الشيوعية الشعواء ضدهم، حيث هدمت جميع مساجدهم و مدارسهم، و قتل أئمتهم، و هرب الكثيرمنهم نحو تركيا، كما يوجد بعض المسلمين القوقاز الذين نجوا من التشريد الستاليني للمسلمين في بلاد القفقاس قبل منتصف القرن التاسع عشر.

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي و استقلالأ أوكرانيا و تصميمها على التوجه نحو القيم الأوربية، تمكن المسلمون من إقامة شعائرهم، بعد أن أعادوا بناء بعضمساجدهم و مدارسهم، و تمتع الكثير منهم بحرية ممارسة شعائر الإسلام من صلاة و صوم و حج وغيرذلك، ماعدا التضييق الذي تمارسه القطاعات الرسمية ضد المحجبات، و إن كانت الدولة لاتتبنى أي قانون لمنعه، إنما هو تقليد لما يحدث في أوربا أكثر منه سياسة معتمدة،و مع ظهور الجمعيات الإسلامية هناك، بدأ الإسلام يعود بشكل واضح و علني عندهم، خاصة مع عودة حملة بناء المساجد في مدينتي دونيتسك و لوغانسك، لكن هذا لم يكن كافيًا، فآثارالحقبة الشيوعية التي عملت بلا هوادة لسلخ المسلمين عن دينهم لاتزال قائمة و مشاهدة بوضوح، و من خلال زيارتي للمنطقة التقيت بالكثير من التترين الذين نجوا من حملة التهجير القسري الدموية التي قادها ستالين بعد الحرب العالمية الثانية، كان يبدوعليهم الأسى مما فقدوه من مساجد و مدارس خلال العقود الماضية، بل إنما يعتصر قلوبهم هو ذوبان أولادهم في المجتمع النصراني، حيث ارتد الكثيرمنهم عن الإسلام، و قد وقفت على حالات كثيرة لزواج المسلمات التتريات من النصارى، و لم تفلح جهودنا يومها في رد من التقيناهم إلى الإسلام،و أذكر أننا توجهنا نحو مسلمة كانت تسمى عادلينا، رجعت إلى الإسلام بعد أن دعوناها لكنها رفضت أن توقف إجراءات زواجها من نصراني أرثوذكسي، و لقد كانت مشاهد المسلمات و هن في «عصمة» أبناءالصليب أمرًا لا تحتمله نفوسنا، خاصة أنه تكرر مئات المرات، كما أن سيطرة العادات السلافية على حياة المسلمين كانت أمرًا شائعًا، حيث ترك الكثير منهم الصلاة، فالمصليات و المساجد، في مدن وقرى الشرق لا تمتلئ إلا في صلاة العيد، و في المساجد المركزية، مثل مسجد لوغانسك، و مسجد كونستانتينو فافيدونيتسك، أما الحجاب فإنه غيرظاهر إطلاقًا، بل إن الكثير من المسلمات يرتدينه في المصلى أو المسجد، ثم ينزعنه بعد خروجهن، في مشهد يقتل القلب حسرة، و مع دخول العرب إلى أوكرانيا و تشكل جاليات عربية كبيرة، بدأ النشاط يدب أكثربين المسلمين، خاصة بعد أن انتظموا في جمعيات اجتماعية و خيرية، هدفها الأول و الأخير إعادة المسلمين إلى دينهم، برغم الصعوبات التي واجهوها في مسيرتهم هذه، بسبب القوانين التي تصعب بناء المساجد و البيروقراطية الشديدة التي يعاني منها البلد، حيث يفتح المالك لالأبواب، بينما المسلمون التتر لايملكون مايؤهلهم ماليًّا لاختراقها، بل إن من أسباب فراغ المساجد والمصليات في رمضان عدم امتلاك المسلمين هناك لثمن سيارة أجرة،خاصة أن وسائل النقل تتوقف ليلًا، و إن كان بعضهم قد صارمن أغنياء الأغنياء في البلد، إلا إن ولاءهم كان لجهات أخرى من اليهود والنصارى، كما لاقت هذه الجمعيات مشاكل جمة  كانت تحدثها فرقة الأحباش، من خلال الوشايات المستمرة ضد أهل السنة لدى المخابرات الأوكرانية، بغرض كسر العمل الدعوي الدؤوب، و من المصاعب التي أدت إلى انحسار أعداد المعتنقين للإسلام أو معاداة المجتمع للمسلمين، ظاهرة تلاعب العرب بالمسلمات الحديثات العهد بالإسلام، و هو ما أشار إليه مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا سعيدإسماعيلوف، و هو من أبناء المسلمين التتر، العارفين بخبايا أوضاع المسلمين في أوكرانيا، حيث يتزوج الطلبة المسلمون القادمون من الوطن العربي بالأوكرانيات المسلمات أوالمعتنقات للإسلام، و يقيمون معهن في فترة الدراسة، ثم يرحلون عنهن، و هن محجبات و بلاعمل و معهن أولاد، مما تسبب في خلع الكثيرات حجابهن بغية العمل، و ارتداد المئات منهن عن الإسلام بسبب الصدمة، والتناقض الصارخ في أخلاق المسلمين عمومًا.و إن كان هذا لا ينفي وجود نماذج مشرفة و لكنها قليلة جدًّا.

لقد كان هذا المشهد المسيطر على الدونباس الذي يحوي 16 مسجدًا و عشرات المصليات الصغيرة، التي كان أصلها بيوتًا خاصة وضعًا بئيسًا، برغم هامش الحرية الكبيرالذي كان يعيشه المسلمون قبل سنة 2014م.

المسلمون بعد نشوب الأزمة الأوكرانية:

بسبب تواجد الإثنية الروسية بقوة في شرق أوكرانيا قام الروس بإشعال حرب انفصالية مدعومة بقوة المال والسلاح و الإعلام في حوض الدونباس، بمدينتي دونيتسك و لوغانسك، و قد كان لهذا الأمر أثر بالغ على المسلمين، حيث شاع الخوف و الرعب لدى عامتهم، فهاجرت الجالية العربية المنطقة، حفاظًاعلى أرواحها، و هاجر بعض المسلمين من مناطقهم التي دمرت تمامًا، و فقد الكثير منهم منازلهم و مزارعهم، و قد زرت المنطقة في شتاء 2015م، و التقيت ببعضهم، كان الأمر صعبًا وأنت تسمع منهم تفاصيل ما فقدوه من أموال و مأوى و أثاث، و صاروا لاجئين في دولتهم، بعد أن شردتهم روسيا، و جعلتهم ضحية لمشروعها التوسعي الذي كان دومًا يحصد آلاف القتلى من المسلمين، و لقد حاولنا الحصول على أرقام معينة لعدد المسلمين المتضررين، لكننا لم نصل إلى ذلك لغياب المؤسسات الإسلامية في الوقت الحالي عن المشهد، باعتبارها مؤيدة لوحدة أوكرانيا من جهة، و لتخوفها من البطش الروسي، الذي ظهر في الجنوب في جزيرة القرم.

تعرضت بعض مساجد المسلمين للقصف في دونيتسك، و فرغت الأخرى من روادها، و هجروها نحو روسيا أو إلى وسط وغرب أوكرانيا.  مما شكل ضربة قاصمة للعمل الإسلامي في المنطقة، و عجل بعودة المأساة للمسلمين التتر، الذين لم ينعموا بنعمة الأمن و فرحة التخلص من الهيمنة الشيوعية أكثر من عقدين، لتعود إليهم كوابيس القمع و الظلم، خاصة أنهم يعرفون عداوة الروس للإسلام السني المحرك والدافع نحوالخير والإصلاح والتغيير.

ماذا نقدم لهم؟

إن استيلاء الروس على أرض الدونباس كان كارثة حقيقية بالنسبة للمسلمين الأوكران، فالمسلمون كانوا يعيشون في حرية شبه تامة في ظل الدولة الأوكرانية، أما اليوم فإن تقاريرالمنظمات غير الحكوميةو حتى منظمة الأمم المتحدة تشير إلى الترهيب و الاضطهاد، الذي مافتئ  يتصاعد من جانب القوات الروسية و المليشيات التابعة لها،التي تستصحب الأسلوب المعتمد نفسه في القرم و القفقاس، من قمع و تخويف و اضطهاد للمسلمين و مصادرة ممتلكاتهم.

ويمكن القول بعد هذاالموجزالمختصرلأوضاع المسلمين في دونيتسك ولوغانسك التي تحتلهما روسياعن طريق مليشياتها المكونة غالبًامن المجرمين و المنحرفين و تجارالمخدرات، أن وضع المسلمين في الأراضي التي احتلتها روسيا في أوكرانيا كارثي بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى، و أنهم يواجهون مصيرًا مجهولًا وأسودَ في كلا الأحوال، لذلك وجب الاهتمام بأوضاعهم و مد يد العون لهم نصرة لهم و حفاظًاعلى وجودهم الذي أصبح مهددًا، و يجب التعاون مع السلطات الرسمية لأوكرانيا،خاصة أنهاتدعم المسلمين بشكل واضح، بعد وقوفهم بوفاء مع الدولة التي يحملون جنسيتها و ولدواعلى أرضها، و كانت لهم مساندة قوية للثورة الأوكرانية، مما حدا بالبرلمان الأوكراني إلى اعتماد قانون يعتبرهم من الشعوب الأصلية للبلد.

صحيح أن المحن والمصائب قد تعددت في أمتنا،إلا إن دعم المنظمات الإسلامية السنية في أوكرانيالن يتطلب سوى الدعم  المالي والإعلامي، مع وجود هياكل قاعدية للعمل الدعوي في هذا البلد،الذي يعاني فيه الجميع و خاصة المسلمون من أزمة اقتصادية تكاد تعصف بالحياة الاجتماعية بشكل مأساوي، قد يدفع فيه المسلمون الضريبة الكبرى بسبب فقرهم وعوزهم وتهميش قضيتهم.

 *نعتذر عن رداءة الإخراج

الرابط : https://www.albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?id=4845

قراءة 634 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 06 نيسان/أبريل 2022 09:06

أضف تعليق


كود امني
تحديث