قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 20 نيسان/أبريل 2015 19:06

أيام اختلال المعايير

كتبه  الأستاذ عمرو حمزاوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أيامنا هذه هى أيام اختلال مفزع لمعايير الحكم على الأمور فى المجال العام فى مصر و فى بلاد العرب، هى أيام سطوة السلطة و الثروة و وعود الحماية و العوائد و الإفادة من الشبكات الريعية نظير تأييد الحكام أو خوفا من التهديد بالتعقب و القمع و العقاب حال المعارضة، هى أيام جنون العنف الرسمى فى بعض المجتمعات العربية و وحشية و دموية عصابات الإرهاب فى مجتمعات أخرى و تلاقى الجنون الرسمى مع الوحشية و الدموية الإرهابية فى طائفة ثالثة من المجتمعات، هى أيام تغييب الحقائق و المعلومات عن المواطن و أيام ممارسة الاستعلاء على حرياته الشخصية  و المدنية و السياسية، بل و امتهان كرامته الإنسانية.

دون اختلال معايير الحكم على الأمور، ما كان لمؤسسات و أجهزة الدولة المصرية و لنخب الجهاز الإدارى أن تتجاهل المظالم التى تراكمها انتهاكات الحقوق و الحريات و تداعياتها المجتمعية الخطيرة ــ وضعية الاستقطاب الحاد التى تلغى فرص الاستقرار و التنمية و التقدم، أو أن تقلل من أهمية الأخبار المتواترة عن جرائم التعذيب و تكرر إساءة استغلال المنصب العام من قبل بعض عناصر الأجهزة الأمنية ــ و هى إما أن تعمق من آلام و جراح بعض القطاعات الشعبية التى تقف إزاء منظومة الحكم / السلطة فى خانات المعارضة أو الرفض أو العداء و إما أن تدفع ببعض القطاعات الشعبية الأخرى التى كانت فى مواقع التأييد و الدعم إلى إعادة النظر و الحساب و التقييم و ربما الابتعاد فى صمت أو فى ضجيج، و إما أن تتعامل مع إخفاقات مؤسسات و أجهزة الدولة فى إدارتها للشأن العام و فى ترابطاتها مع الوطن ــ من التأجيل المستمر للانتخابات البرلمانية إلى صندل الفوسفات ــ على نحو يغيب قيم الرقابة و المساءلة و المحاسبة و يخلق لدى الرأى العام انطباعا راسخا مؤداه أن إرادة الحكم/ السلطة لا تريد لهذه القيم أن تتجذر فى واقعنا المصرى و لا تريد إلا استعادة حكم الفرد و فرض ملامح السلطوية الجديدة.

دون سطوة السلطة و الثروة و التحالف بينهما و ثنائيات الاستتباع للحكم فى مقابل الحماية و العوائد التى تؤسس لها و تديرها و تمولها فى شبكات ريعية تقليدية و حديثة، ما كان للإعلام المصرى أن يقبل أن تتحول الحرب على اليمن إلى مسكوت عنه، و أن تغيب تفاصيل الدور العسكرى للقوات المسلحة المصرية، و أن يتم التعتيم على الخسائر البشرية والمادية التى أنزلتها آلات حرب عربية بشعب عربى فقير و تناولتها بموضوعية الكثير من الصحف و وسائل الإعلام العالمية.

دون سطوة السلطة و الثروة على الإعلام العربى و الذى تحولت الكثير من صحفه و إذاعاته و قنواته التليفزيونية إلى كيانات تابعة للممول الخليجى، الحكومى و الخاص، ما كان للنقاش العام فى بلاد العرب أن يتورط فى الاستعلاء الصريح على دماء الضحايا الأبرياء للحرب على اليمن و على الخسائر التى لا يملك لا المجتمع المأزوم بفعل غياب السلم الأهلى و التمويل الإقليمى للطائفيات و المذهبيات المدمرة و لا الدولة الوطنية بمؤسساتها و أجهزتها المتراجعة/ العاجزة القدرة الفعلية على تعويضها.

دون تغييب للحقائق و للمعلومات عن المواطن فى مصر و فى عموم بلاد العرب و دون امتهان لكرامة الناس و حقوقهم و حرياتهم، ما كنا لنجد نقاشنا العام تخترقه التبريرات الفاسدة للعنف الرسمى و لقمع الحكومات (طوائف مبررى الاستبداد و السلطوية و حكم الفرد التى تسيطر على أغلبية الصحف و الإذاعات و القنوات التليفزيونية)، و تنزع إنسانيته استراتيجيات التحايل على المظالم و الانتهاكات و جرائم التعذيب و تجاهل الضحايا، و تلغى قيمه الأخلاقية و التزامه بشروط المعرفة و العلم و العقل و حب الحياة تواتر التبريرات الفاسدة للإرهاب و للعنف أو تواطؤ من لا يريدون إيقاف التوظيف المتهافت للدين فى تبرير جرائم عصابات الإرهاب كداعش و غيرها.

دون اختلال معايير الحكم على الأمور، ما كان للسلطويات القديمة و الجديدة أن تعيد سيطرتها و تفرض سطوتها، سطوة السلطة و الثروة و شبكات الريع، على شعوب العرب و على مصائرها التى يبدو أن ارتباطها العضوى بالاستبداد و التخلف و التطرف و الإرهاب لن يتراجع قريبا.

الرابط:
 
قراءة 1333 مرات آخر تعديل على الخميس, 07 أيار 2015 06:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث