قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 22 كانون2/يناير 2015 09:30

إعرف النصير!

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قال تعالى:(و إن تولوا فاعلموا أنّ الله مولاكم نعم المولى و نعم النصير).

يجب أن يعلم المسلمون هذا العلم، أي أسماء الله و صفاته، إنّ إحصاء أسماء الله الحسنى مطلب عظيم النفع، لا يلقّاه إلا أصحاب النفوس الشريفة و الهمم العالية، فهو أولى ما تصرف إليه العناية، و أشرف ما صرفت فيه الأنفس لهذه الغاية، الذي عليها مدار السعادة، فما تزال مرتقيا في المعالي على قدر تحصيلك لها و التعبد بمقتضاها، تكون لك الزلفى عند الله تعالى في الدرجات العلى، في جنات المأوى.

دراسة الأسماء و الصفات أعظم باب، و أنفع باب في الإيمان، و أقوى باب في مراقبة الله، و أقصر الطرق إلى الجنة، و أعظم ما يقوي الإيمان، و على المرء أن لا ينقطع عن دراسته حتى الموت.

(فاعلموا أنّ الله مولاكم) "أمر الله أن نعلم أنه هو عزّ وجل من يتولى مصالح عباده المؤمنين ، و يوصل إليهم مصالحهم، و ييسر لهم منافعهم الدينية و الدنيوية. (و نعم  النصير)الذي ينصرهم فيدفع عنهم كيد الفجار و تكالب الأشرار، من كان الله مولاه و ناصره فلا خوف عليه، و من كان الله عليه فلا عز له، و لا قائمة تقوم له"1  فلا سبيل إذا للجزع و الخوف في زمن من الأزمنة أو في مكان من الأمكنة إذا تحققت من اسم الله عز و جل " المولى النصير"، فمن هو النصير؟

 النصر في اللغة : المنع، و الناصر : هو الميسّر للغلبة، و النصر : إعانة المظلوم.

النصير هو الله، ينصر المستضعفين، و يرفع الظلم عن المظلومين، و لو كانوا كافرين، فلا ناصر لهم إلا الله سبحانه، و هو الذي يؤيد بنصره من يشاء، و لا غالب لمن نصره، و لا ناصر لمن خذله قال تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)آل عمران16. و هو الموثوق منه بأن لا يسلم وليّه إلى عدوّه و لا يخذله.

 هو النصير الذي يِؤمّن الخائفين، و يجير المستجيرين، و هو عزّ و جل كما ينصر المؤمنين على عدوهم من الكافرين، و الظالمين، و هما العدو الخارجي، كذلك ينصرهم على عدوهم الداخلي،  من النفس و الشيطان، و هما العدوان اللذان لا يفارقان العبد، و عداوتهما أضر من عداوة العدو الخارجي، و النصر على هذا العدو أهم، و العبد إليه أحوج، و كمال النصرة يحسب كمال الاعتصام بالله، قال تعالى:( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم)محمد7.

و نصرة الله تأتي للعبد من حيث لا يحتسب، فلا تعدّ و تحدّ و لا تردّ، و كلّها مخزونة، عنده بالغيب قد تكون بالإمداد و الإعداد، أو تكون بأسباب أو بدون أسباب، و هذه النصرة حق أوجبه على نفسه تعالى  تفضلا و تكرما (و كان حقا علينا نصر المؤمنين ) الروم.

من نصره، تأييده بملائكته، كما في نصره لنبيه و صحبه في بدر، و بالريح كما في عاد و الأحزاب، و بإرسال الطير الأبابيل كما في أصحاب الفيل، و بالصيحة كما في ثمود، و بالخسف كما فعل بقارون و القدف كما في قوم لوط، و إلقاء الرعب كما فعل باليهود، فلا يحصي جلال نصره إلا ّ الله الذي هو خير الناصرين، و من أراد أن ينصره الله سبحانه و تعالى فلينصر دينه، قال تعالى:(إن تنصروا الله ينصركم).

و النصر يكون مع الصبر مقترنان لا ينفكان، قال صلى الله عليه و سلم "و اعلم أنّ النصر مع الصبر" صحيح الترمذي.

فإذا كان الصبر أتى بعده النصر في كل شيء، فلا يأتي النجاح إلا بالصبر، و لا يأتي الفرج من الهموم إلا بالصبر، و لا تأتي الفتوحات إلا بالصبر، إذا أين فتوحات المسلمين اليوم؟ لما لم تقم لهم قائمة؟ الجواب: أنهم جهلوا سنّة الله في  خلقه، سنّة النصر التي تأتي مباشرة بعد الصبر، غفلوا عن أسماء الله و صفاته، و وعده و وعيده.

يقول بعض أهل العلم "لا تقع فتنة إلاّ بترك ما أمر الله به، و الله أمر بالحق، و أمر بالصبر" فإذا ترك المسلمون الحق، و لم يصبروا عليه غاب عنهم النصر و العزّ و التمكين، نعوذ بالله من سوء المنقلب. قال الله  تعالى:( و كذلك جعلنا لكل نبي عدوّا من المجرمين و كفى بربك هاديا و نصيرا) " هاديا أي يهديك فيحصل لك المطلوب، و مصالح دينك و دنياك، و نصيرا أي ينصرك على أعدائك، و يدفع عنك كل مكروه في أمر الدين و الدنيا"2

قال تعالى (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيض)15 الحج." أي من كان يظن أنّ الله لا ينصر رسوله، و أنّ دينه سيضمحل، فإنّ النصر ينزل من السماء ( فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع) النصر عن الرسول ( فلينظر هل يذهبن كيده  ) أي ما يكيد به الرسول، و يعمله من محاربته، و الحرص على إبطال دينه، و هذا استفهام بمعنى النفي، أي : إنّه لا يقدر على شفاء غيضه بما يعمله من الأسباب"3

و معنى هذه الآية الكريمة هي وعد و بشارة بنصر الله لدينه و لرسوله و لعباده المؤمنين ما لا يخفى، و من تأييس الكافرين الذين يسعون ليطفئوا نور الله بأفواههم و مكائدهم ما أمكنهم، أي يا أيها المعادي للرسول محمد عليه الصلاة و السلام، الساعي في إخفاء دينه، اعلم أنّك مهما فعلت من الأسباب و سعيت في كيد الرسول، فإن ذلك لا يذهب غيضك، و لا يشفي كمدك، فليس لك قدرة في ذلك، و لكن سنشير عليك برأي تتمكن من شفاء غيضك، و من قطع النصر عن الرسول إن كان ممكنا، اعمد إلى حبل من ليف  أو غيره ، ثمّ علقه في السماء، ثمّ اصعد به حتى تصل إلى الأبواب التي ينزل منها النصر، فسدّها و أغلقها، و اقطعها، فبهذه الحال تشفي غيضك، فهذا هو الرأي و المكيدة، و ما سوى هذه الحال فلا يخطر ببالك  أنّك تشفي بها غيضك، و لو ساعدك من ساعدك من الخلق.

إذا فلييأس من يريد الكيد بالرسول و بالإسلام فلن يصل إلى مبتغاه أبدا. فالله ناصر عباده المؤمنين في الدنيا و الآخرة.

هذا هو النصير، فاعرفه و اكتف به و توكل عليه. 

1-2-3 تفسير السعدي رحمه الله  تعالى.                                                                                                                                                  

قراءة 1555 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 09:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث