قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 21 كانون2/يناير 2015 13:11

حاجتنا لفضيلة التراحم والتعاطف

كتبه  الدكتور عامر الهوشان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَ تَرَاحُمِهِمْ وَ تَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَ الْحُمَّى ) رواه مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه برقم 6751 .

حديث نبوي شريف ما أحوجنا لتطبيقه على أرض الواقع في عصرنا الحالي, و المسلمون في مختلف بقاع الأرض مقهورون مظلومون, دماؤهم تسيل و أعراضهم و مقدساتهم تنتهك, و أموالهم تسرق و تنهب و أرضهم تغتصب, و هم مع كل ذلك تراهم مفرقون مشتتون, لا يشعر بعضهم بمصاب الآخرين إلا في حدود ضيقة و نطاق محصور بطبقة الشعوب و عامة الناس, ممن لا تزال فطرتهم سليمة و قلوبهم حيه و مشاعرهم الدينية و الأخلاقية مرهفة, إلا أنهم لا يملكون تقديم العون و المساعدة الكافية لإخوانهم, إلا النذر اليسير الذي يستطيعونه, و الذي لا يسد المصاب الجلل الذي وقع بأبناء هذه الأمة.

بينما نجد تصرفات بعض من أغنياء المسلمين و أثريائهم, و كذلك من يملكون السلطة و الجاه و الأمر و النهي في بعض الدول العربية و الإسلامية, بعيدة كل البعد عن مفهوم الحديث أو حتى الاقتراب منه, بل زادوا على تقاعسهم عن تقديم العون و المساعدة و المؤازرة لإخوانهم المنكوبين و المعذبين ماديا و معنويا, بالاستخفاف بآلامهم و أوجاعهم و أحزانهم, و عدم مراعاة مشاعرهم و أحاسيسهم, في مشهد مؤلم و موجع, و له تأثيره السلبي ليس على أؤلئك المضطهدين من المسلمين فحسب, بل على أبناء الأمة بأسرها.

فبينما ما زالت تدك مدن عظام من بلاد الشام بمختلف الأسلحة الثقلية, لينشغل الناس بعد ذلك بالبحث عن شهدائهم و لملمة جراحاتهم, نجد أناس آخرين من المسلمين يحتفلون بمناسبة ليس لها في كتاب الله و لا سنة رسوله صلى الله عليه و سلم أي وجود, بل هناك تحذير شديد من العلماء بالمشاركة في مثل هذه الاحتفالات, كونها مخالفة لشرع الله تعالى و دين الإسلام.

و بينما تنفق مدينة عربية الملايين من الدولارات لشراء الألعاب النارية, ليستمع الناس لأصوات فرقعتها التي تضيء سماء شوارع تلك المدينة و ساحاتها للحظات يسيرة, و تنطلق خلالها صيحات الفرح و الابتهاج, يموت مسلمون في مدينة أخرى من البلاد العربية و الإسلامية على وقع صوت انفجارات حقيقية, ليس لها صوت الفرقعات بقدر ما لها صوت الموت و الدمار, و ليس لها بريق و ضوء الألعاب النارية, بقدر ما لها لهيب النار الذي يحرق الأنسان.

و بينما تذخر موائد بعض المسلمين بأفضل أنواع الطعام مما لذ و طاب, يموت آخرون جوعا لقلة الطعام بسبب الفقر أو الحصار, في أكثر من بلد عربي و إسلامي, دون أن نرى التراحم و التعاطف بين المسلمين الذي جاء الأمر به في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم.

و رغم تحذير كثير من علماء المسلمين من مشاركة المسلمين لليهود و النصارى فيما يسمونه أعياد, و على رأسهم ابن القيم الذي يقول : (و كما أنهم - أي الكفار - لا يجوز لهم إظهاره - أي أعيادهم - فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم, و لا مساعدتهم, و لا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله ) أحكام أهل الذمة 2/722 ,  إلا أن بعض المسلمين ما يزالون يشاركون اليهود و النصارى أعيادهم هذه بحجج واهية و دعاوى باطلة.

و مما يزيد الطين بلة كما يقال, و يزيد هذه المشاركة بشاعة و شناعة, أنها تتلازم مع ما يصيب المسلمين من محن و آلام و جراحات بمساعدة اليهود و النصارى و أتباعهم, ليس في سورية فحسب, بل في معظم أرجاء العالم شرقا و غربا.

لقد ذكرني مشهد تبذير أموال المسلمين في أمر محرم, والتي كان من الأولى أن توضع في سبيل إنقاذ طفل مشرف على الموت جوعا أو مرضا, أو في سبيل دعم المظلومين و المهجرين و المنكوبين من المسلمين, أو على أقل تقدير توفيرها تقديرا لمشاعر آلام المسلمين و أحزانهم.

ذكرني بمشهد آخر من سيرة سلفنا الصالح مخالف و مغاير تماما لواقعنا الأليم, و معبر بحق عن تضامن المسلمين و تعاطفهم و تراحمهم فيما بينهم, و الذي كان بلا شك السبب الأهم في نصر الله تعالى لهم و تأيديهم, والذي نرجو أن نصل إلى معشاره أو يزيد, إنه مشهد عام الرماة و المجاعة في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

و مَن مِن المسلمين يستطيع أن يملك دمعه و هو يقرأ ما فعل أمير المؤمنين في تلك السنة 18 هجرية, يوم أصاب المسلمين جدب و قحط, و قل الزاد و الطعام في المدينة المنورة و ما حولها, حتى جعلت الوحوش تأوي إلى الإنس, و حتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها و إنه لمقفر, كما ورد في الطبري عن كعب بن مالك, فماذا كان فعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه تضامنا و تراحما مع رعيته و المسلمين ؟

لقد اتخذ كافة التدابير الكفيلة بإنهاء المجاعة و احتوائها, فبعد أن نفذت مؤن المدينة كتب إلى عماله في الأمصار أن يرسلوا إليهم الطعام و الميرة, و كان يشرف بنفسه على إطعام الناس و مواساتهم, حتى قال نافع مولى الزبير: سمعتُ أبا هريرة يقول : "يرحم الله ابن حنتمة، لقد رأيته عام الرمادة، و إنه ليحمل على ظهره جرابين، وعكة زيت في يده، و إنه ليعتقب هو و أسلم ... فأخذت أعقبه، فحملناه حتى انتهينا إلى صرار، فإذا صرم نحو من عشرين بيتاً من محارب، فقال عمر: ما أقدمكم؟ قالوا: الجهد ... فرأيت عمر طرح رداءه ، ثم ائتزر فما زال يطبخ لهم حتى شبعوا، و أرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها، حتى أنزلهم الجبانة، ثم كساهم، و كان يختلف إليهم و إلى غيرهم حتى رفع الله ذلك".

و كانت بداية المواساة أن منع أمير المؤمنين نفسه من أكل اللحم حتى يشبع منه المسلمون , قال أنس رضي الله عنه : غلا الطعام بالمدينة فجعل عمر رضى الله عنه يأكل الشعير و جعل بطنه يصوّت فضرب بيده على بطنه و قال : و الله ما هو إلا ما ترى حتى يوسع الله على المسلمين.

و بعد كل هذه الأسباب و المواساة يتضرع إلى الله تعالى في كل ليلة أن يرفع الله البلاء و يكشف بأس المسلمين و كربهم, حتى ذكر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ذلك بقوله : "كان عمر بن الخطاب أحدث في عام الرمادة أمراً ما كان يفعله، لقد كان يصلي بالناس العشاء، ثم يخرج حتى يدخل بيته، فلا يزال يصلي حتى يكون آخر الليل، ثم يخرج فيأتي الأنقاب، فيطوف عليها، و إني لأسمعه ليلة في السحر و هو يقول: اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي" .

أعلم أن المقارنة غير منصفة و لا مقبولة بين من اختارهم الله تعالى و شرفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه و سلم, و بين مسلمي هذا العصر, و لكنها المفارقة الكبيرة و الفجوة الرهيبة بين تعاليم ديننا الحنيف و تطبيقاته في سيرة السلف, و بين الواقع الأليم الذي لا يمكن أن يمر دون أن ننوه بخطورة آثاره.

و قد صدق الشاعر إذا قال :

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم         إن التشبه بالكرام فلاح

الرابط:

 

http://wefaqdev.net/art4183.html

 

قراءة 1580 مرات آخر تعديل على السبت, 23 تموز/يوليو 2016 18:56

أضف تعليق


كود امني
تحديث