قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 29 أيار 2014 10:28

أمتنا و العولمة

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نحن في زمن العولمة، كلمة باتت تتردّد كثيرا، و تحمل في طياتها الكثير من المعاني و الإيحاءات، منها ما هو إيجابي، و منها ما هو سلبي مرفوض بلا جدال، و منها ما هو قابل للتجيير والتطويع كي يتواءم مع رقي مرتكزاتنا، و ثوابتنا العقدية و الحضارية. و بداية أقرّ بأن موضوع العولمة لا يكفيه أن يبحث في بضعة أسطر، و لكنها كلمات لا بد أن تقال على أمل أن تقدم فائدة ما في هذا المجال.

 

و إذا سلمنا بمقولة إن العولمة باتت واقعا لامفر لنا من التعامل معه، و السير في ركابه، فإن هذا يضعنا أمام مسؤوليات جسام، يشترك فيها كل أفراد الامة الإسلامية و العربية، بل إنه يجعلنا في حالة نفير فكري و ثقافي و اجتماعي و علمي و صناعي، حالة تجعل الأمة تولي اهتماما غير مسبوق بفروض الكفاية، تلك الفروض التي إن وظفت العقول اللامعة في خدمتها و العمل عليها، ستكون سببا في نهضة الأمة، و وضعها في مصافّ الأمم القوية الفاعلة بإذن الله.

إن نظرتنا إلى العولمة و موقفنا منها، يجب أن يكون بحجم تعريفها و مجالها و تأثيرها، إذ اختلف مفهوم العولمة باختلاف مجالاتها و مقاصدها، فهناك من يرى أن العولمة شعارات ثقافية و اجتماعية و إنسانية براّقة، تخفي وراءها أهداف اقتصادية و سياسية و استعمارية، تهدف إلى إغراق الأسواق و خاصة في الدول النامية و الفقيرة تحت مسمى النهوض باقتصاد تلك البلدان، فتسلم زمام اقتصادها و ثرواتها لتلك الدول، بل و تصبح ثقافة تلك الدول الغنية و سلوكياتها و قيمها نهجا و شرعة للعالم الثالث، وفق ثقافة الذيلية إن جاز التعبير، أي أن تبقى المجتمعات الفقيرة الضعيفة المتهالكة ذيلا يدور خلف القوى التي نجحت و مرّت، وفق شعار {دعه يعمل دعه يمر}، فلا قيود انسانية او أخلاقية، و بالتاكيد لا قيود شرعية تقف في وجه هذا الشعار، اللهم إلا إذا استثنينا تلك الأصوات المنصفة التي لا تخلو منها الإنسانية، [فجون زيغلر] المفكر السويسري، يتهم منظمة التجارة العالمية بأنها تمثل الليبرالية، في صورة متطرفة، و هي لا تبالي بالضرر الذي تسببه سياستها من دمار اقتصادي و إنساني في دول العالم الثالث.

أما التعريف الأخطر، فهو اعتبار العولمة سلوكا قيميا و ثقافيا و حضاريا، يسعى الغرب إلى صهر و تذويب شخصية الآخر فيه، إضافة إلى الذوبان و الإنهيار و الإرتماء الاقتصادي في حبائلها، فالعولمة وفق هذا التعريف أيديولوجيا تسعى للسيطرة على الآخر، و إلغاء خصوصيته، أيا كانت خلفية و مرتكزات تلك الخصوصية، و هي تسخّر لأجل ذلك كلّ مقوماتها التكنولوجية، فأتاحت وسائل الإتصال المتطورة للبشرية سرعة الإتصال، و تعدد وسائله، و اتساع دائرة التأثر و التأثير، و بالتالي اصبحت فرصة النجاح الباهر لهذه الايديولوجيا متاحة بلا قيود.

و عليه فإن الأمة الإسلامية مطالبة اليوم بوضع استراتيجية شاملة، تتواءم مع ما أمامها من معطيات و اخطار، و هي جسيمة، و ما لديها من مقومات و منظومات عقائدية و قيمية، و هي بلا أدنى شك كفيلة إن أحسن توظيفها و اعتني بغرسها في نفوس النشىء و ضمائرهم، بأن تكون الجدار الأصلب في مواجهة هذا المد الطاغي من تلك القيم الانحلالية، التي تقدم إليهم في صورة يصعب عليهم رفضها، إلا بصلابة الإيمان بأفضلية ثقافتنا و قيمنا، يؤيدها عنايتنا بتدريس ابناءنا تاريخنا بطريقة تجعلهم يتخذون منه دافعا نحو مستقبل أكثر إشراقا و إبداعا، و ينبغي على الأمة أيضا أن تعيد برمجة عقول أبناءها و توجيهها إلى البحث و التجريب، لكي نواكب عصر العولمة هذا، دون أن نضطر إلى الذوبان أو الدوران المضني و المهين في فلك الآخر، و هي كذلك مطالبة بتوظيف ثرواتها التي تنهب تحت سمعها و بصرها، و لتجعلها سلاحا مشرعا في خدمة قضاياها، لكي لا تغدو كيانا هلاميا يهدد بالإبادة و الإفناء.

و خلاصة القول فإن العولمة صارت أمرا واقعا و العزلة عن هذا الواقع غير ممكنة و الأمة بكيانها و معاييرها و مقوماتها و قيمها اضحت محاطة بخطر الخلخلة الاجتماعية و الأخلاقية و لابد من اتخاذ كل الخطوات الممكنة للتعاطي الذكي الحذر الفاعل مع هذا الواقع.

الرابط:

http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/35189-%D8%A3%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A9.html

 

قراءة 1551 مرات آخر تعديل على السبت, 20 حزيران/يونيو 2015 08:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث