قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 27 نيسان/أبريل 2014 14:35

أمتنا والإيجابية الحضارية

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لعل أبرز جوانب التقصير لدينا كأمة ذات مشروع حضاري متكامل، هي ردودنا النظرية القائمة على الكلام وشرح النظريات، و الوقوف بوجه التيارات الفكرية المعادية وقفة دفاع نظري و حماسي و كلامي فقط، و إذا قدمنا النماذج العملية في ردودنا، كانت نماذج سابقة مرّ على تواجدها سنون، و ربما قرون، فيما تخلوا دفاعاتنا من النماذج العملية المعاصرة للحضارة العلمية والتقنية، و ربما في بعض الأحيان التنظيرية، و هي أيضا في بعض الأحيان ضعيفة، كنتاج لضعف الشخصية الإسلامية فكريا و عمليا، فالمعركة الحضارية بيننا و بين المتربصون بنا تحتاج إلى بناء الشخصية المسلمة الإيجابية المتفاعلة، دون ذوبان في الآخر، مع كل معطيات الحضارة، التي لا تتعارض مع بناءنا العقائدي، هذه الشخصية القادرة على إدارة دفة الحوار الحضاري، و توضيح الحقائق، و جلو الثوابت و ترسيخها، و تأصيل المعطيات و مردوداتها، لمواجهة ما يسمى بحوار الحضارات.

إن الأمة بلا أدنى شك، قد مرت بظروف حرجة، و عدت عليها عاديات أليمة، فتفشت فيها و لزمن طويل أوبئة التلاشي و الإنكسار، فمن الإحباط و الوهن، إلى الاستسلام و الانهزام الإبداعي، و من الإنشغال المستمر في معركة البقاء و التحرر من الاستعمار التي ألحقها بنا عدونا المتربص الطامع الحاقد، إلى معركة الدفاع عن الهوية و الإبقاء على وحدة الكيان، و الذي أفلح سيف الاستعمار في تمزيقه و شرذمته، ثم اليوم خطر الإنهيار الأخلاقي و القيمي و الذوبان في النظام العالمي الجديد، و ما بات يعرف بالعولمة، كل هذا قاد الأمة إلى النزول عن عرش الأستاذية، إلى فناء الذيلية تدريجيا، وفق خطط أبدع أعداء الأمة حياكتها و تنفيذها، و نحن في غفلة حضارية و عسكرية و فكرية طالت امدا بعيدا.

و إستيقظت الأمة بعد دهر و عادت بعد نأي و تداعت إلى لم الشعث و لملمة الجراح و سد باب الفرقة و لكن بعد دهر من الغفلة و التراجع و التجهيل، لتجد نفسها مطالبة برد اعتبارها و تبوىء مكانتها، و قيادة مركب الحضارة  و هو دور إجباري شرعا، و ليس اختياريا و إن الأمة إذا لم تدرك فرضية التفاعل الحضاري عليها، و لم تدرك خطورة الانهزام الحضاري على دينها، و وجودها و أجيالها اللاحقة، و التي ستحملها مسؤولية الإنهيار الحضاري و تبعاته الأخلاقية و الاقتصادية و الاعتبارية كاملة غير منقوصة، و ستحاججها في ذلك أمام ربها، و إذا لم تدرك الأمة ذلك فستبقى تراوح مكانها الدفاعي المستضعف.

إننا مطالبون بتفعيل فروض الكفاية و توظيفها في تفاعلنا الايجابي مع الحضارات الاخرى، و ذلك من صميم عقيدتنا و أولويات نهضتنا، فالأمة في حرج شرعي ما لم تقف وقفة الند للند، أو حتى وقفة المتميز أمام ما يعاصرها من الحضارات، و أن تتفاعل مع كل ما يرد إليها من خارج محيطها تفاعلا واعيا و إيجابيا، سواء في قبول أو رفض ما تلقيه على شواطئها بحار الأمم المختلفة العقائد و المرتكزات و القيم، إذ لا يكفي أن تلفظ حضارتنا شوك غيرها، دون أن تنبت الزهر مكانه و تقدمه لأبناءها، خاصة و هم يطالبوننا ببدائل لما ننبذه و نلقيه، فعجلة الحياة تمضي و التطور يلقي كل يوم بجديد غث و سمين على حد سواء.

إن أعظم دليل على مرونة ديننا و تفاعله مع الحضارات أنه حث أتباعه على التعارف مع الأمم [وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا]، بل و جعلهم شهداء عليهم [لتكونوا شهداء على الناس]، و هذا لا يتأتى إلا بالإطلاع الكامل على إبداعات غيرنا و تلقي الطيب منها، فالأدب الإنساني في بلد ما يؤرخ لتجاربه الإنسانية الصالح منها و السيء على حد سواء، و العلوم و التكنولوجيا في بلد ما ينبغي إنسانيا أن يعم خيرها البشرية، و القيم و الأخلاقيات التي تحكم مجتمعات غيرنا ليست مرفوضة بجملتها في عرفنا، كما و أنه فرض علينا ان نوصل منهجنا و شرعنا و حضارتنا للأمم دون نقص و لا غلو في ديننا، و لا مناص لنا من المضي قدما، خاصة و الأمة بدأت تنفض عنها غبار سنين التجهيل، و تخوض غمار بحار الحرية، و تتطلع إلى الامام، فلنلتقط هذه الإشارات الطيبة، و نسهم في ركب الحضارة الإنسانية بإيجابية و عزة و ثقة، بأن التقدم و الإبداع و التميز و الإنطلاق العقلاني الحر الفاعل، لن يكون مجديا و لا صحيح المسار إلا بثوابتنا، و مرونة شرعنا، و تفهمه لطبائع البشر، و خصوصيات الشعوب، و إستحالة تطابقها، و إمكانية تكاملها توازيها، في المشاريع الحضارية الإنسانية مالم تكن ضد مصلحة الإنسان كإنسان.

الرابط:

 

http://arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/33779-%D8%A3%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9.html

 

قراءة 1646 مرات آخر تعديل على السبت, 08 آب/أغسطس 2015 15:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث