قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 20 كانون2/يناير 2014 07:03

لماذا نهمش كفاءاتنا....

كتبه  الدكتور فارس مسدور
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وقع بين يدي ملف السيرة الذاتية لأحد علماء الجزائر العالميين البارزين في مجال تقدير كفاءة الكمبيوتر و شبكات الأنترنيت، نشر خمسة كتب علمية في مجال تخصصه، و 130 مقال في مجلات علمية و عالمية محكمة، و قدم أكثر من 250 مداخلة في مؤتمرات عالمية في الدول المتطورة، درَّس و حاضر في أرقى الجامعات العالمية، و شغل بها مناصب علمية مرموقة، بالإضافة إلى رصيد علمي زاخر يشهد له كبار العلماء عبر العالم، فقرر هذا العالم أن يدخل الجزائر بعد خطاب لرئيس الجمهورية يطلب فيه من كفاءات الجزائر المقيمين في الخارج أن يرجعوا إلى الجزائر و لهم نفس المزايا التي تقدم لهم في الجامعات و مراكز البحث التي يشتغلون بها حاليا دون أن ينقص من أجرهم و قدرهم مقدار أنملة، فما كان من عالمنا إلا أن استجاب و راسل الوزارة المعنية طالبا الالتحاق بإحدى الجامعات في الوسط، فكان الجواب كالصّاعقة، حيث قيّمت شهاداته التي تحصل عليها بمنحة من الدولة الجزائرية و رصيده العلمي المذكور أعلاه بأن أعطي رتبة أستاذ مساعد، و كأنه دخل الجامعة حديثا…

لقد صدمني ما حصل لهذا العالم الجزائري و للعديد من أمثاله ممن أرادوا الدخول لخدمة وطنهم، و أدركت أننا حقا بلد طارد للكفاءات، و فهمت لماذا هاجر منها 215.347 كفاءة خلال العشرية الماضية، و ما زال النزيف مستمرا في مجال هجرة الأدمغة الجزائرية التي أنفقت عليهم الدولة الجزائرية أموالا طائلة لتكوينها ثم في النهاية يستفيد منها الآخر دون أن يستثمر فيها دولارا واحدا.

و نظرت إلى عدد من النماذج الشاذة التي شوّهت سمعة الجامعة، ممن لم يتحصلوا على الباكالوريا و دخلوها لا ندري كيف دخلوها (العجيب دخلوا مباشرة إلى الماجستير) و قدموا أطروحات مسروقة من عدد محدود من الكتب، بل تدرجوا في السلم الأكاديمي بمداخلات و مقالات مسروقة من طلبتهم الذين أشرفوا عليهم في الماجستير و الدكتوراه، بل أحيانا حتى بالبحوث الصفية، و سرقات من جامعات (كجامعة غزة الإسلامية)، و ينشرون مؤلفات في الأردن على أنها كتبهم و هي عبارة عن أطروحات ماجستير نصّبوا أنفسهم مؤلفين مشتركين مع طلبتهم، بل الأدهى و الأمر يشغلون مناصب علمية مرموقة دون أن يردعهم أي رادع، و يتمادون في تحطيم الكفاءات العلمية النزيهة من الأساتذة و الباحثين بتصرفاتهم القذرة التي تنبئ عن حقد و مرض نفسي نابع من خوفهم من إعادة فتح تحقيق معمق في ملفاتهم و اكتشاف أمرهم و زيف شهاداتهم…إنها الرداءة الشاذة التي برزت و عشّشت في عدد من الجامعات، بل أن الإشكال وصل إلى العلوم الخطيرة كالطب الذي يعتبر مجالا كاشفا للمزيفين و لو بعد حين، لكن بعد أن يقع الفأس في الرأس و فقد أرواح الناس…

لو تأملنا بين الكفاءة الأولى و القذارة الأخيرة لأحسسنا بالغثيان، نتيجة المعاناة اليومية لكل كفاءة علمية (في الداخل و الخارج) تعاني من التهميش و القهر، من أناس انتقلوا من إفساد الحياة الاقتصادية إلى إفساد الحياة العلمية التي كان يفترض أن تكون أطهر المجالات نتيجة الحواجز العلمية التي تتميز بدقة التقييم، غير أن الأدوات التي استخدمت منذ بداية التسعينات تسلل إليها أو منها الكثير من النماذج الزائفة التي أوهمت المجتمع و الإدارة بكفاءتها الزائفة و المغشوشة، لذا عندما عششت هذه الكفاءات الزائفة أصبحت مثل العملة الرديئة التي تطرد العملة الراقية.

فكيف نتخيل تطوير بلادنا و نحن نضع أمثال هذه النماذج الشاذة في مناصب لتقف في وجه علمائنا بالداخل و الخارج، و تحاول تشويه سمعتهم و حرمانهم من الدخول لخدمة الأمة و الوطن بعلمهم و معارفهم و ملكاتهم التي اكتسبوها، و يريدون الرجوع بها إلى الجزائر، التي يعشقونها و يعشقون خدمتها.

الإشكال أنه حتى بعد المصالحة الوطنية و الوئام المدني، ما يزال عدد من علماء الجزائر (في مجالات علمية نادرة كالفيزياء النووية) محرومين من الرجوع إلى الجامعة الجزائرية، و كأنهم مجرمين من الدرجة الأولى يخشى على الجامعة منهم، بل إن منهم من يعيش فقرا مدقعا و هو حاصل على درجة بروفيسور في مجال تخصصه.

لقد قرأت مرة أنه في أزمة النمور الصغيرة سنة 1997 جمع الرئيس الماليزي “مهاتير محمد”  كل علماء و خبراء ماليزيا في مجال الاقتصاد، و طلب منهم أن يتدبروا أمر إخراج و تجنيب ماليزيا آثار الأزمة الاقتصادية آنذاك، و رفض رفضا قاطعا أن يتدخل صندوق النقد الدولي في حل أزمتهم، و فعلا تمكن هؤلاء العلماء من إنقاذ بلدهم، و ها هي ماليزيا اليوم من التسع دول الأكثر تطورا و نموا في العالم.

أين يكمن السر الماليزي، و أين يكمن السر السنغافوري، و أين يكمن السر الألماني؟ السر الذي لا يعتبر سرا أمنيا مخفيا يكمن في أن هؤلاء الناس يعرفون قيمة علمائهم، فلم يهمشوهم، و لم يحتقروهم، و لم يعطوهم الفتات بل يعتبرون العالم أرقى عنصر بشري و يعطى الأجر الأعلى في الدولة، بل يستقطبون أرقى الكفاءات العالمية و يعطونها أفضل ما يعطى لها في كافة أنحاء العالم، إنهم يدركون أن المادة الرمادية لا تقيم بالمال.

العجيب أن في بلد مضى عليه خمسون سنة تعطى الحلاقة و حتى الذين لم يتحصلوا على شهادة التعليم الابتدائي أجرا مضاعفا على أجر البروفيسور في الجامعة، و يكاد يقل أجر الأستاذ المساعد أجر أستاذ في الابتدائية أو الإكمالية (مع احترامنا لكل أساتذتنا)، بل إن من علماء الجزائر من يتسول لعلاج ابن له يكاد يموت بين يديه، و أحيانا يعيش متنقلا من سكن إلى سكن نتيجة الكراء.

إننا لم نقم فقط بتهميش كفاءاتنا، بل تفنَّنَّا في إذلالها و احتقارها، و نوحي إلى الناس أننا قمنا و نقوم بإعادة الاعتبار لها، لكن الأرقام أصدق أنباء من التصريحات السياسية الجوفاء الخالية من الصدق و المصداقية، و نستمر في الكذب على أنفسنا و نوهمها أننا قدّرنا الكفاءات، لكن الحقيقة أننا قهرنا الكفاءات و قتلناها (بالقنطة)، و تركناها تموت ببطئ شديد، تتجرع مرارة الظلم، ظلم الشواذ المنتسبين كذبا و زيفا للجامعة.

إذا أردنا أن نعيد الاعتبار لكفاءاتنا في الداخل و الخارج يجب أن يتولى العلماء الحقيقيون أمر العلم و التعليم في جامعاتنا و مراكزنا البحثية، و أن يكون لنا المجلس الوطني الأعلى لعلماء الجزائر، كل في مجال تخصصه، توكل إليه مهمة التخطيط لتطوير الجزائر بعد خمسين سنة من الاستقلال، المهم و الأهم أن يكون خاليا من المزيفين و سراق البحوث، و أن لا يتحكم فيه السياسي، فيكون فوق أي سلطة مهما كانت، لأن سلطة العلم فوق أي سلطان…

المصدر:

 http://www.oulama.dz/?p=2722

قراءة 1558 مرات آخر تعديل على الأحد, 05 تموز/يوليو 2015 09:13

أضف تعليق


كود امني
تحديث