نبذة عن الكتاب :

من بديهيات الإسلام أن يكون الناس مسلمين , وأن يتربوا تربية إسلامية ومع بداهة هذه القضية فإنها توشك أن تكون مجهولة في مجتمعنا الجاهلية المعاصرة , أو هي على الأقل قضية مبهمة عائمة ليس لها مدلول محدد واضح السمات وأقصى ما يمكن أن تكون مجهولة في مجتمعاتنا الجاهلية المعاصرة أو هي على الأقل قضية مبهمة عائمة ليس لها مدلول محدد واضح المسمات . وأقصى ما يمكن أن تعنيه فيحس أكثر الناس - سواء عملوا بها أو لم يعملوا ، وسواء كانوا راغبين فيها أو راغبين عنها - هو ان يكون الإنسان " متدينا " أي يصلي ويصوم ويؤدي الفرائض، وأن يكون مستقيم الأخلاق .

ولا شك أن هذا من الإسلام ، ولكنه في تلك المعاني لأن الإسلام ذاته قد انحسر في واقع المجتمع وفي وجدان الناس، فلم بعد له شموله وتكامله الذي أنزله الله به ، ولم يعد يحكم من حياتهم - حين يحكم منها شيئا على الإطلاق - إلا ذلك الجانب المحدود ، والذي هو أقرب أن يكون مزاولة فردية للإسلام ، لا تؤثر في خط سير المجتمع ، ولا تحكم واقعه المتعدد الجوانب المتشابك العلاقات .

ولا شك أن هذه المزاولة الفردية للإسلام وفي هذه الجوانب المحدودة من الحياة ، ليست هي الإسلام الذي تربت الأجيال الأولى من المسلمين ،فكان منهم تلك الأمة الفريدة التي وصفها الخالق سبحانه بقوله : "كنتم خير أمة أخرجت للناس " والتي كتبت من فصول التاريخ المجيدة ما لم يتيسر لأمة اخرى في التاريخ بل أن كونها فاصلا عن ذلك - مزاولة محددة في نطاق ضيق من المجتمع ، وليست

هي بالأصل فيه ، وليست هي الأصل فيه، وليست هي الغالبة عليه ، وإنما هي سلوك القلة القليلة منه، والتي ما تزال ترتبط بالإسلام بنوع من الرباط ، إن هذا لهو الذي انحدر بتلك الأمة من أن تكون " خير أمة أخرجت للناس " إلى أن تكون ذلك الغثار.

والجهد الذي ينبغي أن يبذل لتطبيق التربية الإسلامية على نطاق واسع هو جهد الدولة المسلمة في الحقيقة والتي تملك الوسائل المعنية وتملك السلطة للتطبيق فإن المهمة الأولى للدولة المسلمة في تحقيق الإسلام في واقع الأرض ، وإقامة حياة الناس كلها على مبادئ الإسلام . . . 

من أول سياسة الحكم ، إلى سياسة الاقتصاد إلى السياسة الاجتماع إلى سياسية الأخلاق إلى أنماط السلوك اليومية بين الناس إلى الشارع إلى البيت ، إلى وسائل الإعلام .. فإما حين تكون الدولة لا تقوم إلا بذلك أو تقوم بما هو مناقض له ، فقد تعيم أن تقوم بهذا جماعة من الناس تندب نفسها للدعوة إلى تحقيق الإسلام في واقع الأرض ,,تنفذه في ذات نفسها أولا ثم تدعو الناس إلى تنفيذه .. وتجاهد في سبيل ذلك ، وتحتمل المشقة وستكون مهمتنا في جميع الأحوال : سواء قامت الدولة المسلمة - حين توجد - بتطبيق منهج التربية الإسلامية على النطاق الواسع ، أو قامت به جماعة من المسلمين في ذات نفسها ثم دعت إليه الناس ..

ستكون مهمتنا أن نتعرف على المنهج في كتاب الله وسنة رسوله ، ثم في صورته  التطبيقية المتكاملة في المجتمع الإسلامي الأول ، ولنستنبط من هذا كله منهجا مفصلا قابلا للتطبيق في لحظتنا الحاضرة وظروفنا الحاضرة ونحاول في هذا الكتاب أن نبين كيف يكون التطبيق ، مستمدين العون من الله والله الموفق

و للمزيد من المعلومات القيمة والفوائد العظيمة التي يحتويها هذا المحتوى فإننا ندعوكم الآن لتحميله والاستفادة منه