قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 09 كانون2/يناير 2024 09:24

العدل بين الغرب والإسلام

كتبه  الأستاذ علاء الدين محمد الهدوي فوتنزي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هناك قولة مشهورة “ومن العدل أن يكون الإنسان حرًا، كما أن الحرية لا تكتمل إلا بالعدل”، انطلاقًا من هذه الفرضية أقول إن العدل قيمة إنسانية كبرى، و حاجة بشرية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، و ضرورة لا بد منها لضمان استقرار المجتمعات و الحياة الإنسانية على وجه الأرض بشكل عام، فبالعدل تستقيم الحياة، و تحيا الأمم، و تستقر و لا تضطرب؛ و بدون العدل تنهار الأمم، و تسقط الحضارات، و يضطرب أمن الناس و أمانهم، و إذا كان العدل بهذه الأهمية و المنزلة و المكانة فإن الإسلام قد أولاه اهتمامًا غير عادي؛ و بوأه منزلة رفيعة سامية، فجعل العدل في قمة مبادئه و قيمه و ثوابته الأساسية، و يكفي أن نذكر أن الإسلام اعتبر العدل الهدف الأسمى التي اشتركت في إرسائه جميع الرسالات السماوية، قال تعالى: (لَقَد أَرسَلنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ و أَنزَلنَا مَعَهُم الكِتَابَ و الـمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسطِ) (الحديد: 25).

و في العصر الحديث ازدادت شراسة العداء للإسلام و المسلمين بدرجة ترقى إلى ما وصل إليه الوضع في مرحلة ما بعد هجمات سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن برغم الهجوم الشرس الذى يتعرض له الإسلام و المسلمون اليوم و رغم اتهام كثيرين في الغرب للدين الحنيف بالتحريض على العنف و كراهية الآخر، فإن بعضًا من أهم الشهادات المنصفة بحق الإسلام و الرسول الكريم جاءت من علماء غربيين، أغلبهم غير مسلمين ممن يعرفون باسم المستشرقين، و لم تكن أقوال هؤلاء المستشرقين مجرد تعبير عن آرائهم في الإسلام و عدله، بل جاءت بعد دراسة متأنية للتاريخ الإسلامى، لاسيما الفترة التى عايشها النبي محمد صلى الله عليه و سلم، و تناول مواقفه مع أعدائه قبل أصدقائه و أتباعه، و هى ما جعلت كثيرين منهم ينبهرون بأخلاق النبي الكريم، حتى أن بعضهم قال إنه يتسم بأهم صفتين، و هما العدالة و الرحمة، و أما ما سمعنا أخيرا من جامعة هارفارد الأمريكية، العريقة و المرموقة باعتبار “القرآن” كأفضل كتاب للعدالة في تاريخ البشرية أيضا تعد كأهم شهادة الغربيين عن الدين و قسطه في وقت يتعرض فيه لأزمة سببها المتطرفون و المتعصبون.

مفهوم العدل من حيث المعنى والمبنى 

العدل لغويًا: هي عبارة عن الوسط بين الإفراط و التفريط و الاعتدال في الأمور، و يقابلها الظلم و الجور، وعكسها الظلم، العدل مصطلح يرمي إلى المساواة بين النّاس و العدل فيما بينهم و إعطاء الحقوق دون تفرقة بين النّاس سواء كان لون أو نسب أو مال أو جاه، أنزلَ الله سبحانهُ و تعالى القرآن لأهداف سامية و ربانيّة، و من أهم سماه القرآن العدل بين النّاس، لأنّ العدل هو ميزان الله على الأرض، يقف مع الضعيف حتّى لا يأكلهُ القوي، و يكون مع المظلوم حتّى ينتصرَ على الظالم.

العدالة الإسلامية بين صفحات التاريخ

و إذا أمعنا أنظارنا إلى تاريخ الحكام المسلمين لوجدنا حياتهم مملوءة بالأمثلة الناضرة و ضرب القدوة الفذة في تحقيق العدالة، قال أبوبكر رضي عنه في خطبته الأولى التى تعد بحق بمثابة دستور حكمه: “و لقد وليت عليكم و لست بخيركم.. الضعيف فيكم قوى عندي حتى آخذ الحق له، و القوى فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه”، و جاء رسول كسرى و رأى عمر بن الخطاب يحكى أروع الطمأنينة للحاكم العادل، و قال قولته الخالدة: “حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر” و تاريخ عمر كله سجل كامل للعدالة مع نفسه و فى بيته و فى مجتمع المسلمين، و الفاروق الثاني عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه و هكذا كان ولاة المسلمين العدل أساس الحكم، لا فرق بين حاكم و محكوم، و بذلك كانت دفة الأمور العامة في الدولة تأخذ طريقها دواما نحو شاطئ الاستقرار و الطمأنينة.

كيف يتلقى مفكرو الغرب ظاهرة العدالة الإسلامية السمحة؟

لقد شخص الكاتب و الفيلسوف الأيرلندي (برنارد شو) حامل جائزة نوبل ذلك بقوله: الإسلام دين الديموقراطية و حرية الفكر هو دين العقلاء، و لكن هناك أمر مهم يجب ألا أغفله، و هو أن الإسلام شيء و المسلمون اليوم شيء آخر، الإسلام حسن و لكن أين المسلمون؟! و ليس فيما أعرف من الأديان نظام اجتماعي صالح كالنظام الذي يقوم على القوانين و التعاليم الإسلامية و في هذا كفاية لمن يدعي أن الإسلام الحقيقي يدعو إلى الإرهاب، إن الإسلام و تراث النبي محمد صلى الله عليه و سلم قد افتخر به علماء الغرب و فلاسفتهم  و دافعوا عنه بل و من تشريعاته اقتبسوا في أنظمتهم الاقتصادية و الاجتماعية.

دعني أوضح هذه الحقيقية الغضة الطرية و ذلك أن موضوع اعتناق الإسلام من قبل مفكري الغرب و فلاسفته مازال بعيدًا عن متناول الباحثين و المؤرخين و المفكرين، فما زالت الدراسات الإسلامية تتجاهل هذا الموضوع، و في الواقع تتزايد ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب بشكل ملحوظ، و مازالت أنباء من يعتنقون الإسلام تجد لها مساحة و اهتماما في الإعلام الإسلامي، و بشكل بسيط في الإعلام الغربي إلا في بعض الحالات، عندما يكون من اعتنق الإسلام شخصية معروفة أو ذا مركز علمي أو سياسي.

و لا أحد يعلم كم هو عدد المعتنقين للإسلام في الغرب، و لا توجد إحصاءات دقيقة بل هناك تخمينات و أرقام غير دقيقة تعتمد على الخبرة و التعامل مع المعتنقين. ففي فرنسا مثلاً، يتراوح عدد المعتنقين بين 50 ألف معتنق حسب تقدير أحد الباحثين الغربيين، إلى أكثر من 200 ألف معتنق حسب مصدر إسلامي في باريس، هذا التفاوت يعود إلى مبالغة المصادر الإسلامية من جهة و إلى محاولة التقليل من أهمية الموضوع من قبل الغربيين من جهة أخرى، و في هولندا يقدر عدد المعتنقين للإسلام أكثر من 15 ألف شخص.

“القرآن” أفضل كتاب للعدالة في التاريخ البشرية

تعتبر جامعة “هارفارد” الأمريكية، العريقة و المرموقة “القرآن” كأفضل كتاب للعدالة في تاريخ البشرية، وعلقت آية قرآنية من سورة “النساء” عن “العدالة و القسط”، و تحتل جامعة هارفارد المرتبة الثالثة على مستوى العالم وفقًا لتصنيف “QS” العالمي لعام 2019، فهي إحدى أعرق المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية، و قالت صحف بريطانية و جمعيات إسلامية: إن جامعة هارفارد استشهدت بالقرآن، و كلماته الربانية، باعتباره “الوحي الأخير”، و أنه من خالق هذا الكون و يوجهنا على الطريق الصحيح للمعيشة و العدالة في حياة البشر، و قالت الجامعة في أسباب اختيارها للقرآن كأفضل كتاب للعدالة: إنه “يعطي الأولوية للقواعد و العدالة في الإسلام”، و إن القرآن “مليء بالقوانين الأساسية للإنسان، و ليس لديه أي مجال للظلم”.

آية من سورة “النساء”: بصيص أمل من هارفارد

و منذ عدة سنوات، وضعت جامعة هارفارد نقشا عن آية من سورة “النساء” في القرآن على حائط أحد مباني كلية القانون في الجامعة، ضمن عبارات عظيمة قيلت حول العدالة، و الآية هي الـ135 من سورة “النساء”: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَ لَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا)، و كان الوصف الملحق بها بأن كلية القانون اختارتها “كأعظم عبارة عن العدالة في التاريخ”، و بأنها “نقشت على مدخل كلية القانون في جامعة هارفارد”، مع أنها كانت على حائط داخل أحد المباني في الكلية.

و تقول سارا مارستون، مسؤولة الإعلام العام في كلية القانون في جامعة هارفارد لموقع “راديو سوا”: “هذه الآية هي واحدة من 35 اقتباسًا منقوشاً على الجدران الداخلية لمباني كلية القانون البالغ عددها 19 مبنى، و هذه المقولات جميعها، عبر جميع وجهات النظر السياسية و الأيديولوجية و الدينية و الثقافية، تهدف إلى الاستشهاد على السعي الإنساني الخالد للعدالة و الكرامة من خلال القانون”.

و تضيف مارستون أن مشروع جمع و اختيار الاقتباسات المنقوشة على الجدران شارك فيه طلاب و موظفون و أساتذة، جمعوا 350 مقولة منذ عام 600 قبل الميلاد، مشيرة لأن “المعرض يضم اقتباسات من العهد القديم و الجديد للكتاب المقدس، و وثيقة الماغنا كارتا، و مقولات لمارتن لوثر كينج، و نيلسون مانديلا، و مصادر أخرى كثيرة منذ العصور القديمة حتى عصرنا هذا.

و أفاد موقع “ستب فيد” بأن سورة النساء “معروفة بتعزيز (حقوق) النساء. و الإسلام بشكل عام دافع عن حقوق النساء منذ اليوم الأول. فقد تصدر هذا الدين في مواجهة وأد الإناث، و شجع النساء على العمل، و نشر المساواة بين الجنسين في الزواج و المهام الإسلامية. كما يسجل له أنه أول دين منح حقوقا للنساء بالميراث”، رغم إشارته إلى انتقادات للمسلمين في عالم اليوم.

ففي نهاية المطاف لا بد من القول بأنه من العدل و الإنصاف الاعتراف بوجود عدالة نسبية في محاكم الدول الغربية مقارنة بمثيلاتها في الدول العربية و الإسلامية، إلا أن ذلك لا يعني مقارنة مبدأ العدل الشامل المقرر في دين الله الخالد مع العدل الغربي النسبي القاصر.

الرابط : https://hiragate.com/22995/

قراءة 226 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 10 كانون2/يناير 2024 08:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث