قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 26 شباط/فبراير 2015 19:22

أسباب النجاة

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أعظم المطالب هو طلب النجاة من ورطات الدنيا و الآخرة ، و لا ستحقق ذلك إلا بأصول ثلاثة : الرضا بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا و نبيا، و مرجعها كلها إلى العلم.

لو حقّق المرء هذه الأصول، لا يضره ما فقد من الدنيا، فلو فقد الأكل و الشرب، و لم يجد إلاّ ورق الشجر يقتات عليه فهو فرح مسرور بهذا الدين، لأنّه يعلم بأن هذه الدار مآلها إلى الموت، ثمّ إما إلى الجنة و إمّا إلى النار، و هو معه أسباب النجاة .

الصحابة نالوا ما نالوا من الخير ليس بكثرة أعمالهم البدنية، و لكن بسلامة صدورهم، و سيرهم برفق و لين في دين الله عزّ وجل، و بإخلاصهم لله تعالى، هذا هو المنهج الصحيح.

المنهج الصحيح هو هدي النبي صلى الله عليه و سلم كما جاء في الحديث :( تركتكم على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)هذا المنهج و هذا الهدي فيه النور، و هذا النور حسّي و معنوي، المعنوي هو معرفة الخير من الشر و الاستقامة. و الحسي هو الذي يتميز به أهل السنّة و الجماعة يوم القيامة عندما ينصب الصراط على متن جهنم في ظلمة شديدة، فيعطى الناس أنوارهم على قدر إيمانهم، و إيمانهم على قدر متابعتهم لهدي النبي صلى الله عليه و سلم.

إنّ للعبد في هذه الدنيا تعامل مع الله الخالق، و تعامل مع المخلوقين، و من حقق ما أراد الله عزّ و جل في هذا الباب فقد، نعبد الله بإخلاص ثم نكون على ما شرع النبي صلى الله عليه و سلم الذي أرسله الله للتشريع، إذا حقق العبد هذه العبادة فقد حقق ما أراد الله عزّ و جل منه، و العبد أكثر ما يخذل من هذا الباب، من باب الإخلاص، و المخلص المجتهد في تحقيق عبادة الله مثاب إن شاء الله تعالى و يغفر الله له خطياه.

لا يوفق للإخلاص إلاّ من انطرح بين يدي الله عزّ و جل و سأله الإخلاص، ثمّ تفقّه في دين الله عزّ و جل لكي يعبد الله بفقه، نحن أحوج ما نكون إلى فقه دين الله عزّ و جل.

على العبد أن يحقق النجاة لنفسه قبل الدعوة إلى الله عزّ و جل، يجب أن يعلم المرء موقعه، بعدما يحقق الوجبات. إنّ من رحمة الله تعالى بالعباد أنّه لا يوجب على الأعمى ما أوجبه على البصير و لا يوجب على الفقير ما أوجبه على الغني، و لا يوجب على المريض ما أوجبه على الصحيح، و لا يوجب على الجاهل ما أوجبه على العالم، و لا يوجب على المرأة ما أوجبه على الرجل، يقول أهل العلم :" إذا سلب الله ما أعطى أسقط ما أوجب"، لا توجب الواجبات إلاّ مع وجود الأسباب المِدية لهذه الطاعة، و هذا من رحمة الله تعالى، لا سمكن أن تشتغل بأمر واحد، أن تشتغل بالطب، أو أن تشتغل بالدعوة و تترك الأمور الأخرى، لهذا لمّا جاء إلى الرسول صلى الله عليه و سلم من يسأله عن أفضل الأعمال.

قال :(الصلاة على وقتها)، و قال لآخر :( الجهاد في سبيل الله )، أجاب رسول صلى الله عليه و سلم كل واحد بما يحسن، كما جاءه شاب يستأذنه في الجهاد قال صلى الله عليه و سلم :( أحي والداك)، إجاب النبي صلى الله عليه و سلم كل بما يحسن، و ما يجب عليه، لو كان يعلم أنّ في الجهاد خير له هل كان ليصرفه عن عمل فاضل إلى عمل مفضول؟ كلاّ.

لو استقمنا على دين الله، لكنّا للناس بأعمالنا و ليس بأقوالنا، الناس بأقوالنا، الناس تشبّعوا اليوم من الخطب يريدون عملا. نحن عندنا أمثلة من علمائنا فإنهم حصلوّا ما حصلّوا من الفضل و الخير إلاّ بسلامة صدورهم للمسلمين و الدعاء لهم بالخير و حين الخلق معهم، و العفو عنهم، و حسن الظن بهم

زين العابدين علي بن الحسين -رحمه الله تعالى-:"
ريحانة العابدين زين العابدين علي بن الحسين -رحمه الله- من أكابر التابعين، كان في مجلسه و عنده أصحابه من العلماء و الأشراف و الوجهاء و جميع طبقات المجتمع في مجلس حافل لأنه رجل عالم و هو أبو الفقراء، يصدع للناس في نوائبهم، فكان جالساً و كان بينه و بين بن عم له و هو حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب شيء مما يكون بين الناس، فلم يتمالك حسن بن حسن نفسه، و خرج عن طوره، و جاء يبحث عن زين العابدين، فوجده جالساً مع أصحابه في المسجد، فجاء إليه  و ما ترك شيئاً إلا قاله في حقه من الشتم و قبيح القول، و علي بن الحسين ساكت لا يرد بشيء، فلما تشفى منه انصرف، ثم ذهب علي بن الحسين بعد أن أكمل مجلسه إلى بيته، فلما كان الليل ذهب زين العابدين إلى بيت حسن بن حسن، و في مثل هذه المواقف المتوقع أنه يخفي تحت ثيابه ما يؤدبه به، لكنه لم يفعل شيئاً من ذلك، بل جاء إلى بيته، و طرق عليه الباب، فلما خرج حسن بن حسن قال له: يا أخي إن كنت صادقاً فيما قلت فغفر الله لي، و إن كنت كاذباً فغفر الله لك، السلام عليكم، و تركه، فهشمت هذه الكلمات العداوة المستحكمة في نفس حسن بن حسن، و لم يتمالك مشاعره، فتحولت مشاعر العداوة و البغض و الكراهية و الغضب إلى مشاعر أخرى معاكسة، فجعل يتبعه و يجري خلفه، و التزمه من خلفه، و جعل يبكي حتى رثي له، ثم قال: لا جرم لا عدت في أمر تكرهه، فقال له علي بن الحسين: و أنت في حل مما قلت لي.
في ليلتها لم يذهب ليتكلم و يبحث عن فرص الانتقام، فهل تفعل ذلك إن جاءك إنسان و شتمك و كنت في مجلس مناسبة أو في صالة أفراح فتسلط عليك إنسان، و أسمعك قبيح القول، فما موقفك من هذا الإنسان، إن كنت من أصحاب النفوس الكبيرة فستتجاوز النفس، و لهذا كان بعضهم يقول لمن يشتمه، و يبالغ في شتمه: يا هذا لا تفرط في شتمنا، و أبق للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-:
لو أن إنساناً اعتدى عليك مباشرة بالضرب، أو الجرح، أو حاول قتلك، أو دس لك السم، أو غير ذلك، فكيف تصنع معه؟
عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- خامس الخلفاء الراشدين مرض مرض الوفاة، و سأل مجاهداً قال: ما يقول الناس في مرضي؟ قال: يقولون مسحور، قال: لا، ثم دعا غلاماً قال: ويحك ما حملك على أن سقيتني السم، يريد أن يبين له السبب؟ فقال: ألف دينار أعطيتها، و أن أعتق، فقال: هاتها فأخذها، و وضعها في بيت المال، ثم قال له: اذهب فأنت حر، لا يراك أحد.
هذا سم الخليفة، و يعرف أنه هو الذي فعل هذا، و اعترف فماذا صنع به؟، قال له: اذهب فأنت حر.
الإمام مالك بن أنس -رحمه الله تعالى-:
و الإمام مالك -رحمه الله- ضرب و جلد حتى تخلعت يداه، و كان يصلي مسبل اليدين لما يجد من الألم، فلما جاء المنصور الخليفة العباسي و حج، و جاء إلى المدينة أراد أن يتجمل عند الإمام مالك، فطلب من الإمام مالك أن يقتص ممن حبسه و ضربه و هو جعفر بن سليمان، فماذا قال الإمام مالك؟ هل قال: فرصة لا يمكن أن تضيع؟ لا، بل قال: معاذ الله، ما قال هذا واحد من الظلمة نقتص منه و نؤدبه، لا بل قال معاذ الله
الكبير لا ينتقم لنفسه و لهذا ما انتقم النبي -صلى الله عليه و سلم- لنفسه قط.
و خذ مثالاً آخر: دخل رجل يسأل فغضب ابن هبيرة، و قال للحاجب: أما قلت لك: أعط هذا عشرين ديناراً، و وقراً من الطعام، و قل له: لا تحضر عندي، فقال: قد أعطيناه، فقال: عد و أعطه، و قل له: لا تحضر، فلما انصرف الرجل، قال ابن هبيرة لأصحابه: هل عجبتم من هذا الجواب، و الرد الذي رددت به، قالوا: نعم، قال: هذا الرجل الذي رأيتم قبل قليل كان شحنة في القرى - يعني أنه من الحاشرين، يرسل ليحضر أناس في قضية في جناية في تحقيق فيأخذ رؤساء القبائل، و يأخذ وجهاء البلد أو القرية و يحضرهم للسلطان، فكان شحنة في القرى -، فقتل قتيل في ناحية البلد التي فيها ابن هبيرة، فجاء هذا الرجل فأخذ مشايخ القرى، و أخذ ابن هبيرة مع الجماعة، و ابن هبيرة على قدمه و الرجل على فرس، فجعل يؤذي ابن هبيرة، و يمشيه مع الفرس، ثم ربطه و أخذ من كل واحد من هؤلاء قدراً من المال و سرحهم -و المسألة فوضى-، ثم جاء لابن هبيرة و قال: هات ما معك، قال: ما معي شيء، يقول: فانتهرني و ضربني مقارع على رأسي، يقول: و لم أنقم عليه شيئاً من ذلك، لكني كنت أستأذن أن أصلي الفرض فأبى أن يأذن لي، فأنا أنقم عليه لأنه رفض أن يسمح لي بالصلاة - صلاة الفريضة -، حيث أدركتني في الطريق، يقول: و بعد ذلك جاء به ابن هبيرة و ولاه على بعض العمل في إصلاح معايش الأمراء - يعني أملاكهم الخاصة - يديرها، فما انتقم منه و لم يقل: هذه الفرصة ذهبية.. لا، بل أعطاه و أكرمه و ما انتصر لنفسه منه.
و اشترك ابن هبيرة هذا صاحب القلب الكبير قديماً قبل الوزارة مع رجل أعجمي في زراعة فوقع بينهما شيء، فقام هذا الأعجمي و ضرب ابن هبيرة ضرباً مبرحاً، فلما ولي الوزارة استدعاه، و توقع هذا الأعجمي التأديب و التعزير و الانتقام، بل و القتل، فلما جيء به؛ أعطاه و وهب له و ولاه ولاية، يقول عنه تلميذه ابن الجوزي -رحمه الله-: كان يملي علينا كتاب الإفصاح، فجاء رجلان أحدهما قد أسر الرجل الآخر، يقوده معه يقول: هذا قتل أخي فأقدني منه، أريد أن أقتص!! فقال: ابن هبيرة أقتلته، قال: نعم، جرى بيني و بينه مشادة فقتلته، فقال الخصم: سلمه لي، فقد أقر بالقتل، قال ابن هبيرة: أطلقوه و لا تقتلوه، قالوا: كيف ذلك و قد قتل أخانا؟، قال: فبعه لي!! فاشتراه منهم بأضعاف الدية بستمائة دينار، و سلم الذهب لهم، فلما ذهبوا قال له: اجلس، فجلس عنده، و أعطاه خمسين ديناراً، ثم ذهب، فتعجب ابن الجوزي و من معه و قالوا: كيف تصنع مع هذا؟ رجل قتل إنسان، ادفعه إليهم يقتلونه، فلماذا تبالغ في رفع الدية؟، و تعوضهم هذا التعويض، ثم تعطيه؟ فقال: هل تعلمون أني لا أنظر بعيني اليمنى منذ أربعين سنة؟ قالوا: لا، قال: هذا الرجل مر بي قبل أربعين سنة، و معه سلة فاكهة، فقال: احملها و كان معي كتاب في الفقه، فقلت: ليس هذا بعملي ابحث عن حمال، يقول: فغضب و لطمني و ضربني، و قلع عيني و مضى، و لم أره إلا هذه الساعة"، فلاحظ الآن: هذا الرجل قاتل، يقتص منه؛ و الحمد لله، فإنك لن تقتص أنت منه، و لن تقتله و لن تنتقم لنفسك بل دعهم يقتصون، يداك أوكتا و فوك نفخ، جنيت على نفسك و الحمد لله الذي أوقعك بسوء عملك، لا بل فداه و أعطاه و أكرمه، فمن منا يفعل ذلك، يقول: " أردت أن أقابل إساءته بالإحسان1.على المسلم أن يسير على خطى ثابتة ، إذا حققت النجاة لنفسك و العلم و العمل ، احترمك البعيد قبل القريب، أمّا التخبط في باب العلم و العمل فهذا و الله هو سبب الانتكاس ، تجد الرجل ينتكس بعد سنين طويلة من عبادة الله ، بسبب الانحراف عن هذا المنهج ، فمن خذل فقد خذل بفعله و لا يبتلى المرء إلاّ بنفسه ، و إلاّ فإنّ الله لا يخذل عبدا تقرب إليه( من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا) .

كل عبد يسعى لنجاة نفسه سواء في الدنيا أو في الآخرة ، و علينا أن نتوكل على الله في ذلك مع اتخاذ الأسباب. ".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-      اخلاق الكبار للشيخ خالد السبت

قراءة 1423 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 14:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث