قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 03 آذار/مارس 2024 09:29

بصائر من معاناة المسلمين

كتبه  الأستاذ حمزة بلقروية
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليعذرني القارئ حين أبدأ مقالي بهذا التشبيه، فلي من ورائه غاية.. إن مثل أمتنا الإسلامية كمثل رجل غافل منهك، ليس له هدف من الحياة إلا البحث المجهِد عن لقمة العيش، و تقديس الماديات، و اغتنام بعض لحظات العمر في النزول عند رغباته، لكنه يجد نفسه أمام صدمات قوية على حين غرّة، تجعله تائها حيرانًا، فهو غير مهيّأ لها، و لا يدري ماذا يفعل أمامها، فتبين له هذه الصدمات مدى عجزه و تكشف له عن ضعفه و عدم قدرته على تحمل المسؤوليات عند الشدائد و الأزمات، مما يستدعينا للوقوف مع هذا الضعف، نتأمله ببصائر و تفكّر.

معاناة في كل مكان

تكاد المعاناة لا تتوقف في عالمنا الإسلامي، لم يكد العقل يصحو أمام مفاجأة الإبادات و الدمار و انتهاكات المتتالية التي يشيب لها الرأس و يعجز اللسان عن وصفها.

سواء من احتلال السوفييت لأفغانستان و ما حدث في البوسنة و الهرسك و ما تلاه من احتلال أمريكي لأفغانستان ثم احتلال العراق و الدمار الذي عاشته سورية على يد طاغيتها و كذلك ليبيا، وها هي غزة و السودان و ميانمار و الإيغور تخضع لمحو و إبادات لا تتوقف..

عندما عصفت بنا هذه الأزمات كشفت الغطاء عن أعيننا بأن وصف “غثاء السيل” بات ينطبق علينا، فلا نستطيع درء الظلم، و لا الدفاع عن مقدساتنا، أو رفع راية المقاومة ضد الأعداء الفاتكين بأمتنا!

لقد تعلمت سابقا من أساتذتنا أن الشدائد و الابتلاءات تجعل الفرد يتأمل في نفسه، و في ما قدمته يداه، لعله يستفيق و يتدارك نفسه، و يغير من حاله، حتى تنصلح أحواله، و يعود لرشده، و يلتزم بالصراط المستقيم، و ما المعاناة التي تجتاح أمتنا اليوم إلا رسائل ربانية تجعلنا ندرك واقعنا المرير و نستفيق من غفلتنا، و تأمل معي معانى هذه الآية الدالة على ذلك: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} [الروم: 41].

فأي فساد أكبر من سفك دماء المسلمين و انتهاك أعراضهم و أموالهم و اغتصاب أراضيهم؟ و متى يكون رجوعنا إلى الله؟

الحجة البينة

إن المعاناة التي يعيشها مسلمو اليوم هي من قدر الله في سابق علمه، و لعل من حكمته أنها تدفعنا لنستفيق من غفلتنا، حيث لا يكون لدينا خيار و لا سبيل نتخذه و لا حجة للهروب من هذا الواقع.

إن حرب غزة اليوم -على سبيل المثال- واضحة المعالم، فالعدو واضح و معروف، و المواجهة واضحة بين فئة مسلمة و أخرى محتلة كافرة، فإما أن نكون في صف الحق في مختلف المجالات أو نكون في صف الباطل و نصفق له. حتى إن من يزعم الحياد و الصمت ما هو إلا مساند للباطل و جبروته. و قد صدق الله حين قال واصفا ما حدث يوم بدر: {وَ لَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَ يَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42]، و ها نحن اليوم أمام لحظات حاسمة شبيهة بما وصفه الله، فعلى كل فرد منا، أمام الشدائد و الابتلاءات التي تكشف لنا حقيقتنا و حقيقة واقعنا، أن يسأل نفسه بصدق: أين أنا مما يحدث اليوم؟ و ماذا قدمت لنصرة الإسلام و المسلمين؟ و ما هي مساهمتي في تغيير الواقع؟

هنالك من يتخذ سبيل الهروب و المواجهة غير المباشرة و الاكتفاء بالمنهج السياسي أو بعض الدعم الاقتصادي، لكننا وصلنا اليوم إلى حالة لا تقبل هذه الحلول. لقد كشفت لنا الوقائع مدى تخاذل الحكومات و تعاملها اقتصاديا عن طريق التجارة و حركة التصدير و التوريد مع كيان الاحتلال مثلا، و مواصلة تزويد أعداء الأمة الداعمين للاحتلال كأمريكا و غيرها من دول الغرب بالمواد الخام من نفط و غاز و غيرها، رغم أنهم يدعمون الاحتلال في إبادته للمسلمين في غزة، و هم كذلك يدعمون الحكومات الظالمة الخادمة لهم في افقار و إضعاف شعوبهم، و يدعمون المنظمات التي تدعو لتغيير قيم الإسلام و المجتمعات المسلِمة، و حين تقع الانتهاكات من أطراف يدعمونها يغضون الطرف عنها، فاليوم نرى في السودان نساء تغتصب على يد ميليشيات ظالمة مدعومة من عدة دول عربية و غربية، فأين المنظمات النسوية العالمية التي صدعت رؤوسنا بالمساواة المطلقة للمرأة و الداعية للحرية المطلقة للمرأة من كل قيود الدين؟

إن الشدائد المعاصرة التي نعيشها اليوم في حرب غزة تكشف لنا الحجة البينة التي لا شك فيها، لنرى فيها حكمة الله و تمحيصه، فإما أن نكون من المؤمنين الصادقين و الثابتين و المجاهدين في سبيل الحق و إما أن نكون مع أهل النفاق و الضلال و الكفر، و لولا هذه الأحداث في مختلف البقاع ما عرفنا حقيقة الحكومات و الشعوب و الأفراد!

إن من سنة الله في خلقه تواصل الصراع بين الحق و الباطل، و من يقف في صف الحق سواء في نقل الحقائق كما هي أو بالكلمة أو بالحركة الميدانية فإنه سيجد نفسه فردا كان أو جماعة في مواجهة مختلف التيارات المتفرعة عن الباطل سواء كانوا أفرادا أو منظمات أو حكومات و لذلك وجب علينا التشبث بالحق و الثبات عليه بدون مداهنة، لأن هذا ديدنهم في مواجهتنا كما بينه الله عز و جل في قوله: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَ أَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً} [النساء: 102]، و رغم أن الإطار العام لهذه الآية يتحدث عن حالة الحرب و أداء الصلاة التي هي عبادة بأن لا يغفل المسلمون عن أسلحتهم التي هي وسيلة للجهاد حتى لا يفتك بهم أعداؤهم من الكفار الذين قد تختلف جهات انتمائهم، فنحن أيضا يجب أن لا نغفل عن أسلحتنا في مختلف الميادين كالعلم أو الكلمة أو النشاط الميداني أو الصناعة أو السياسة أو العمل حتى لا يتمكن أعداؤنا سواء كانوا حكومات أو منظمات أو أفراد أو جماعات من الفتك بنا!

السعي للتّغيير

يقول الله عز و جل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16]، يخاطب الله في هذه الآية المؤمنين، أي نحن، و ليس أحدًا غيرنا، فبالإيمان تستقيم الحياة و يصبح لها هدف و معنى، و يغدو الإنسان مسؤولا و خليفة في الأرض بما يحمل من قضايا، و قوله {أَلَمْ يَأْنِ} يشير للفورية دون تسويف أو تأجيل، فلا نعلم كم بقي من العمر، و ما نعيشه اليوم من معاناة يستوجب علينا التعجيل و الإسراع.

لكن بماذا نسرع؟ تجيبنا الآية نفسها بأنه يجب الإسراع بخشوع القلب لله، بالإخلاص لله و الاستسلام له، و بمعنى أوضح سمو النفس و القلب فوق حب الذات و الأنانية و المصلحة و فوق المطامع و الغايات الفاسدة و سموها عن طاعة الأهواء و اتباع إغواءات الشيطان و أعوانه من بنى آدم، و إن لم يخشع القلب لله أصبح قاسيا متبلدا لا يحركه شيء من أجل فعل الخير أو نصرة الحق و تستعبده الشهوات و المفاسد.

إن الخشوع يكون لما “نزل من الحق” و ما أنزله له لنا الله لنصلح به الحياة هو القرآن و ما جاء معه من السنة النبوية، فليس في قلب مؤمن مكان لتعظيم شيء دون شريعة الله و الخضوع لها بصدق، و إننا إن ابتعدنا عنه -كما هو حالنا الآن- أصبحنا أمة ضعيفة لا وزن لها تنتهك حرماتها في كل مكان بدون رادع!

فكأن هذه الآيات في هذا التوقيت بالذات تخاطبنا و تقول لنا ألم يأن لكم أن تعودوا لمنهج الله؟ ألم يأن لكم أن تعيدوا صياغة حياتكم وفق القرآن و سنة رسولكم عليه الصلاة و السلام؟ ألم يأن لكم أن تتوجهوا لتحقيق الخلافة في الأرض و تنزعوا عنكم ثوب الجهل و التخلف و الجبن و الوهن؟ ألم يأن لكم أن تعودوا لمفهوم الجهاد في سبيل الله الشامل بداية من جهاد النفس و تقويمها و مقاومة العدو بالسلاح و جهاد العلم بالصناعة و جهاد الدعوة بكلمة الحق؟ ألم يأن لكم و أنتم تنظرون بعجز لإخوانكم في مختلف بقاع العالم يبادون و يطردون من أراضيهم بأن تتوحدوا و تكونوا جسدًا واحد يشد بعضه البعض و تتركوا الحقد و الكراهية والخلافات الموهومة جانبا؟ ألم يأن لنا أيها المؤمن و أيتها المؤمنة أن نراجع أنفسنا و نتوب و نشمر للعمل و نتحول من موضع ضعف إلى قوة كل من موقعه؟ ألم يأن لنا أن نترك البعد عن الشرع و العصيان و التمرد على أمر الله وأن تكون حياتنا كلها إسلامية؟ ألم يأن لكم أن تكسروا قيود القهر و الطغيان المفروضة عليكم من قبل المستبدين؟ ألم يأن لكم أن تقاطعوا كل داعم لقتلة أهل غزة و أن تقاطعوا الثقافة الغربية التي تناصر هذه الإبادة؟ ألم يأن لنا، ألم يأن، ألم يأن.. إلخ

ليكن شعارنا منذ اليوم في الحياة: “الآن مادام في العمر بقية” و منهجنا: “شرف الحياة في التزامنا بديننا” و طريقتنا فيها “العمل في كل الميادين في سبيل الله”، إنّ أقلّ القليل في ما نشاهده اليوم من مآسي تقع في أمتنا أن تجعلنا نستفيق من غفلتنا و نبادر بالتغيير.. والله الموفق لما فيه سواء السبيل.

الرابط : https://al-sabeel.net/%d8%a8%d8%b5%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%86/

 
 
قراءة 140 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 06 آذار/مارس 2024 09:01

أضف تعليق


كود امني
تحديث