من بضعة سنين، أخبرتني طالبة جامعية سجلت نفسها في إحدي فروع جامعة بريطانية بالجزائر حول المجتمع المدني، فسألتها :
-ما الهدف من السؤال ؟
-إشترطوا علي في دراستي العليا العمل في إحدي الجمعيات الخيرية لإيفادهم بتجربتي و عملي. أجابتني الفتاة.
-طيب، ما هي إهتماماتك ؟ و سجلي نفسك بحسبها، هكذا يكون مردودك افضل.
كنت علي علم بالإستراتيجية الجديدة المتبعة في الجامعات الأنجلوسكاسكونية و ليس هناك افضل للطالب من الإحتكاك بالواقع المعاش و العمل فيه. فرصة لإختبار نفسه و قدراته و مهاراته و إمكانياته. ربط النهج الدراسي بمقتضيات الواقع أمر مستحب و إضافة هامة جدا للطالب. هذا ما توصلت إليه متأخرة الجامعة الجزائرية و ننتظر نتئاج المبادرات الأخيرة علي أعلي مستوي في واقعنا اليومي. فقاعات الدرس لا تسع فقط عدد معين من الطلبة بل تتسع ايضا لذكاءهم و أفكارهم و دعم حماسهم في الإبتكار و الإبداع مهمة الجامعة و الشركات في القطاعين العمومي و الخاص. إشراك الطالب في مهام مدنية ذات طابع خيري يفتح له آفاق و ترسيخ لإنتماءه لجماعة و مجتمع و يصله ببقية مواطنيه.
هذا و يتعلم الكثير في العمل الجماعي المنسق و إطلاعه علي صعوبات و مشاكل الناس يمكنه من معرفة صحيحة لظروف المعيشة. فأن نحبس طالب العلم ضمن منظومة جاهزة تعطيل لمداركه و أن يتحسس دربه بإنتظار السير فيه أمر إيجابي و محفز في آن.