قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 17 كانون1/ديسمبر 2014 07:11

القرآن مدرسة المسلمين الأولي

كتبه  الدكتورة فاطمة عبد الرحمان رمضان بن حسين
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله ربّ العالمين، و الصّلاة و السّلام على سيّدنا محمّد، خاتم النبيّين، و أشرف المرسلين، و بعد:

فإنّ القرآن الكريم مدرسة المسلمين الأولى، و هي المدرسة الّتي دَرَس فيها الصحابة الكرام، و تخرّجوا فيها، و أسهموا في بناء الحضارة الإسلاميّة، و الّتي لم تختف لحظةً من اللّحظات، و الّتي تعمل دائماً و أبداً على سعادة البشريّة. و إنّ العمود الفقريّ لهذه الحضارة الإسلاميّة القرآن الكريم، الموحي به ربّ العالمين، الّذي تبيّنه السّنّة النّبويّة المطهّرة.

و من متعلّقات القرآن الكريم الّتي انعكست على حضارته الخالدة ما يأتي:

1- القرآن الكريم هو الكتاب السّماويّ الوحيد الّذي تكفّل الله تعالى بحفظه إلى يوم الدّين. قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، فخلود الحضارة الإسلاميّة من خلود القرآن الكريم و خلود مدرسته.

2- القرآن الكريم كتاب هداية أَوّلاً و آخراً. قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (9) سورة الإسراء.

3- السّنّة النّبويّة المطهّرة هي المبيّنة لهدي القرآن الكريم. قال تعالى: {بِالْبَيِّنَاتِ وَ الزُّبُرِ وَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.

4- إنّ لنا نحن المسلمين، تلاميذ مدرسة القرآن الكريم، أسوةً حسنة في محمّد بن عبدالله - صلى الله عليه و سلم -. قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

فما هي الدّروس الّتي ينبغي أن يتعلّمها تلاميذ مدرسة القرآن الكريم من هدي محمّد - صلى الله عليه و سلم -, الّذي كان خُلُقه القرآن الكريم، كما قالت السّيدة عائشة - رضي الله عنها - في تبيين خلقه صلى الله عليه و سلم. و قد قال الله تعالى خطاباً له صلى الله عليه و سلم في سورة القلم (الآية4): {وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

إنّا بتدبّر هذا الجانب من حياة النّبيّ صلى الله عليه و سلم نتبيّن أنّ هناك ثلاث درجات متوالية، تسير على النّحو الآتي:

1- تلاوة القرآن الكريم و ترتيله ترتيلاً مجوّداً. و قد جاء خطاباً للنّبيّ صلى الله عليه و سلم، و أمّته تَبَعٌ له في ذلك، بقوله تعالى: {وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}.

2- فهم معاني القرآن الكريم، و هو ما يُسمَّى بعلم التّفسير.

و قد بيَّن الله تعالى للنّبيّ صلى الله عليه و سلم معنى القرآن الكريم. جاء في سورة القيامة قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}. و حرف العطف (ثمّ) يفيد التّرتيب مع التّراخي كما يقول النّحويّون. فمرحلة التّبيين أو التّفسير تالية.

3- العمل بهدي القرآن الكريم. و الهداية أهمّ وظائف القرآن الكريم، و هذه هي المرحلة الثّالثة و الأخيرة.

هذه المراحل الثّلاث متلازمة، و إنّ لنا في تلاميذ محمّد صلى الله عليه و سلم أسوةً حسنة. و هذا التّلازم بين المراحل الثّلاث هو الّذي يبيّن لنا معنى القول: إنّ عمر - رضي الله تعالى عنه - تعلّم سورة البقرة بفقهها و ما تحتوي عليه من معانٍ في اثنتي عشرة سنة، و ابنه عبدالله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - في ثماني سنين (تفسير القرطبيّ. ص 34).

و يبدو معنى تداخل هذه المراحل الثّلاث جيّداً حينما يتبيّن قارئ القرآن الكريم و حافظه أنّه يستطيع أن يقرأ سورة البقرة قراءةً مجوّدة في حدود السّاعتين الاثنتين.

هذا هو الّذي تبيّنته شخصيّاً، و تبيّنته من طالباتي في الجمعيّة الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم. و إنّ البَوْنَ لَشاسِعٌ بين الوقت الّذي نستغرقه في تلاوة سورة البقرة و الاثنتي عشرة سنة أو السنوات الثّماني.

