قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 14 كانون2/يناير 2015 18:57

صرخة أنثى

كتبه  الأستاذة لطيفة أسير
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ينتابني أحيانًا شعورٌ بالشفقة على الأنثى و أنا أقرأ لأولئك الذين ينظرون لحياتها بعيدًا عن الإطار الإنساني الإسلامي الذي ارتضاه الله لها، تكاد تقتنع بلا أدنى مواربة أنهم يتحدثون عن كائن فاقد للأهلية، ضعيفٍ لا حول له و لا قوة، كائنٍ أصمَّ أبكمَ معزول عن العالم يساق و لا يَحِقُّ له أن يتلمس معابر النور بعيدًا عن توجيهاتهم.

لا أحب ذاك الخطاب المتشدد الذي يمعن في عزل المرأة، فيحجب عنها كل منافذ الحياة، و يلزمها الانزواء في بيت لا تبرحه حتى الممات، خطاب دأب بعض فقهائنا للترويج له حتى عدوا المرأة تلك "الحرمة" التي يحرم عليها ممارسة الحياة بعيدًا عن ظل رجل يُقوِّمُ اعوجاجها، خطاب ظلَمَ المرأة حتى جعلها تشك في إنسانيتها و كفاءتها ككائن حي، موكل بخلافة الأرض بمعية الرجل.

كما لا يشدني ذاك الخطاب المتحرر الذي يحث المرأة على التمرد على أنوثتها و مسابقة الرجل في كل الميادين، خطاب روجت له تلك الجمعيات الحقوقية التي باتت تنبت كالفطر في كل مكان، حاملةً رسالةً ظاهرُها الإصلاح، و باطنها زرع الفتنة في صفوف النساء؛ للانسلاخ التام عن كل القيود حتى الشرعية الثابتة في أصول الدين.

و أحتقر ذاك الخطاب الذي لا يرى في المرأة إلا الجسد و المتعة، فيجعلها سلعة رخيصة تباع و تشترى، و أداة محضة للغَواية و الإغراء، خطاب امتطى صهوتَه ذئابٌ بشرية ألغت من قاموسها كل قيم الحياء و المروءة، و امتهنت بسياستها البغيضة هذا الكائن الجميل، فاختزلته في جسد يحقِّقُ المتعة و يدر الأرباح الطائلة، بل و يغير بخبث السياسات العامة لكثير من الدول.

لكن يأسرني ذاك الخطاب الإنساني العقلاني الذي ينظر للمرأة على أنها عنصر فعَّال في البناء الإنساني، كائن متكامل بحكم الخلقة الإلهية - و إن كان فيه نقص البعض فهو بمقتضى الجِبلة، و دليل على الجمال و الإعجاز الرباني - خطاب تستشف منه الرأفة لا القسوة، و الفخر لا الازدراء، و العقلانية لا السذاجة، يقول علي القرني مخاطبًا المرأة الصالحة: " أنت الطهر، و أنت الفضيلة، و أنت السمو، و الطهر لا يقتدي بالرجس و المهين، و الفضيلة لا تقتدي بالرذيلة، و السمو لا يقتدي بالسفل".

نصيحة جميلة في ثوب أنيق بعيد عن الابتذال، سامق المعاني من روح أيقنت كنه المرأة فأنزلتها منزلها المبارك.

هي "أنثى الإنسان" من الناحية الوجودية كما قال فريد الأنصاري رحمه الله، عزيزة نفسًا و صورة، لها أن تحرص على كل ما يرقى بفكرها و شكلها في حدود الضوابط الشرعية "فليس الإسلام أن تبتذل المؤمنة في مظهرها حتى تبدو كالعجوز التي لا يناسبها ثوب ألبتة، أو كما قال أهل المرقعات من جهال العباد أو الصعاليك! فتخرج على الناس في مزق من الأثواب، بادية التجاعيد و الانكماشات! إن الفتاة المؤمنة لا يريد الإسلام أن يكون منظرها بشعًا، و لا منفرًا، بل يجب أن يكون محترمًا، يوحي بالجد و يفرض على الناظرين الإجلال لها، و التقدير والتوقير؛ و إنما يحرم عليها أن يكون لباسها إغواء أو إغراء".

