في نوفمبر بارد حطت طائرتنا قادمة من واشنطن د. س في مطار كنساس سيتي حيث كان ينتظرنا سائق في سيارة رباعية الدفع، كانت الساعة متأخرة في الليل الحادية عشر و نصف علي الأرجح، كنا متعبين بعد تأخر إنطلاق طائرتنا من مطار الان دولس في واشنطن ب9 ساعات...
كنت أتأمل الطريق، سعيدة بوجودي في ارض ميسوري أنظر حولي و عند وصولنا إلي الفندق كوارترج كان الإستقبال الدافيء، وزعوا علينا الحلوي و جلسنا حول المدفأة ننتظر مفاتيحنا و نقل حقائبنا إلي أجنحتنا...
أخذ مني أحد موظفي الفندق حقيبتي الوحيدة و سبقني إلي الغرفة وضعها و خرج سريعا ليسلمني البطاقة المغناطسية متمنيا لي إقامة جيدة بينهم.
دخلت إلي جناحي و فرحت به كان الديكور رومانسي جدا. سارعت بأداء الصلاة و بعد إطلاع سريع علي برنامج الغد. نمت.
نهضت في الفجر، سجلت كتابيا إنطباعاتي الأولي ثم راجعت نشاطنا في واشنطن و كون جناحي مزود بطبق فاكهة و حليب و قهوة فتناولت الفطور مبكرا.
كان يتوجب علي تحضير كتابيا أسئلة لكل مضيفينا في ولاية ميسوري كل احد بحسب وظيفته و نشاطه الحكومي أو الجمعوي أو الديني. و قد وضعت رؤوس اقلام لأطور افكاري فقد كان يهمني معرفة حياة المسلمين في ولاية ميسوري و كيف يتعاملون مع بقية الديانات السماوية و الوضعية.
هذا و قد لاحظت أن النظام السياسي الأمريكي و بناءا علي مواد الدستور الأمريكي يبيح لكل معتقد أن ينشط علي أرض أمريكا يكفي أن يكون له أتباع و يحترم القوانين و ليس في حاجة إلي إعتماد من السلطات الفيدرالية إنما مثل هذه الجمعية الدينية في حالة تكونها و زاولت نشاط خيري يضمن لها إيرادات مادية عليها فقط بدفع ضريبة للولاية الأمريكية.
عند لقائي مع أعضاء الوفد في مطعم الفندق، كان قد غادرنا في واشنطن ممثل دولة الكويت ليرافق زيارة وزير الشؤون الأوقاف الكويتي لحضور مؤتمر في أمريكا و وعد اللحاق بنا قبل نهاية زيارتنا لولاية ميسوري.
سئلت عن الحالة الصحية لممثلة الممكلة الهاشمية الأردنية، فقد كانت جد متعبة و سارعت بطمأنتي عبر إبتسامة مشرقة و تحدثت لمترجمتنا سارة. أما مترجمنا الفلسطيني من جذور أرمينية فقد أخبرنا بقدوم ممثلة مصلحة زوار الدوليين لأمريكا علي مستوي عاصمة الولاية كنساس سيتي و أول لقاءتنا سيكون مع السيد احمد أ. و هو من وجهاء الطائفة المسلمة في الولاية.