إنّ كلاًّ من المراحل الثّلاث غاية في الأهمّيّة. مرحلة التّلاوة: روى مسلم عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «إنّما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقّلة (المقيّدة) إن عاهد عليها أمسكها، و إن أطلقها ذهبت. و إذا قام صاحب القرآن فقرأه باللّيل و النّهار ذكره، و إن لم يقم به نسيه» (تفسير القرطبي 1-7).

و إنّ تطبيق الصحابة - رضي الله عنهم - هذه المراحل الثّلاث في فجر الإسلام هو الّذي جعلهم يوحّدون الجزيرة العربيّة تحت إمرة النّبيّ صلى الله عليه و سلم في زهاء ثماني سنوات.

و هو الّذي جعل دولة الإسلام بعد مئة عام من وفاة النّبيّ صلى الله عليه و سلم تمتدّ دون انقطاع من الصّين شرقاً إلى فرنسا غرباً. و هي دولة هديها القرآن الكريم، و لسانها العربيّة لغة القرآن الكريم.

إنّ لنا في السّلف الصّالح لأسوةً حسنة.

1- القرآن الكريم معجزة نبينا محمّد صلى الله عليه و سلم الكبرى الخالدة.

2- أخرج الله تعالى بالقرآن الكريم النّاس من الظلمات إلى النّور.

3- لنا فيه صلّى الله عليه و سلّم الأسوة الحسنة، و لنا في الصّحابة - رضوان الله تعالى عليهم - القدوة المثلى.

4- تتجلّى مدرسة القرآن الكريم دائماً و أبداً في ثلاث مراحل (التّلاوة، الفهم، العمل).

لننظر أولاً إلى النّبيّ صلى الله عليه و سلم بشأن هذه المراحل الثّلاث.

أ‌- الترتيل أو التّلاوة: {وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}، و يشمل ترتيل القرآن الكريم نظراً و غيباً.

و النّبيّ صلى الله عليه و سلم الرّسول الأمّي يتلو القرآن الكريم غيباً. و الأمّة وراء ذلك تتلُوه نظراً و غيباً. تكفل الله تعالى بجمع القرآن الكريم في صدره و إقرائه إيّاه بواسطة جبريل عليه السّلام. فعلينا العناية بالقرآن تلاوة و حفظاً.

الفهم - و المراد التفسير - و هذه المرحلة تأتي بعد الأولى. و إلى ذلك أشارت سورة القيامة في قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}. و معروف أن حرف العطف ثمّ يفيد الترتيب مع التّراخي؛ فعلينا أن نفهم القرآن الكريم، و نتدبّره، و القرآن الكريم حثّنا على ذلك: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.

العمل: إن أول وظيفة للقرآن الكريم، و أهم هدف منه هو الهداية إلى الطّريقة الّتي أقوم من كل طريقة {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، و تأتي وراء ذلك أهداف القرآن الكريم و غاياته الّتي لا يأتي عليها الحصر.

إنّ هذه المراحل الثّلاث قد وعاها السّلف الصّالح؛ و لهذا احتاج عمر - رضي الله تعالى عنه - إلى اثني عشر عاماً كي يقرأ سورة البقرة، و احتاج عبدالله بن عمر - رضي الله تعالى عنهم - إلى ثمانية أعوام.

و نحن يستطيع الواحد منّا أن يقرأ سورة البقرة في أقل من ساعتين اثنتين. و إنّ السّنوات الّتي احتاجها كل من عمر و ولده عبدالله - رضي الله تعالى عنهما - من أجلّ المرحلتين الثّانية و الثّالثة.

و إنّ المرحلة الثّالثة هي الّتي احتاجت أكثر السّنوات.

إنّ عمر و ابنه - رضي الله تعالى عنهما - مثال للقدوة الصالحة في صدر الإسلام، و هؤلاء هم الّذين وحَّدوا الجزيرة العربيّة و حوّلوها تحت قيادة نبينا محمّد صلى الله عليه و سلم من الشّرك إلى التّوحيد في زهاء ثماني سنوات، و هؤلاء هم الّذين امتدت دولتهم بعد مئة عام من وفاة النّبيّ صلى الله عليه و سلم من الصّين شرقاً إلى فرنسا غرباً دون انقطاع.

وإنّ لنا فيه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، و إنّ لنا في الرعيل الأول أسوة حسنة، والله تعالى من وراء القصد، وهو حسبي ونعم الوكيل.. نسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا، وأن يهب لنا من أمرنا رشداً.

الرابط:

http://www.halqat.com/Article-702.html

قراءة 1683 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 09:34

أضف تعليق


كود امني
تحديث