قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 03 كانون1/ديسمبر 2014 07:10

ترويض العبيد

كتبه  الدكتور محمد سليم العوا
قيم الموضوع
(1 تصويت)


«رسالة ترويض العبيد» هي العنوان الأول في الفصل الأول من فصول كتاب الأستاذة عايدة العزب موسى (العبودية في إفريقيا) الذي تحدثنا عنه في مقال الأسبوع الماضي. و هذا الموضوع يجب أن توضع بعد عنوانه (علامة حسرة و أسى) و هي غير موجودة في العلامات الكتابية التي اخترعها البشر لأنهم لم يتصوروا أن يبلغ الإجرام بأحد مبلغ هذه الرسالة!

و صاحب هذه الرسالة هو «وليام لنش» أحد كبار ملاك العبيد في جزر الهند الغربية. لقد دعاه بعض ملاك العبيد الأفارقة في ولاية فرجينيا الأمريكية عام 1712 ليتحدث إلى ملاك المزارع و العبيد عن طريقته الناجحة في السيطرة على العبيد في مستعمرته!

قال «السيد» وليام لنش إنه جرَّب عدداً من الوسائل الحديثة و القديمة للسيطرة على العبيد. و إن روما القديمة يمكن أن تحسدنا إذا طبق برنامجي في أراضيكم! ثم خاطب أهل فرجينيا بقوله: «لقد لمحت عبداً ميتاً معلقاً على شجرة على بعد ميلين، و أنتم بهذه الطريقة لا تفقدون فقط هذه الثروة التي تعلقونها على الشجر، و لكنكم أيضاً تعانون من الانتفاضات و من هروب العبيد بعيداً، و من أن محاصيلكم تبقى في الحقول بغير جني أكثر مما يستوجب الحصول على الربح الأكبر...».

الوسيلة المجربة التي قدمها وليام لنش لمضيفيه في فرجينيا قال إنها تضمن السيطرة على العبيد لمدة لا تقل عن ثلاثمائة سنة و إن أي واحد منهم (أي من ملاك العبيد) و أي فرد من أسرهم يمكنه أن يستخدمها ببساطة و فعالية.

كانت هذه الوسيلة ذات شُعب عدة، أهمها البحث عن الاختلافات بين العبيد و العمل على تضخيمها: هناك الصغير و الكبير أو الشاب و العجوز، و هناك الذكي و الأقل ذكاء، و هناك الرجل و المرأة و هناك الشاب و الفتاة... إلخ و هذه الاختلافات لا تستعمل بالطريقة التقليدية التي نسميها (فرِّق تسد) و ننسبها إلى الاستعمار الإنجليزي، و لكنها تستعمل بطريقة وحشية شيطانية لا يمكن أن يكون صاحبها مؤمناً بأية قيمة إنسانية، فضلاً عن أن يكون منتسباً بصدق إلى دين يعرف أهله معنى الأخوة و الرحمة و حسن الخلق.

إن الأساس هو زرع الخوف و الشك و عدم الثقة و الحسد و الحقد في نفوس العبيد. و بكلمات «لنش» فإن فقدان الثقة هو أقوى من الثقة، و الحقد أقوى من الإعجاب أو التملق أو الاحترام.

و العبد الأسود عندما يتشرب هذه المشاعر فسيحملها و يغذيها تغذية ذاتية و يولدها في نفسه لمئات السنين أو الآلاف منها! و إذا استخدمت هذه الأساليب بكفاءة لسنة واحدة فسيبقى العبيد دائماً فاقدي الثقة و يظلون بذلك تحت سيطرتنا التامة.

ترويض العبيد يتم ـ حسب منهج وليام لنش ـ بذات الطريقة التي يتم بها ترويض الخيل. فكلاهما لا يفيدان الاقتصاد إلا في حالتهما البدائية و الطبيعية، و كلاهما يجب ترويضه و ربطهما أحدهما بالآخر للإنتاج المنظم، الاهتمام فيهما يجب أن يتوجه نحو الأنثى و ما تلده، و كلاهما يجب تدجينه ليمكن تقسيم العمل، و كلاهما يجب أن يستجيب إلى لغة خاصة جديدة و يخضع لبرنامج نفسي و جسدياً للإحاطة التامة بقدراته و إمكاناته.

إن الخلاف في طريقة الترويض بين الحصان و الزنجي هو خلاف في الدرجة فقط، و هو اختلاف قليل أيضاً.

عندما تستخدم طريقة الترويض المعتادة للخيل مع الزنجي فإنك تتبع الأسلوب نفسه الذي تتبعه مع قطيع من الخيل الوحشية لترويض ذكورها و أفراسها الإناث و صغارها. لكن مع اختلاف قليل؛ فأنت لا تضحي في حالة قطيع الخيل بأي واحد من أفراده، لكنك مع العبيد الزنوج سوف تضطر إلى مثل هذه التضحية.و وصْفَةُ وليام لنش هي:

«استخدم أكثر الزنوج عناداً و اخلع عنه ملابسه أمام الزنوج الذكور الآخرين، و أمام النساء و الأطفال، و اطْلِهِ بالقار، وضع عليه الريش، و اربط كل ساق له بحصان يتجه عكس الحصان الآخر، ثم اضرب الحصانين لينشطر الزنجي العنيد أمام جميع العبيد الزنوج الحاضرين.

الخطوة الثانية أن تمسك بسوط و تضرب الزنوج الذكور الآخرين إلى حد الموت أمام النساء و الأطفال. لا تقتلهم و لكن اجعلهم يخافون، لأنهم يمكن أن يكونوا مفيدين في استيلاد زنوج آخرين بعد ذلك».

«خذ الأنثى و أجْرِ عدداً من الاختبارات عليها لترى ما إذا كانت إرادتها قد كسرت فأصبحت قابلة للخضوع لرغباتك طواعية أم لا؟ اهتم باختبار ذلك لأن الأنثى هي أكثر العناصر أهمية في الاقتصاديات الجيدة».

«إذا وجدت منها أية إشارة لمقاومة الخضوع الكامل لإرادتك فلا تتردد في استخدام السوط لتضربها إلى أقصى مدى؛ و خذ حذرك لئلا تقتلها، لأنك لو فعلت فستفسد الاقتصاديات الجيدة. و هي عندما يتم خضوعها ستدرب الأجيال التالية على الخضوع للعمل عندما يأتي سن العمل».

إن المرأة يكون لها في حالتها الطبيعية خضوع قوي للذكر الزنجي غير المتحضر... و نحن نعكس الطبيعة عندما نتعامل مع الزنجي بضربه بالسوط أمامها. عندئذ نتركها بغير حماية و قد تحطمت في عينها صورة الذكر، فتنتقل من حالة التبعية له إلى حالة من التجمد و الاستقلال و التبلد. و هكذا تنعكس الأدوار الخاصة بالذكور و الإناث بالنسبة لنسلها. فهي خوفاً على ابنها الذكر ستدربه على أن يكون ضعيفاً معنوياً و تابعاً لها لكنها ستقويه جسمانياً ليقدر على العمل الذي يجنبه الضرب بالسوط!!

و ستدرب ابنتها على الاستقلال النفسي، و بذلك تحصل أنت (مالك العبيد) على امرأة زنجية لا حول لها في الحقيقة، لكنها في المقدمة، و رجل قوي الجسد بلا إرادة، بل هو يتوارى بعيداً كلما رآك أو رأى امرأته (خوفاً/ أو خجلاً) و هذه الحال ممتازة من الناحية الاقتصادية.

يقول لنش بعد هذا الدرس اللاإنساني: «قبل عملية الترويض يجب أن تكون متيقظاً في كل الأوقات، أما الآن فيمكنك أن تنام مطمئناً؛ لأن المرأة بالخوف ستصبح حارسة لنا، و الذكر سيصبح أداة طيعة مستعداً أن يربط مع الحصان في مكان واحد عندما يصل إلى سن البلوغ»!! «إن أحسن طريقة لنجاح هذه الخطة هي أن نلغي و نمحو التاريخ المعنوي للزنوج و أن نخلق لهم عدداً من الظواهر المتوهمة»... و «أن نمحو لغته الأصلية تماماً و أن نعلمه من لغتنا ما يسهل له التعامل فقط دون أن يعرف أسرارها... إن جعل الزنجي مغفلاً هو أحد الأسباب الرئيسية لاستبقاء نظام العبودية»!

تقول الأستاذة عايدة العزب و هي تختتم موضوع رسالة ترويض العبيد: «أليست رسالة وليام لنش و نصائحه غير مختلفة كثيراً عما يحدث الآن لترويض الشعوب؟؟!». و تقول و هي تفتتح عرضها لها: «إذا كان ماضي البشرية تشينه و تخجله صورة العبد الإفريقي الذي اختطف و ربط بالسلاسل في رحلة عذاب طويلة إلى أرض القارات الأمريكية ليخدم السيد الأبيض الذي يفعل به ما يشاء، فإن ما يفعله الأمريكي الأبيض الآن في بداية الألفية الثالثة بأسرى حرب أفغانستان لا يختلف كثيراً عما فعله أجداده من قبل...»

و يوم كتبت عايدة العزب هذا الكلام لم يكن احتلال العراق قد وقع، و لا كانت فضائح التعذيب الوحشي في سجن (أبو غريب) قد عرفت، و لا كان المعتقلون في جوانتانامو قد بدأ الإفراج عنهم بعد أن تبين أن 90% منهم لا يعرفون شيئاً عن القاعدة (!)

و الجرائم الأمريكية نفسها ترتكب على الأيدي الصهيونية في فلسطين، بل و بطرق أكثر قسوة و بشاعة.
و لأن الليلة تشبه البارحة، فإن الحديث عن هذا الكتاب ـ الذي يجب أن يترجم ويعرض في معرض فرانكفورت في أكتوبر القادم ـ سيتصل في مقالات قادمة إن شاء الله.

الرابط:

http://www.el-awa.com/new2/main.php?pg=library&act=show_article&art=225&http://www.raya.com/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/d1de4ae1-0f8e-4e0f-8dfb-8383fe2cb21bcat=5&type=1

قراءة 2709 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 11 آب/أغسطس 2015 18:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث