أول ما ظهرت حركة أنا أيضا #MeToo منددة و فاضحة ممارسات التحرش الجنسي بالمرأة الأمريكية ثم إتسعت حركة الإحتجاج إلي كامل دول العالم في أكتوبر 2017، تابعت بشكل حثيث إنطلاق الحركة و إنتشارها و خروج العديد من النساء في امريكا و في العالم عن الصمت و التحدث عن عمليات إغتصاب تعرضن له بموجب أنوثتها و كعملية إبتزاز مثلي مهنيا للحصول علي متعة جنسية مجانية و بالإكراه.
سنت قوانين صارمة لمنع الذكور التحرش بالمرأة و لو بالكلمة ...
المرأة دوما كانت موضع رغبة الرجل و غريزة الرجل الغير المؤمن تحكمه بحيث لا يشبع من الجنس و يجد نفسه بمقتضي حرية المرأة و دخولها سوق العمل محاط بالآلاف من النساء الحسناوات، فيجد ضالته لإشباع نهمه الجنسي بقوة القهر التي يمارسها علي ضحاياه.
في الجزائر المرأة معرضة للتحرشي الجنسي و المساومة الجنسية إذا ما أنا عفاف عنيبة و بالرغم من حجابي الشرعي و عدم إمتهاني لعمل خارج البيت تعرضت لتحرش جنسي من افظع ما يكون في حافلة في وسط العاصمة الجزائرية، فماذا نقول عن النسوة الجزائريات التي تعملن و تخرجن يوميا بحثا عن لقمة العيش في نظام إقتصادي قاس لاإنساني ربوي ؟
هذا و إذا ما درسنا أسباب إنتشار التحرش الجنسي بالمراة بهذا الشكل الواسع فنجد هذه الأسباب :
-تخلي المجتمعات عن قيم إحترام المرأة و إعتبارها كيان كامل الإنسانية و الكرامة.
-تسليع جسد المرأة بحيث لا ينظر لها إلا من جانب المتعة الجنسية الذي يمثله جسدها.
-صمت النساء عن الجرائم التي ترتكب ضدهن خوفا من العار من فقدان مكانة إجتماعية أو منصب عمل و لا دليل بين يديها سوي شهادتها.
-عدم وجود قوانين رادعة تردع المجرم المتحرش أو المغتصب.
كثيرون يبررون ما تتعرض له من إغتصاب و عنف جنسي بمبررات غير مقنعة كخروجها من البيت و تواجدها المكثف في الفضاء العام لكن مثل هذه الجرائم تعاني منها أيضا النساء الماكثات في البيوت ايضا، إغتصاب الأب لإبنته أو الأخ لأخته او العم لإبنة أخيه و تحرش أخ الزوج بزوجة اخيه إلخ...
لا بد من دراسة معمقة لظاهرة جد مقلقة تضع مصير الإنسانية علي المحك، فمن حق المرأة التحرك في أمان داخل و خارج بيتها دون التعرض لأي نوع من التحرش أو القهر الجنسي لمجرد أنها إمرأة.
الكبت الجنسي، تأخر سن الزواج أو إنعدامه، عدم الخوف من الله عز و جل أي الإنحطاط الأخلاقي، التعامل الذكوري الإستعلائي الذي يشيء المرأة، كل هذه الأسباب تؤدي لا محالة في مجتماعاتنا إلي كارثة التحرش و العنف الجنسي فتصبح المرأة تكره جسدها و تفقد ثقتها في الرجل و في عدالة المجتمع الذي هي عضو منه. هذا و الإسلام ضمن سلامة المرأة النفسية و الجسدية و العاطفية و الجنسية و ضرب بيد من حديد علي كل من يتعدي الخطوط الحمراء في تعامله معها.
آن الآوان لنرتقي إلي مصاف إنسانية الإسلام و سموه في رأي المتواضع...