قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 06 نيسان/أبريل 2014 15:06

للحرية ثمن

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)


لليل مهما ادلهم و تلاطمت أمواج الظلام في بحره نهاية ، و للحزن مهما تعمق في القلوب ساعة تجلوه ، و للظلم لحظة ينتصر فيها العادل الرحيم لعباده الذين ارتفع إليه حنين نشيجهم ، و أنين جراحهم، و تكبيرات الاستغاثة من حناجرهم الموحدة، و للكرامة و العزة باب واحد لا باب سواه ، هو باب الله ، و مهما طرقنا سواه من أبواب ستظل مغلقة في وجوهنا ، إنه باب الرحمة الواسع لمن طرقه بما يدعو الى فتحه، و أما مفتاحه فهو دين الله الإسلام تلك مقولة الفاروق، ظلت انشودة على افواه المجاهدين قادة و جنودا، و الدعاة و العبَاد ،و الأمة بأسرها، حين رفضت أن تكون رهينة العبودية ، أسيرة المذلة و القيود و الاستعباد[نحن قوم أعزنا الله بالإسلام و مهما ابتغينا العزة بغيره، أذلنا الله.]

تتوارد هذه المقولة على القلوب أكثر ماتتوارد في أيامنا هذه، و نحن نرى الأمة تتلمس السبيل لإستعادة كرامتها المفقودة ، و مكانتها المعهودة ، و حريتها المنشودة ، و قد تمادى الطغاة في إذلال أحرارها، و الصالحين من أبناءها ، و استطال أشرارها على خيارها، ساعين إلى محو مقومات وجودها لإضعافها و إفناءها ، إستجابة لأوامر و مغريات أعداء الأمة ، ممن ابتليت بهم على مر التاريخ ، تلك الأمم التى آلت على نفسها ألا تدع للإسلام وجودا و لا حكما، و لا لأمته بقاء و لا شاهدا من حضارة أو تميز أو خيرية أو تشريع، و لكن هيهات لهم [يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون].
و هكذا تحتدم الحرب، و يشتد أوارها يوما بعد يوم ، بين شعوب عزلاء عيل صبرها و هي تنتظر ولادة عهد جديد تشرق فيه شمس الحرية، و تتألق فيه حصائد الوعود، سنابل خيرات، و أنهار عدل و سكائب عزة، و أنظمة مسيرة مستبدة ، و تمضي السنون على الوعود المنهالة من أهل الحل و العقد، المتمكنين من رقاب العباد، و مقدرات البلاد ، فإذا الوعود سراب زائف، و إذا العدل ظلم مجحف ، و إذا الحرية حلم بعيد المنال، فلا يبقى لهم إلا الإحتجاج السلمي على ما يحدث في بلادهم من نهب و اجحاف، و استعمار واستبداد ، و لأن الفرعنة لا تأخذ بالعدل نهجا ول ا بالشرع حكما، فمن الطبيعي أن يكون الصدام حتما لازما ، فالشعوب شبت عن الطوق ، و لابد لها من أن تقول كلمتها، و لأن كلمتها لا تعجب الطغاة ، بل و تسلبهم ما أعطوه لأنفسهم من صلاحيات و تفرد في الرأي و تجاوز دون مساءلة ، فإن الرفض العنيف هو الحل ، و القتل هو الحل ، و القمع هو الحل ، و كل ما يسلب الشعوب حريتها و كرامتها هو الحل، و كل مايخنق صوتها و يسكت زئيرها هو الحل ، و الرصاص الحي يوجه الى الأمة العزلاء هو الحل، و السجون هي الحل، و إسكات الأصوات المنددة بالظلم هو الحل ، و تصحو الأمة المشرذمة، و إذا جحافل الضعفاء تتناثر في المناطق الحدودية، في رحلة لجوء جديدة، و لكن العدو هذه المرة ليس غريبا ، إنه إبن الأمة التي غذته و رعته صغيرا ، و سودته كبيرا، و سلمت إليه أمرها، و ائتمنته على مقدراتها و إرثها و مستقبلها و كيانها، و هكذا يطرد الرعاة رعيتهم و يقتل الحكام شعوبهم و ينقلب الجندي الموكل بحماية المال و النفس و العرض و الأرض و الحريات إلى مستأسد يدوس أهله بالحذاء و يركل حريتهم بقدمه التي تخطو على أجسادهم المنهكة خطوات العبيد الأذلاء المأمورون بخلع رداء الكرامة الجهادية، و الشرف العسكري ليرتدي ثوب ذئب غادر ، موجها الشتائم لإخوته أبناء وطنه منكرا عليهم أن يطالبوا بحقوقهم السليبة المشروعة التي كفلها لهم شرع ربهم و مواثيق الإنسانية و حتى قوانين بلادهم المعطلة.


و يشاهد العالم أجساد الأطفال المحروقة الممزقة المعذبة و وجوههم البريئة المزرقة و عيونهم البريئة و قد جمدت في محاجرها نظرات الخوف و الرعب، و الشكوى الى الله، و يندى جبين الإنسانية لما يحدث و تنكس الرؤوس العاجزة في خجل من أولئك الأبطال ألا تمتد أيدي الأمة إليهم بالنصرة، و توجف القلوب المؤمنة خوفا من غضب الله أن يطال الأمة بعذاب و هي تستكين لما يجري في مشارق أرض الإسلام و مغاربها.

أيتها الأمة التي انتظرت طويلا نور فجرها الوليد لا تجزعي[ فشمسنا لم تغب بعد] و ليلنا لن يطول و قيدنا لن يعصى على مطرقة الطارقين لأبواب الحرية في كل مطلع شمس لنا وليد و في كل انبثاقة فجر فينا شهيد و على كل طود شامخ لنا بيرق ترفعه طائفة ثابتة على الحق لا يضرها من عاداها الى يوم القيامة و صبرا صبرا أيها القابضون على الجمر ترتقبون نسائم الحرية القادمة مع كل دفقة من دم شهيد. فللحرية ثمن و للكرامة موقف و للحق حراس و إنه آن الآوان لكي ترفع الوصاية عن الشعوب من قبل تلك الأنظمة التي لا تحتكم الى قانون دولي و لا الى شرع إلهي و لا إلى حكمة الحوار و دراسة المعطيات و الإحترام لمكونات الشعوب و البعد تماما عن البلطجة و القتل و التنكيل التي ما عادت تشكل عائقا أمام الشعوب الحرة الباحثة عن العزة و الكرامة سواء تلك الشعوب التي تطالب بتغيير أنظمتها أو تلك التي تطالب بالإصلاح في إطار التوافق مع أنظمتها في قالب من الإحترام للرأي و الرأي الآخر[لاخير فينا إذا لم نقلها و لا خير فيكم إن لم تسمعوها]
اللهم عجل نصرك و فرجك لهذه الأمة يا رب العالمين

قراءة 1367 مرات آخر تعديل على السبت, 08 آب/أغسطس 2015 15:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث