قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 11 تشرين2/نوفمبر 2023 18:39

المأزر الأبيض... قصة اجنبية

كتبه  ترجمة من الفرنسية إلي العربية عفاف عنيبة

جدته كانت تتعافي من عملية جراحية دقيقة و قد وظف إلي جنبها ممرضة رافقتها من المستشفي إلي البيت القديم الموجود في أطراف المدينة، في ضاحية تحفها غابة كثيفة و قد كان يطل بيت الجدة علي الأشجار الخضراء الوارفة.

في اليوم الأول أخبر هكذا الممرضة :

-جدتي تقيم لوحدها و أنا آت في نهاية الأسبوع لأمضيه معها كوني أعمل في مدينة أخري و اقيم هناك، ستجدين نفسك لوحدك معها لأيام ثم سوف التحق بكم، في حالة ما إحتجت إلي أي شيء أطلبيني أو أطلبي  إبن عمي الآخر الذي هو مسجل في الحي الجامعي للمدينة المجاورة و ممنونين إليك علي دورك القيم مع جدتنا.

اومأت برأسها الممرضة و قد فهمت جيدا تعليمات حفيد الجدة و مضت تعتني لوحدها بالسيدة المسنة التي كانت سهلة الطباع و في وسط الأسبوع جاء إبن عم الشاب الجامعي ليطل علي جدته، رافقها طوال اليوم و في الغد غادر و قد إستحسن رعاية الممرضة لجدته.

كان عمل آن عمل مهني فيه الكثير من الصبر و الإنسانية، كان عليها ان تناول المريضة دواءها في وقتها و أن تخرج بها إلي حديقة البيت القديم و تعينها علي المشي يوميا لمدة 15 دقيقة كاملة. كانت أيضا تهيأ لها الغرفة و تهويها و تختار لها الوجبات التي كانت تحضرها طباخة تأتي فقط لساعة و نصف تعد غداء و عشاء المريضة.

كانت تستمع إلي حكايات الجدة حول أبناءها و أحفادها و تبدي إهتمام بما تقوله و يوم السبت سمعت المفتاح يدور في الباب الخارجي، فإذا به  الحفيد دخل البيت و كان معه شخص عرفه لها بأنه صديقه.

لم تبالي الممرضة آن إكتفت بتحية الزوار و الإنسحاب في المطبخ لتهيأ جرعات دواء الجدة المريضة.

كانت تقوم بعملها بشكل جيد و سمعت الجدة تثني عليها و جاءها صوت الحفيد و هو يجيب المريضة المسنة :

-من اول نظرة لها أدركت بانك محظوظة في شخص الممرضة، فهي تبدو آنسة مهنية في غاية الجدية و الإنضباط.

-صحيح ...آن ليست فقط ممرضة ممتازة إنها إنسانة رائعة أيضا.

ساد صمت بعد ذلك و عند الغروب، حرصت الممرضة علي الإشراف علي العشاء المبكر للجدة ثم أعلنت انه في حالة ما إحتاجتها ما عليها إلا تحريك الجرس لتأتيها.

غادرت إلي غرفتها الممرضة رافضة تناول العشاء مع الحفيد و صديقه متحججة بأنها سبقتهم و تغذت قبلهم.

كانت مرهقة قليلا و كان قد ساورها شعور بعدم الإرتياح ناحية صديق الحفيد الذي كان يتابعها بنظراته. في اليوم التالي حاول ذلك الصديق أن يتحدث معها علي إنفراد، تهربت من ذلك و لازمت الجدة و في لحظة خروجها إلي الحديقة مع المريضة قرر الحفيد اخذ مكانها قائلا لها :

-إذهبي و إرتاحي أو بإمكانك الخروج و قضاء حوائجك فأنت لست ملزمة بالبقاء في البيت حينما أكون هنا.

سعدت بذلك و أخبرت الأسرة بأنها ستتغيب لساعتين المدة التي تزور فيها والديها، المقيمين في مدينة مجاورة.

عند عودتها من الزيارة، وجدت المريضة متعبة نوع ما، فظلت إلي قربها إلي حين ما جاء موعد نومها. في الغد كان يتعين علي الحفيد المغادرة مع صديقه و قد لاحظ إنزعاج الممرضة من رفيقه، فسألها و قد خرج هذا الأخير من البيت ليركب السيارة :

-هل سجلت شيء ما سلبي علي صديقي ناحيتك آنسة ؟

باغتها سؤال الحفيد لكنها اجابت بعفوية :

-في الحقيقة جرأة مني القول لك أن لا شيء يجمعكما و شخصيا لم أرتاح له و طبعا هذا مجرد إنطباع.

فأبدي الحفيد تفهما و قبل توديع جدته قال لآن :

-أثق في حكمك، و شكرا لك.

مر الأسبوع و عند عودة الحفيد، كان وحيدا و في أول مناسبة أتيحت له قال للممرضة :

-كنت محقة، وضعت حدا لصداقتي مع ذلك الصديق الذي ظننته مقرب لي إكتشفت انه نفعي و لا يحسن معرفة حدوده مع بعض الناس مثلك مثلا.

لم تعقب. و في نهاية الأسبوع و عند مغادرة الحفيد جدته إستوقفته الممرضة :

-سيدي لا بد لك ان تعلم بأن عملي مع جدتك سينتهي بعد يومين فهي تعافت تماما و عليك بتوفير لها مساعدة تسهر عليها في الفترة القادمة.

وعدها بأنه سيتدبر الأمر و شكر لها عملها الرائع و عبر لها عن عميق إمتنان عائلته لها.

عند توديع الممرضة آن للجدة، أفصحت المرأة العجوز بمكنونات نفسها ناحية الممرضة :

-هل تعلمين وجودك في بيتي أضفي عليه جمال خاص و حتي حفيدي شعر بذلك. سنفتقدك كثيرا عيديني إن لم يكن فيه إحراج لك، بزيارتي من حين إلي آخر.

تبسمت الممرضة و أعطتها الوعد. بعد شهرين من إنتهاء مهمة الممرضة آن، كانت ذات صبيحة ماطرة متجهة إلي موقف الحافلات لتستقل حافلة نحو المستشفي، فسألها احد المارين :

-هل نسيت مظلتك ؟

أجابته تلقائيا :

-نعم.

فتقدم إليها و حماها بمظلته و هناك كانت المفاجأة فقد كان حفيد الجدة، شعرت بإحراج كبير الممرضة، بينما هو إبتسم لها قائلا :

-أتيت لأذكرك بضرورة زيارة جدتي، فهي تتحدث عنك دوما.

-و أنا لم أنساها، فقط لدي عمل مكثف هذه الأسابيع، لكنني سوف أزورها أكيد.أجابته.

أوصلها إلي موقف الحافلات و ودعها.

و مر شهر آخر لتجد أخيرا فسحة زمن آن و تذهب في زيارة إلي الجدة التي رحبت بها أيما ترحاب و كان هناك الحفيد الذي قرر الإقامة بجنب جدته كونها في حاجة ماسة إلي وجوده. و قد ألحت الجدة علي آن البقاء لتتغدي معهم. فقبلت محرجة.

و علي طاولة الغداء، جاء صوت الجدة غاية في الجدية :

-و الآن آن من فضلك إستمعي إلي حفيدي، فلديه طلب يتقدم به إليك.

نظرت مندهشة الممرضة الشابة إلي الجدة ثم الحفيد و أحست بمفاجأة كبيرة جدا عندما سمعت الحفيد يسألها :

-إرتحت إليك كثيرا آن، ما رأيك إن تتزوجيني ؟

قراءة 222 مرات آخر تعديل على الجمعة, 22 كانون1/ديسمبر 2023 10:01

أضف تعليق


كود امني
تحديث