منذ عودتي النهائية إلي ارض الوطن في 1987 و في كل مرة أسافر فيها خارج الوطن أشعر بعظم جريمة بعض الجزائريين ممن إمتهنوا بث أسباب اليأس في أوساط شبابنا و شعبنا...
أذكر بالمناسبة موقف ديبلوماسي أمريكي من ظاهرة الهروب من الجزائر عبر قوارب الموت:
"بلدكم غني بموارده البشرية و المادية، إنه بمثابة الجنة، فمن الغير المفهوم هروب شبابكم منه، متعللين في كل مرة بالصعوبات و العراقيل التي توضع في طريقهم، في حدود علمي أي شاب ليس من السهل عليه الإنطلاقة فلا بد له من صبر و إصرار فنجاحه في الجزائر عزة و فخر له و لبلده..."
نصبح و نمسي منذ أكثر من 30 سنة علي تقارير تشاؤمية تبث الرعب في النفوس و تدفع دفع شبابنا للهروب، حتي حينما تسني لي الحديث مع كفاءات كبيرة في الغربة إكتشفت أنهم تغربوا لمجرد تغول الفساد و البيروقراطية فتعقدت عملية تكوين أنفسهم في بلادهم لكن في عرفي هذا عذر أقبح من الخطأ...
فأي شرير جزائري و اي فاسد جزائري يهمه ان تترك له الميدان ليعيث فسادا في الأرض و العباد...فما معناه أن تتتغرب و تفقد صلتك بدينك و لغتك و إنتماءك لأرض مثل الجزائر ؟
أعرف حتي اشخاص من يدلون بتقارير كاذبة عن الجزائر لأسيادهم في الغرب ليضللوا صناع القرار هناك...فهذا التحامل و الحقد علي جزائر الإستقلال و ابناءها إن لم نضع له حدا نهائيا سيؤدي بنا إلي الهاوية آجلا أم عاجلا...
علينا أن ندرك خطورة الإشاعة و إنحراف مهام بعض وسائل الإعلام و كيف أنهم يبثون اسباب اليأس و القنوط في نفوس شبابنا و مراهقينا...عوض ان يتسلح الشاب بالعلم الشرعي و الدنيوي و التوكل علي الله و يبدأ جهاد النفس بخدمة بلده نراه يهرب عبر قوارب الموت إلي اين ؟ إلي فرنسا النظام السياسي الذي كان وراء إستعباد أباءنا و أجدادنا و فساد الكثير من مسؤولينا بعد الإستقلال....
لنكف من التنكر لجميل وطننا، يكفي أننا ولدنا جزائريين لنشعر بعظمة المسؤولية الملقاة علي عاتق كل شاب و شابة، فأنتم أبناء سلالة عظيمة مجيدة لا يحق لكم اليأس و لا يحق لكم الهروب فبلدكم اولي بكم و في التكتل و الإصرار و تقوي الله هزيمة للفاسدين هنا في الجزائر و الأعداء في الخارج...
آمنوا بأنفسكم و بإذن الله لن يخيب الله عز و جل مسعاكم، فالنجاح في بلدكم له طعم لا توازيه اي لذة اخري...
توكلوا علي الله و أسعوا و الله ولي التوفيق...