"و لو كانت المرأة مجرد لحم ملفوف في ملابس منمقة، لتركناها و ذهبنا لأقرب جزار من حيِّنا، و لعرجنا بعد ذلك على أصحاب المحلات الفاخرة لنلف ذلك اللحم البقري في فستان يسرُّ الأعين الجائعة التي تنتظر مرور النساء بشوق آثم، و لكن المرأة مخلوق أكبر من ذلك بكثير، فهي روح علوية لا يدرك كنهها إلا من كان يأوي إلى ركن شديد، و لم تتدنس فطرته بخبائث الغرب الذي جعل من المرأة عورة تمشي على الأرض"؛ كما قال الأديب المغربي ربيع السملالي.

فهذا النوع من الخطابات الذي اعتدلت مبانيه، و عذبت معانيه، و سَلِسَ على ألسنة ناطقيه، و لم يستأذن على آذان سامعيه - كما قال سيبويه - يقع في نفسي موقعًا حميدًا؛ لإحساسي بنضج صاحبه عقديًّا و منطقيًّا، و لملامسته واقع الحال بعيدًا عن أي تنطع و ازدراء.

أخي الرجل:

إنني كأنثى مسلمة أعترف لك بأني لا أشعر بأدنى نقص، بل أفتخر بأنوثتي التي ارتضاها الله لي، و أسعد حين أقرأ في مصادر تشريعي الأصلية ذاك الفخر العظيم الذي تحدث به ربي عني، و ذاك الاهتمام الراقي الذي جسدته سيرة حبيبي صلى الله عليه و سلم بالمرأة زوجة و أمًّا و بنتًا و فردًا مهمًّا من أفراد هذه الأمة.

ساوى بيننا ربُّنا في الخطاب التكليفي، كما في الحقوق المدنية و الحقوق العامة، و لو كانت لك ميزة غير ما تفضل به ربي عليك، لما جعل ثواب عملنا واحدًا، ألم تسمع قول الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]؟ فلست بحاجة منك لترخيص و لا تفويض لأتنفس عبير الحياة و أمارسها قيامًا بواجب التكليف، ما دام رب العزة أعطانيه منَّةً منه و تفضلاً.

و اقرأ إن شئت قول الحق سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْقَانِتِينَ وَ الْقَانِتَاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقَاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِرَاتِ وَ الْخَاشِعِينَ وَ الْخَاشِعَاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ وَ الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَافِظَاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْرًا عَظِيمً ﴾ [الأحزاب: 35]، ألا تبصر معي ذاك العدل الرباني في أبهى صوره؟ آية - كما قال إسماعيل الكبسي - تجمع بين الرجل و المرأة في مشكاة واحدة، و في مقام رفيع، و تشعُّ بحقيقة هامة، هي أن الرجل و المرأة في المجتمع المسلم، ركنان أساسيان لسلامة البناء، و خليتان متحدتان لبناء الجسد السليم، و وجهان متقابلان لشخصية متميزة، هي شخصية الأمة المسلمة، فلا تستقيم حياة الأمة إلا بانطلاق الاثنين على الطريق، و لا عذر لرجل و لا لمرأة عن التخلف عن مهمة الفريق، فكلاهما عضو فعَّال في نيل الفوز و التوفيق... و كلاهما عند الله موعودان بأجرهما، فلا حائل بين كل عبد و بين ربه، و لا وساطة بين الله و بين عبد مخلص في حبه".

حريتي ملكني إياها ربي حين خلقني من بطن أمي كذلك، و الفاروق رضي الله عنه قال: "متى استعبدتم الناس و قد ولدتْهم أمهاتهم أحرارًا؟!" و أنا من الناس.

كرامتي محفوظة بهذا الخطاب الرباني ﴿ وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70] و أنا من بني آدم، فلِمَ التناطح لأجلي تناطحَ الدِّيَكة؟!

من حقي أن أتعلم و أن أمارس العمل الذي يوافق قدراتي دون أن أتعدَّى الحدود التي فرضها ربي عليَّ، فأتجنَّبُ السفور و الخضوع بالقول، و أتجنب مواطن الفتن كما أوصاني ربي، و أبتعد عن الاختلاط ما استطعت لذلك سبيلاً، فإن لم يكن له سبيل، فأخلاقي و تحركاتي خير رسول عني، و من لم تؤدبه النصوص أدَّبته المرأة بعفَّتها و جديتها و انضباطها.

أعتز بأمِّنا أم سلمة تلك المرأة الفَطِنة التي أكدت بحكمتها رجاحة عقل المرأة، و أنقذت الصحابة الكرام من غضب الله و رسوله.

و أفتخر بأمنا عائشة معلِّمة الرجال، التي وردت الآثار بتعظيم قدرها و علو كعبها في العلم و الفقه و الشعر، حتى قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "كنا إذا أشكل علينا أمر سألنا عائشة"، و قال الأحنف: "سمعت خطب أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ و الخلفاء إلى يومي هذا، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم و لا أحسن من فم عائشة".

و كم تنتشي روحي و أنا أقرأ سيرة تلك الأنصارية المجاهدة الشجاعة نَسِيبة بنت كعب التي أبلت البلاء الحسن في عدة غزوات مع الرسول صلى الله عليه و سلم، و كذا في حروب الردة، و قاتلت دفاعًا عن نبيها و دينها، و أعطت درسًا عمليًّا في كفاءة المرأة و قدرتها على تحمل الصعاب متى دعا الداعي لذلك.

و لم يخلُ تاريخنا الإسلامي فيما بعد من نماذج نسائية مشرقة، أعطتْ درسًا في الأنوثة المستقيمة التي تعيشها ذاتها بكل استقلالية بعيدًا عن القيود المصطنعة التي اختلقها الذكور لأسباب ترجع لفهمهم القاصر لهذا الكائن البشري و ما خلق لأجله.

لهذا؛ حين أقرأ مواضيع عن المرأة أكادُ أتميَّزُ غيظًا و أنا أرى تركيزهم على من ساءت منهن، و تفننهم في قذف من انحرفن منهن، غافلين عن النساء المناضلات المربيات المتفوقات في شتى القطاعات؛ فيكون هذا مدعاة لشعور كل أنثى بالقهر و محاولة كسر ذاك الطوق الذي يشعرها بالدونية، و لو أنصف الرجل حاله لانكبَّ على تحليل واقع أبناء جنسه، بدل التفرغ التام لانتقاد المرأة و مناصبتها العداءَ في كتاباته و واقع حياته، و قد أنصف عبدالله الجعيثين حين قال: "حيث أردت تأليف كتاب (قالوا في المرأة) وجدت أمامي أقوالاً لا تعدُّ و لا تحصى قالها الرجال في النساء، و أكثرها أقوال تنتقد المرأة و تسخر منها، أو تبين مثالبها أو تتخذ موقف العداء منها...، و حين أردت تأليف كتاب مقابل بعنوان (قالوا في الرجل) لم أجد من الأقوال التي تستحق التدوين، إلا القليل، بل أقل القليل، و كنت أريد أقوالاً للمرأة في الرجل تنتقده كما انتقدها، و تشرح حالته النفسية كما شرحها، و لكن يبدو أن المرأة أقوى من الرجل في هذه الناحية، فقد تركت له الأقوال و قامت بالأعمال...! لقد تركته يهذي و يصرخ و يسب و يهجو، بينما هي تعمل و تنال ما تريد، و تتركه مقهورًا ينفِّس عن قهره بالأقوال و السخرية و الهجاء!".

صرختي هذه ليست دعوة للتحرر و لا للتحلل مما فرضه شرعنا، و لكنها دعوة للإنصاف في معالجة قضايا المرأة، دعوة للتروي قبل إصدار أحكام الإدانة ضدها، دعوة للجرأة في معالجة هذا التفسخ الذي آلت إليه وضعيتها اليوم بعيدًا عن أي مزايدات أو انفعالات عاطفية.

للمرأة نصيب في هذا التردي - هذا أكيد - و لكن للرجل أيضًا دور كبير؛ لتخاذله عن أداء دوره الريادي، لتقاعسه عن القوامة التي فضله الله بها، لاستمتاعه بهذا التفسخ و تشجيعه له ردحًا من الزمن.

صرختي - أيضًا - لك أختي الأنثى، كوني في مستوى المسؤولية الربانية، و اقطعي دابر كلِّ فتنة أنت سبب لها، و أقبلي على تنمية فكرك وتمتين علاقتك بمن برأك؛ فهو الملاذ الآمن، و الموئل الصادق لك في هذه الحياة.

يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي:

أُختاه، أُختاه، يا خَنْساءَ أُمَّتِنَا

لا تُصْبِحي سِلْعةً للبائعِ الشَّارِي

قِفي على قمةِ الإسلامِ شامخةً

مرفوعةَ الرأسِ في عزمٍ و إصرارِ


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/80954/#ixzz3OmS30UMb

قراءة 1209 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 11 آب/أغسطس 2015 18:57

أضف تعليق


كود امني
تحديث