قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 17 كانون1/ديسمبر 2014 08:24

الوحي والعقل جناحا الحضارة الإسلامية

كتبه  الدكتور عبد الحليم عويس
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 

 العقل: الوسيلة الوحيدة لفقه الدنيا و الدين.

 الأنبياء قادة العلم.

 و علَّم آدم الأسماء كلها.

 الدين و العلم كلمتان مُترادفتان في القرآن؛ ﴿ وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ [البقرة: 145].

 لا نزاع بين الدين و العلم:

 لا في المنهاج.

 و لا في الموضوع.

 و لا في الأهداف.

 

 العقل: وسيلة اكتشاف الدنيا و فقه الدِّين:

يجب الانطلاق من مقولتين نراهما صحيحتين كلَّ الصحة:

 المقولة الأولى: إنه ليس بالدين وحده يَحيا الناس.

 و المقولة الثانية: إنه ليس بالعقل وحده يَحيا الناس؛ فالدين لن يعمل في الحياة عمله إلا بواسطة أصحاب عقول، و العقل لا يستطيع وحده أن يَبني حياة إنسانيَّة، دون معالم الدين، و دون هُدى الوحي، و غذاء الروح و الضمير، و المنظومة القيمية و الأخلاقية، و غير ذلك مما ينبع من الدين، و لا يستطيع غير الدِّين أن يُقدِّمه.

 و لو كان الدِّين وحده يستقيم بدون العقل، لكُلِّف الذين لا عقول لهم، و لكن كل الأديان تربط التكاليف الدينية بالعقل، و تُعفي منها الذين لا عقول لهم، صغارًا كانوا أو سفهاء. و كذلك لو كان العقل قادرًا على فكِّ ألغاز الوجود و قيادة خطوات الإنسان، مِن غير الخدمات العظيمة التي يُقدِّمها له الدِّين، و من غير الحراسة الكبيرة التي يَحميه بها الدِّين، لما كانت هناك حاجة لأن يُرسل الله الرسل إلى الأرض، و أن ينزل عليهم الكتب التي تحمي العقل مِن نفسه و من الأهواء و الغرائز، و تُعبِّد له الطريق و تمهِّده، و تضع له شارات الحق و الباطل، و الخير و النور، و الصعود و الهبوط، و السعادة و الشقاء.

و هؤلاء المُرسَلون لم يَطلبوا أجرًا، و لم يَبنوا من خلال رسالاتهم قصورًا شاهقة، بل كانوا أقرب إلى الفقراء و المُستضعَفين منهم إلى الأغنياء و المُترفين، و قد عانى أكثرهم و عُذِّبوا و قُتل بعضهم، و مع ذلك فقد رفضوا جميعًا أن يبيعوا رسالتَهم أو أن يخونوا الأمانة التي كلَّفهم الله بها، بل صبروا على ما كُذِّبوا حتى أتاهم نصر الله، و انتشرت كلمة الله، و لو كان الأمر يقوم بالعقل وحده، لما كان هناك داعٍ لآلاف الرسل الذين أرسلهم الله، و لما كان هناك داعٍ لصُحُف إبراهيمَ و لا زبور داود، و لا لتوراة موسى، ول ا للإنجيل الذي نزل على عيسى، و لا للقرآن الذي نزل على محمد - صلى الله عليه و سلم.

 و من الرائع أن هؤلاء المرسلين - بالكتب التي نزلت عليهم - ما كبَّلوا العقلَ و لا قيدوه، بل أرشدوه و وجَّهوه، و أخذوا بيده إلى الطريق الذي يضمن العافية و السلامة و الخير الدائم، و إحقاق الحق و إبطال الباطل، و احترام حقوق الفرد صاحب العقل الواحد، و الآخَرين من أصحاب العقول الذين يعيشون معه، بل إن الأديان - في حقيقتها - جعلت عمل العقل في اكتشاف آلاء الله و في تسخير قوانين الله في الكون عبادةً من العبادات، فبدلاً من أن يكون العلم للعلم، و الفنُّ للفنِّ، يكون العلم و الفن لخدمة الإنسان، و لتحقيق الخير، و تطبيق ما ورَد في الكتُب السماوية.

 و لا تؤاخَذُ الأديان بانحرافات المنحرفين، و إلا لسقَطت كل مبادئ الدنيا، و كل مذاهبها و نظُمها، كذلك لا تؤاخَذ الأديان بالانحرافات التي أسقطَها عليها المُنحرِفون، سواء نجحوا في الإسقاط على مصادرها، أو نجحوا في تأويل تعاليمها و الانحراف بها عن غايتها، فاللهُ و رسله أبرياء من هؤلاء المُحرِّفين للكَلِم عن مواضعه، كما أن الله و رسله أبرياء من الكافرين بالدين كله و بالوحي كله، الذين يرون أن الله لم يُرسِل رسلاً و لم يُنزل كتبًا، و أنه يمكن بالعقل وحده أن يعيش الإنسان.

 إن هؤلاء المُنكرين للأديان الكافرين بالله و رسله، شأنهم شأن هؤلاء المُشوِّهين للأديان، الكاذبين على الله و رسله، و هم جميعًا أعداء الله و أعداء الإنسانية، و قادتها إلى الخراب و الدمار.

و منذ خلق الله آدم، و الدين و العلم معًا يتعانقان و يتكاملان، و يُساعد أحدهما الآخر، و كما كان نوح - عليه السلام - نبيًّا، كان كذلك صانع أشهر سفينة في التاريخ، و كما كان داود نبيًّا، كان أول من صنع من الحديد أقمصةً و دروعًا، و كان ابنه النبيُّ سليمان - عليهما السلام - أول مِن سُخِّرت له الرياح تحمله و تحمل جيوشه، و سُخِّرت له الشياطين تغوص في أعماق البحار.

و جاء الرسول محمد - صلى الله عليه و سلم - و أنزل الله عليه كتابًا، جاءت أول كلمة فيه: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، إنها رحلة الدين و العلم معًا، فلْنُحاول استكشاف أبرز معالم هذه الرحلة الرائعة.

المصدر:

 

http://www.alukah.net/web/aweys/0/78762/

 

 
قراءة 1447 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 11 آب/أغسطس 2015 18:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث