قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 17 تشرين2/نوفمبر 2023 12:44

كانت متوجسة...قصة مأخوذة من الواقع...في بلد ما...

كتبه  عفاف عنيبة

في اليوم الذي تقدم لها، توجست خيفة منه...أروي كانت يتيمة...كان يتيم...و قد علق في بالها تجربة صديقة طفولتها عند زواجها من رجل مزارع و كيف أنها وجدت فيه زوج عنيف يضربها لأتفه الأسباب و كان يستخدمها في مزرعته كخادمة من دون أجر. يوقظها في كل وقت و في عز الليل لتحضر مآدب خرافية لمدعويه و كانت أشغال المزرعة تمثل ثقل علي كتفيها ...و في النهاية خرجت من تجربة زواجها بعاهة مستدامة، أدخلتها دار عجزة بعد ما رماها زوجها العنيف بورقة الطلاق.

و لهذا إشترطت في عقد زواجها عدة شروط، تضمن لها علي الأقل معاملة إنسانية. بينما هو قرأ شروطها مندهش لكنه قبلها و وقع تعهد بإحترامها. كان رجل صاحب مزرعة هو الآخر و كان البيت الرئيسي واسع و بإمكانه إستقبال للعيش عدة أفراد و في اليوم الذي دخلت فيه البيت لاحظت الأثاث المتواضع لكنه مرتب بذوق، فسألت زوجها :

-من رتب ديكور البيت ؟

-أختي الصغيرة قبل موتها في حادث سيارة. أجابها زوجها. فحزنت و عزته في أخته.

في الشهور الأولي من الزواج، كانت تتعامل معه بحذر و لاحظ ذلك زوجها. لم يقل شيئا و أدرك بحدسه أنه يتعين عليه كسب ثقتها و حنانها، و في يوم ما قال لها :

-المطبخ مفتوح علي حقول القمح و لدينا باب نافذة في جناحنا ينفتح علي المروج من الجهة الأخري، فما رأيك إن وضعت طاولة هناك لنتناول فطور الصباح أمام الخضرة و اشجار البلوط ؟

وافقت. و كان ذلك و في الصباح التالي و مع جو مشمس جلست و إياه يتناولان فطور الصباح و من عادتهما فعل ذلك في صمت. إلا أنه رغب في معرفة سر تحفظها ناحيته، فسئلها مبتسما :

-نحن متزوجين منذ 8 أشهر لكنك متوجسة مني، أليس كذلك ؟

ردت :

-صدقت.

-لم ؟

لم تجبه بل نظرت إليه مليا و كأن شيئا ما في ملامحه شجعتها علي فتح باب علي معاناتها الداخلية :

-منذ زواجنا و من أول يوم لم أري منك إلا الخير حقيقة، إلا أنني يتيمة مثلك و كانت لي صديقة طفولة عانت كثيرا من زوج مزارع و من شدة عذابها إنتهت علاقتها الزوجية في دار عجزة بإعاقة جسدية، فقد بتر زوجها بآلة الحصاد قدمها الأيمن. لا أخفي عنك مدي صدمتي و كيف أنني رافقتها في مأساتها التي تركت في اثر غائر من الصعب تجاوزه في مدة قصيرة.

شعر بدوره بصدمة و قال عفويا :

-سبحان الله هل هذا زوج ؟ يستحيل. كيف يؤذي المرأة التي آمنت به لتتزوجه ؟ ثقي بأنني لست نسخة منه و أتفهم حالتك النفسية و وعد مني أنني سأسعدك بإذنه تعالي.

رغم وعده ذاك ظلت متوجسة و في أمسية و هما يتأملان هطول الغيث بعيدا عن شاشات التلفزة و الحواسيب من كل نوع، باح لها بما يلي :

-لتطمئني تماما سأقول لك كيف تعرفت عليك ؟ هل تظني أنني تقدمت إليك هكذا من دون سابق ظروف معينة ؟

نظرت إليه مستفسرة :

-ماذا تعني ؟

-أتذكرين أنك في يوم من الأيام قمت بإعطاء حقنات لسيدة مسنة مريضة و كانت جارة لك و زوجها إستعان بك لعدة ايام و فعلت ذلك مجانا عن طيبة خاطر.

-كيف عرفت كل هذا ؟ سألته في غاية الدهشة.

-حفيد تلك السيدة العجوز حكي لي الأمر و هكذا لفت إنتباهي إلي شخصك. فعزمت علي مقابلتك لأتأكد بنفسي و سألته أين تتبضعين ؟ فأعطاني المساحة التجارية التي ترتاديها في العادة و ذهبت هناك في التوقيت التي تتواجدين فيها و إصطدمت عربتي بعربتك و لحظتها تمكنت من الحديث معك و رؤيتك عن قرب. أتذكرين ماذا قلت لك ؟

حاولت الإستذكار، سدي :

-كنت مجرد مار بالنسبة لك و ذاكرتك لم تحتفظ بي بينما امضيت وقت و أنا أراقبك و اسئل عنك و علمت هكذا أن كل الشروط إجتمعت فيك لأتزوجك و تركت البقية علي قضاء الله و قدره و الآن ماذا ستقولين لي ؟

إبتسمت و هي تراه يصب شايه الأحمر و يضيف حليب ناصع البياض. كانت المروج امامهم في حلتها الخضراء و قطيع الخرفان يتجول بحرية تامة. حط طائر غير بعيد عنهما متأملا إياهما، فرمت له فتات خبز البيت، فنط و إلتقطه بمنقاره.

حينها إستدارت إلي زوجها و قالت :

-ليس لي ما أقوله سوي انني محظوظة.

تمر الشهور ثم سنة و سنتين و تطمئن تماما الزوجة إلي زوجها و عند ولادة الإبن الأول و الثاني و الثالث والرابع كانت تجد في كل مرة زوج حنون عطوف إلي جنبها و قد ربوا أبناءهم سويا و تجاوزوا بعض المحن و بعض الأفراح جنبا إلي جنب مساندين بعضهما البعض و هكذا تحررت أروي من هاجس الخوف من الزوج الرجل...

قراءة 203 مرات آخر تعديل على السبت, 23 كانون1/ديسمبر 2023 18:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث