لا بد من توضيح مسألة : في موقع نظرات مشرقة كثيرا ما تناولنا مواضيع إجتماعية تعالج علاقة المسلم بالمسلمة كان في إطار الأسرة أو العلاقة الزوجية و قد وقفنا علي فساد قوامة الرجل، فهو لا يعدل أو مستقيل تماما ....طبعا هناك رجال مسلمين صالحين و مستقيمين و يجتهدون للنهوض بقوامتهم و أداءها علي أحسن وجه، فنحن نتعرض إلي المقصرين و الغير العادلين و هم للأسف كثر في مجتمعاتنا المسلمة و بسببهم لازالت الأمة الإسلامية متخلفة في نواحي كثيرة.
من سنين، جلست لسيدة حكت لي معاناتها مع أخيها، كالتالي :
إنني متزوجة و لدي ثلاث أبناء و واحد منهم مريض و قد توقفت عن العمل خارج البيت لتمريضه، في المدة الأخيرة ساءت صحة والدي، فوجدت جميع إخواني يعتمدون علي لتمريض أبي و القيام بمرافقته للأطباء و العيادات و البحث له عن مواعيد لمختلف الكشوفات و منها السكانير و الإتيان بنتائج التحاليل هذا و ليس لدي وسيلة نقل و عندما طلبت من أخي الأكبر أن يضطلع بهذه المهام التي تعود إليه شرعا، تملص و عاداني مدعيا أنني جالسة في البيت و هو لن يترك عمله ليقوم برعاية أبيه. شعرت بضغط نفسي هائل و لاحظ ذلك زوجي فأوصاني بأن اقوم بما أقدر عليه و أترك ما لا أقدر عليه لإخواني واضعة إياهم أمام الأمر الواقع.
طبقت وصية زوجي إلا أنني مرة أخري صرت في نظر إخواني الأخت التي تحدث لهم مشاكل و متاعب و هم لا يقدرون علي بقية الإلتزامات ناحية أبونا، فطالبتهم بالإنفاق علي تنقلاتي، رفضوا ماذا علي فعله بعد كل هذا ؟
-طيب سيدتي كل ما قمت به في ميزان حسناتك يوم القيامة و ألتزمي بنصيحة زوجك و أتركي البقية لهم شاؤوا أم أبوا. فهذا ابوهم و له عليهم حقوق أدوها أم لم يؤدوها فهذا شأنهم و ليس شأنك و لا تبتئسي لمعاملتهم القاسية و جفاءهم، ففي زمننا المسلم بشكل عام مستقيل أخلاقيا و هذا هو سبب تخلفنا و إنحطاطنا من الأساس.