قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 04 كانون1/ديسمبر 2014 06:40

العنف باسم الإسلام

كتبه  الأستاذ صبحي غندور من لبنان الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في الإسلام مفاهيم و ضوابط واضحة لا تقبل بأيِّ حالٍ من الأحوال قتْل الأبرياء ـــــ و هو مضمون المصطلح المتداول الآن "الإرهاب" ـــــ مهما كانت الظروف و الأعذار حتى و لو استخدم الطرف المعادي نفسه هذا الأسلوب.

و في قول ابن آدم (هابيل) لأخيه (قابيل) حكمة بالغة لمن يعيها:

(لئِنْ بسَطْتَ إليَّ يدَكَ لتقتُلني ما أنا بباسطِ يدِيَ إليكَ لأقتُلَكَ إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمين. إنّي أُريدُ أن تبُوْأَ بإثْمي و إثْمِكَ فَتكونَ من أصحابِ النّارِ و ذلكَ جزاءُ الظالمين). (القرآن الكريم ـــــ سورة المائدة/الآيتان 28 و29).

و في القرآن الكريم أيضاً: (منْ قتَلَ نفْساً بغيْر نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنّما قتلَ النَّاسَ جميعاً، و مَنْ أحْياها فكأنّما أحيا الناسَ جميعاً) (سورة المائدة/الآية 32).

و جاء في النصّ القرآني أيضاً ما يؤكد على الإعتدال و رفض التطرف: (و كذلِكَ جعلناكُمْ أمَّةً وسَطاً لتكونوا شُهَداءَ على النّاس ..). (سورة البقرة/الآية 143).

و في النصّ القرآني أيضاً: (و ما أرْسَلْناكَ إلا رَحْمةً للعالمين). (سورة الأنبياء/الآية 107). (و لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى). (سورة فاطر/الآية 18). (و لا تستوي الحسَنةُ و لا السيّئةُ ادْفَعْ بالتي هِيَ أحسَنُ فإذا الذي بينَكَ و بيْنَهُ عداوَةٌ كأنَّهُ وليٌّ حميم). (سورة فُصِّلت/ الآية 34). (و تَعاونوا على البِرِّ و التَّقوى وَلا تَعَاوَنوا على الإثْمِ و العُدْوان). (سورة المائدة/الآية 2).

في القرآن الكريم نجد الآيات:

- (ادعُ إلى سبيلِ ربِّك بالحِكْمةِ و المَوْعظةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلْهُم بالتي هيَ أحسنُ) (سورة النحل - الآية 125).

- (أفَأنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حتى يكونوا مؤمنين) (سورة يونس - الآية 99).

- (و جعلناكم شعوباً و قبائلَ لِتَعارفوا) (سورة الحُجرات - الآية 13).

- (وَ عِبادُ الرَّحمنِ الذين يَمشونَ على الأرضِ هَوْناً و إذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً) (الفرقان - الآية 63).

***

هذه نماذج قليلة من كثيرٍ ورَدَ في القرآن الكريم، كتاب الله الذي يُكرّر المسلمون قراءته ـــــ بل و يحفظونه غيباً أحياناً ـــــ، لكن الهوّة سحيقةٌ أيضاً بين من يقرأون و بين من يفقهون ما يقرأون.. ثم بين من يسلكون في أعمالهم ما يفقهونه في فكرهم!

فلِمَ يتواصل استهلاك الجهود و الطاقات الفكرية في العالم الإسلامي عموماً بالعودة المتزمّتة و المتعصّبة إلى اجتهاداتٍ و تفسيراتٍ كانت خاضعةً لزمنٍ معيّن في مكانٍ محدّد؟ و لماذا أيضاً هذا الانحباس لدى المسلمين في الاختلاف بينهم حول "كيفيّة العبادات" بدلاً من التركيز على "ماهيّة و كيفيّة المعاملات" بين الناس أجمعين؟ ألم يقل الحديث النبوي الشريف إنّ "الدين هو المعاملة"؟ و لِمَ لا يتمّ استخلاص مجموعة من القواعد و القيم و المفاهيم لوضعها بشكل إعلان مبادئ إسلامية (مثل إعلان مبادئ حقوق الإنسان) لتشمل مواضيع: الشورى و الحكم، و العدل و المساواة، و مواصفات الدُعاة و العمل الصالح، و واجبات أولي الأمر و الحكّام، و كل ما يحفظ كرامة الإنسان و حقوقه، و كيفية العلاقة مع الآخر، بحيث تُصبح هذه المبادئ مرجعيةً مشتركة لكلّ المسلمين، و منارةً أيضاً لغير المسلمين لفهمٍ أفضل للإسلام؟ ففي ذلك مرجعيةٌ هامّة لمحاسبة الحاكم و المحكوم معاً، و لبناء أي وطن و كل مواطن، و في ذلك أيضاً دعوةٌ لكلّ الدول الإسلامية للاستناد إلى هذه المرجعية من القيم و المبادئ، بدل التوقّف حصراً على موضوع اجتهادات الفقهاء السابقين في التفسير و الشريعة.

أيضاً، يربط الدين الإسلامي الحنيف بين الإيمان و العمل الصالح، أي بين النظرية و التطبيق، بين الشعار و الممارسة. فهل يفعل المسلمون ذلك حقّاً حينما يتحدّثون عن العلاقة مع الآخر و عن التعدّدية و التسامح و عن احترام حقوق الآخرين؟!

إنّ الأمّة العربية تقوم أصول ثقافتها الدينية و الحضارية على الحوار مع الآخر بينما لا يفعل ذلك ناسُها المعاصرون. الأمّة العربية هي مهبط كل الرُسل و الرسالات، و فيها ظهرت قبل الإسلام حضاراتٌ كثيرة و رسالاتٌ سماوية. كذلك في الدين الإسلامي دعوةٌ صريحة للتّعارف بين الشعوب و لعدم التفريق بين الرُسل و الأنبياء. فهي أمَّة عربية مجبولة على التعدّدية و على حقّ وجود الآخر، و تقوم روحياً على تعدّد الرُسل و الرسالات، و تقوم ديموغرافياً على تعدّد الأجناس و الأعراق و الألوان، و حضارياً على تجارب و آثار أهم الحضارات الإنسانية، بينما للأسف يسود واقع الأمَّة العربية الآن حال التخلّف و التفرقة و الفئوية و التعصّب و الحروب الأهلية.

لِمَ لا تحدث الآن وقفة مع النفس العربية عموماً، و الإسلامية منها خصوصاً، للتساؤل عمَّ حدث و يحدث في المنطقة العربية و خارجها من أعمال عنف مسلّح تحت مظلّة دينية و شعارات إسلامية؟

و لِمَ هذا الانفصام في الشخصية العربية بين الإجماع على المصلحة الإسرائيلية في تفتيت الكيانات العربية من جهة، و في إثارة موضوع "الخطر الإسلامي" القادم من الشرق كعدوٍّ جديد للغرب بعد اندثار الحقبة الشيوعية، من جهة أخرى، و في إضفاء صفة "الإرهاب" على العرب و المسلمين، و بين ما نشهده من انتشار لأفكار و ممارسات طائفية و مذهبية و إثنية في معظم المجتمعات العربية، و زيادة متصاعدة في حجم العنف المسلّح الذي تقوم به جماعات تحمل أسماء إسلامية؟!

فأيُّ شريعة دينية تُحلل قتل الأبرياء و الأطفال و النساء و المدنيين و هدم وحدة الأمة و المجتمع؟!

و أيُّ منطقٍ عربي أو إسلامي يُفسّر الآن كيف أنّ هناك هدنة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة اقتضت وقف العمليات العسكرية ضدَّ الاحتلال الإسرائيلي، بينما تتصاعد موجة العنف المسلّح الأهلي في المشرق العربي و في دول عربية أخرى؟!

الاحتلال الإسرائيلي، بما هو عليه من احتلال استيطاني يستهدف ابتلاع الأرض و إقامة مستوطنات فيها، و طرد أصحاب الأرض الشرعيين منها، و لا حالة مساوية له في تاريخ الاحتلالات بالمنطقة العربية.. يجوز أن تحصل معه تسويات و معاهدات، و أن تُمنَع ضدّه العمليات العسكرية من كلّ الجبهات، بينما لا تزال بعض الأطراف العربية (الحاكمة أو المعارضة) ترفض وضع تسويات سياسية لأزمات أمنية في بلدانها؟!

فأيُّ مراهنةٍ تجري الآن على العنف المسلّح الدامي يومياً لمئات من العرب في أكثر من مكان؟ هل يأمل البعض أن يؤدّي هذا العنف المسلّح إلى تغيير معادلات سياسية محلية أو إقليمية بينما الذي يتغير فعلاً هو مصير الأوطان و وحدتها!

المشروع الإسرائيلي وحده فقط مستفيد من هذه الأعمال التي تجري الآن على أرضٍ عربية هي خصبة حالياً لكلّ أنواع التمزيق و التقسيم و الاقتتال الداخلي..

و ما هي بصدفةٍ سياسية أن يتزامن تصنيف العرب و المسلمين في العالم كلّه ـــــ و ليس بالغرب وحده ـــــ "بالإرهابيين"، طبقاً للتعبئة الإسرائيلية التي جرت منذ مطلع التسعينات، مع خروج جماعات التفرقة الطائفية و المذهبية و الإثنية في كلّ البلاد العربية!!

ففي غياب المشاريع الوطنية التوحيدية الجادّة داخل البلاد العربية، و في غياب المرجعية العربية الفاعلة، أصبحت المنطقة العربية مفتوحةً و مشرّعة ليس فقط أمام التدخل الأجنبي، بل أيضاً أمام مشاريع التقسيم و الحروب الأهلية التي تجعل المنطقة كلّها تسبح في الفلك الإسرائيلي.

24/11/2014

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

*تنويه: مقالة الأستاذ الكريم السيد صبحي غندور أرسلت لنا من طرف شبكة المدونين العرب.

قراءة 1474 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 09:31
المزيد في هذه الفئة : « عودة الفجر ورثة الأنبياء »

أضف تعليق


كود امني
تحديث