قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 23 كانون2/يناير 2024 11:47

الصناعة العلمية و إهمال الهياكل المادية

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يتحدث الكثيرون حول الخيرات التي تزخر بها الأمة الإسلامية باطنا و ظاهرا، غير أنّ هذا الحديث لم يتجرأ ليمد لسانه إلى الحديث عن أهمّ ما تتمتع به المجتمعات الإسلامية من ثروات عاقلة، فهي تزخر بطاقات بشرية هائلة، في مختلف المجالات الحياتية، و بالأخص المجال العلمي، و لعلّ عدم الاحتفاء بما تحويه أمتنا -الحديث يشمل معظم دول العالم الإسلامي، و توجد استثناءات لكنها قليلة جدا- من نخب لامعة، و عقول كبيرة، و عبقريات نادرة، سببه الإهمال الرسمي بل و الشعبي للعلماء، و المفكرين، و طلبة العلم، بل إنّ الكثير من فئات المجتمع لا تزال تنظر إلى أهل العلم و الطلب بازدراء مقيت، بعد أن تغيّر سلّم القيم، و انحنى أمام صنم الماديات انحناء طيّعا، هذا الصنم الذي سرّعت العولمة سيطرته على مختلف دوائر الحياة في عالمنا الإسلامي، بات هو الملهم الأوّل في الحكم على فئات المجتمع؛ لذلك نرى اليوم و بكل وضوح كيف يُمتهن أهل العلوم، و يرفع من قيمة أهل اللهو و اللعب.

إنّ الكثير من الطاقات العلمية باتت تحت تهديد الذوبان و التولي، و مسايرة الواقع الاجتماعي المعادي للحركة العلمية؛ بسبب الازدراء الرسمي و الشعبي الذي تعانيه هذه الفئة، و التي تعدّ القلب النابض للمجتمع، عقله المفكر، و من  هذا الازدراء في تعطيل الطاقات العلمية عن الاستمرار في الطلب العلمي من خلال حرمانها من أمور و وسائل تعد ضرورية لقيام البحث العلمي و ازدهاره، و الحديث في هذا يطول، غير أننا نود الإشارة إلى الجانب المادي اللصيق بالبحث العلمي، فالبنى العلمية التحتية قليلة جدا، و الإمكانات الضرورية للبحث العلمي تكاد تكون منعدمة، و لو أخذنا المكتبات و المخابر كمثال للحديث عن هذا الجانب لوجدنا أنّ المكتبات العلمية المتخصصة قليلة، و المخابر تكاد تكون ميتة منقطعة عن الحركة و العمل، و من كان في حركة منها، كانت حركته في غير ما يحتاجه المجتمع غالباً، و لعل الذي يثير الحسرة أيضا: الحال المزرية التي عليها هذه المكتبات و المخابر، بدءً من النظافة الغائبة، إلى الصيانة المغيبة، إلى التجديد المفقود في الكتب و الوسائل و التجهيزات.

أمّا الجامعات فلم تعد تؤدي دورها كمنارات تنطلق منها أنوار العلم والحضارة والتحضر، بسبب سيطرة النفسية المادية عليها، واعتبارها مجرد مصدر لشهادات تقدم لاحقا في ملفات طلب العمل .. كان يفترض أن تؤدي الجامعات دورها في تخريج النخب الواعية الناضجة، وصناعة الثقافة والمثقفين، لكنّ المسارات التي سارت فيها جعلتها بعيدة عن الصناعة العلميّة، بل إن الجامعة في العالم الإسلامي –عموما- مثال حقيقي وحيّ عن غياب البعد الجمالي عن مؤسساتنا الاجتماعية والعلمية، والبعد الجمالي لصيق بكرامة الإنسان، فإن كانت هذه المؤسسة لا تعلّم روادها حتّى معنى الجمال والنظافة والحفاظ على المكتسبات، فما الذي بقي فيها لتعلمه لطلّاب العلم فيها؟

لا يمكن الحديث عن الصناعة العلمية، والهياكل العلمية غارقة في الإهمال والرداءة، فالصناعة العلمية تبدأ من الاحتفاء بالبنية التحتية للمؤسسات العلمية وصولا إلى تخريج الطاقات الفاعلة، فما الذي سيقدمه طالبُ تعلم في مؤسسته العلمية التعايش مع مخابر تمثل مثالا صارخا في رداءة التجهيزات، ومكتبات تعاني من فوضى وتسيب هائل، بل تعاني بعض الجامعات في الوطن العربي من تشوه حتى في منظرها العام، فتجد مثلا نوافذ المدرجات والقاعات مكسورة، والطاولات تعاني من التشوه الذي يخلّفه طلاب لا يعرفون قيمة الوسائل التعليمية،  مع تزين الهيكل العلمي غالبا بجدران كئيبة تشبه جدران السجون العتيقة، وأرضية مغبرة حد الثمالة، أمّا المساحات الخضراء إن وجدت فهي تمثل في الأخير تجمعا للنفايات والأوراق. إنّ الطالب الذي تعلم العيش مع هذا الوضع البئيس، ولم تهتز نفسه لتغييره لا يمكن أن يهتم بتغيير أرضه وبلده في المستقبل.

إن الحديث عن استغلال الطاقات البشرية والعلمية للدول يبدأ من الحديث عن الهياكل التي فيها يتعلم الطالب، فإن كان الاهتمام بها –إقامة ونظافة وتسييرا وصيانة وتجديدا- قائما ومستمرا دلّ ذلك على وجود إرادة حقيقية للاستثمار فيما يقدمه البلد من موارد بشرية يمكن أن تطوّع ويصنع منه وقود علمي يشعل قاطرة التحضر والبناء. وإن كان الإهمال سيد الهياكل العلمية فإنّ ذلك دليل على افتقار البلد النيّة الصادقة في استغلال خيراته البشرية، ومن قرأ هذا ثم استرجع الواقع العام للحركة العلمية في العالم الإسلامي كله، فهم الموضع الذي تقف فيه الهياكل العلمية، وأدرك الوضعية المزرية التي ترزح تحتها، مع أنها هي حجر الزاوية في الصناعة العلمية والبشرية، فهل نلتفت إلى هذا الجانب المغيب، ونصحح هذا الوضع، لنضع الخطوة الأولى لإيجاد جو وبيئة علمية حاضنة للطاقات البشرية في العالم الإسلامي؟

الرابط : https://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-236968.htm

قراءة 206 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 24 كانون2/يناير 2024 09:16

أضف تعليق


كود امني
تحديث