قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 21 كانون2/يناير 2015 13:08

صناعة فكرة

كتبه  الأستاذ أحمد بن عبد المحسن العساف
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الكتابة المبهرة هي التي تحتوي على عنصرين مهمين هما : الفكرة و البيان ؛ و إذا ما تخلفت الفكرة فالكتابة مجرد زخارف لفظية و محسنات و سجع قد يطرب لها السامع ثم يملها بل و يمجها حين يعرضها على عقله فلا يكاد يفهم منها معنى أو مغزى. و قد تكون الفكرة حاضرة لكن ينقصها البيان العذب و الكلمات الفخمة فتكون كأجمل إنسان لا يجد غير الخَلِق المرقع من الثياب فلا تنفعه ملامحه ما دامت بلا حلة تنجذب لها العيون و تنقاد لها النفوس ؛ و كم من حق ضاع بسوء التعبير و كم كم من باطل سرى بطلاوة الكلام و حلو الحديث. أما تلك التي تفقد العنصرين معاً فليست كتابة أصلاً و يصدق عليها وصف الهذيان و همهمات المجانيين و تكون كما قال ابن دقيق العيد بعد جلوسه إلى الصوفي ابن سبعين : " جلست معه من ضحوة إلى قريب الظهر و هو يتحدث بكلام تفهم مفرداته و لا تعقل مركباته " .

و قد ابتلي الناس بمطبوعات و وسائل نشر تقذف يومياً أو أسبوعياً أو دورياً أو غير ذلك مقالات و دراسات و كتباً يكاد يحلف قارئها يميناً مغلظة بين الركن و المقام أنها كتبت بالقدم لا اليد أو أنها كتبت ساعة مس أو صرع أو خبل منقطع أو متصل و ما حل بنا هذا البلاء المتناسل إلا من شهوة الكلام و حب التزيد و داء الغرور و مرض الشهرة و لو بشر حال و سوء مقال ؛ و بالله الحفيظ نستعيذ من الخذلان.

إن الفكرة عزيزة المنال صعبة البلوغ ول ا تتأتي لأي أحد ول ا تنقاد بسهولة و يسر بل قد تتمنع على الفطاحلة الكبار و الأساطين العظام حتى يقول الكبير المقدم فيهم : لا أجد ما أقوله أو لا أستطيع التعبير عما يجيش في نفسي و أضرابها من العبارات التى لا تخفى على من قرأ الكبار و قرأ لهم. 

و الفكرة إما أن تكون جديدة لم يسبق إليها فيكون صاحبها أول من جاء بها، و قد تكون قديمة لكنها تطرح بطريقة جديدة أو من وجه لم يذكره أحد ؛ و كم ترك الأول للآخر. و يتبادر كثيراً إلى الذهن سؤال مفاده :كيف نصنع الفكرة ؟ 

لصناعة الفكرة عدة طرق منها : 

1. التفكير : و هو أكبر مصنع لها ؛ و بواسطته تتولد الأفكار من الطرق التي بعده فكلها يجتاز من خلاله إلى العالم الخارجي.

2. الملاحظة و التأمل : و هما فرع من التفكير و إنما خصصتهما بالذكر لقربهما و سهولة استخدامهما ؛ و كم من شيء أو مشهد يمر بنا كثيراً و لو تأملناه لظفرنا بفكرة أو خاطرة.

3. الانصات : حيث أن سماع أحاديث الناس منجم للأفكار ؛ و لا يذهب بك الظن بعيداً ؛ فلست أعني صنفاً واحداً من البشر ؛ بل كل من سنحت لك الفرصة أن تستمع إليه _ دون تضييع الوقت _ فاستفد منه و لو كان طفلاً أو عامياً أو ضعيف إدراك، و قد روي عن الجاحظ أنه كان يجلس لكل أحد مما جعل ذهنه متوقداً متدفق الأفكار عن أصناف الناس. 

4. أحداث الساعة : و هي من أكثر المصادر استخداماً من قبل المتحدثين و الكتاب. 

5. التخيل و الافتراض : و لا بأس في ذلك إن شرعاً أو عقلاً حتى لو كان المفترض ممنوع الوقوع مستحيلاً بدلالة غير آية من التنزيل الحكيم.

6. الحوار و المناقشة خاصة عندما يكون مع شخص مُلهِمٍ للأفكار حتى لو كنا نخالفه تماماً ؛ و لاقتناص الأفكار من المتحدثين براعة قل من يجيدها و قليل من المجيدين من ينسب أفكاره.

7. استخدام الأفكار المتداولة اختصاراً أو زيادة أو استفساراً أو تعقيباً و هذا من أسهل ما يكون.

8. الاستفادة من الموروث الشعبي المحلي أو العالمي لتوليد الأفكار، و يدخل ضمن ذلك الأمثال و القصص. و كذلك النظر في عادات الشعوب و أخلاقهم.

9. و من جملة تسخير الحيوان للإنسان أن في طباعها و نظامها منبعاً لا ينضب للأفكار و من نظر في حياة الحيوان الكبرى للعلامة الدميري أو غيره تيقن من ذلك.

10. القراءة : و مهما قال الناس في الكتاب و لذة التنزه في عقول الرجال فلن يوفوه حقه و لا معشاره ؛ و أجل و أكرم و أنفس ما يقرأ كتاب الله العزيز و سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم ثم كتب العلم فكل كتاب استيقن الواحد منا فيه المنفعة أو أمن منه المضرة ؛ و يحسن التنبيه إلى أنه لا يجوز السماح للبوارق و القدحات الذهنية أن تجعل صاحبها مستسهل التقول على الله و رسوله بغير علم ؛ بل يجب الرجوع إلى التفاسير و الشروحات السلفية كي لا تزل قدم بعد ثبوتها.

و بعد ولادة الفكرة و صناعتها ينبغي التريث حتى تنضج على نار هادئة من الفكر النير المتزن قبل نشرها ؛ ثم يبحث صاحب الفكرة ما وسعه الجهد و أسعفه الوقت عن فكرة مماثلة أو مناقضة لتجويد الصناعة و حمايتها من العوارض ؛ و إن حادث المفكر عقلاً يأنس إليه و روحاً يشعر بطهارتها قبل النشر فخير على خير .

و تبقى مسائل لابد من الإشارة العاجلة إليها و هي : 

1. هل الفكرة حسنة لك عند الله أم سيئة ؟

2. هل تنفع فكرتك البلاد و العباد ؟

3. هل هذا هو التوقيت المناسب لعرض الفكرة ؟ و ما هو المكان المناسب لنشرها ؟

4. هل الأفضل لك كثرة الأفكار أم قلتها ؟

5. سجل أفكارك كمشاريع مستقبلية إن ضاق عنها وقتك .

6. للفكرة المبتكرة حق الأقدمية و السبق لكنها قد تواجه بمعارضة شديدة فتنبه ! 

7. ثمة فرق كبير بين الدرر الغرر و بين العجر البجر ؛ فاختر لنفسك و فكرك ما تحب.

و إذا فرغنا من صناعة الفكرة فلا مناص من صياغة الفكرة على الوجه الذي يجلو البهاء و يبين المحاسن ؛ و كنت قد كتبت مقالة بعنوان " خطوات نحو الكتابة الراقية " و آمل أن تكون معينةً لقارئها على مزيد من إتقان الصياغة بعد ضبط الصناعة لنحصل على أعلى درجات جودة المنتج الذي يمكث في الأرض و ينفع الناس .
 

 الرابط:
قراءة 1214 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 11 آب/أغسطس 2015 18:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث