قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 08 أيار 2014 17:42

دولة و دستور

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(1 تصويت)

لم يكد المقام يستقر برسول الله صلّى الله عليه و سلم في المدينة المنوّرة، حتى بدأت ملامح الدولة العادلة تتّضح، و شمس الحق تظهر و تمدّ شعاعها الدافيء، ليغمر كل من قصد مداه، و طلب دفئه، و المدينة يومها تركيبة متعددة الأجناس و الاعراق، مختلفة العقائد و الأديان، فيها أهل الكتاب من اليهود،

و بعض أهل الوثنية الذين لم يدخلوا بعد في دين الله، و المسلمون فيها مهاجرون و أنصار، ينحدرون من قبائل مختلفة، و عشائر لها ماض عميق ممتد الجذور من التناحر و الحروب، و التنافر و الاقتتال، و يتمّ الله تعالى فضله عليهم، فيدخلون في حمى الإسلام و يتفيأون ظلاله الرحيمة، و يسعى الرسول صلى الله عليه و سلم أوّل ما يسعى، إلى وضع دستور يضمن للجميع حريّتهم و كرامتهم، و يبين لهم حقوقهم و واجباته، و يلتفت إلى أهل الجوار من اليهود، و يشملهم بتلك المبادئ السامية العظيمة، في خطوة ستظل أبد الدهر محطة يتوقف عندها كل من يتهم الإسلام باضطهاد الأقليات، او استثناءهم من الخطط الإيجابية التي تنتظم في دستور الدولة، أو أولئك الذين يدّعون أن الإسلام دين قام على ضرب الاعناق و استعباد الاعراق، و استثناء ما دون المسلمين من الخير و الرحمة التي جاء بها دين الاسلام، و هم يخوّفون النّاس من عودة الإسلام إلى واجهة الحياة البشرية، و ستبقى آية عدل قدمّها رسولنا الكريم، و يد مروءة مدّها بكل نية طيّبة، حتى لأولئك الذين ما عرفهم التاريخ إلا قوم بهت و غدر، و خيانة و مكر، و خطوة خطوة سار رسول الله صلى الله عليه و سلم وفق وحي يوحى، يرتّب بيت الأمّة الجديد، و يضع لها دستورا يتضمن كل ما تحتاجه الدولة الناشئة، و من فيها من البشر المختلفين في الدين و المعتقد و التراث، فها هو صلى الله عليه و سلم يؤاخي بين المهاجرين و الانصار، و يضع لهم منهج أخوّة يبقى منارا لكل من يعرف حق المس لم على أخيه المسلم، {بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمدالنبيّ الاميّ، بين المؤمنين و المسلمين من قريش و يثرب، و من تبعهم و لحق بهم و جاهد معهم، أنّهم أمّة واحدة من دون النّاس} فالمسلمون في هذه الوثيقة أمّة واحدة لها تميّزها العقائدي و المسلكي، و لها وشائج تربطها من الاخوّة و التكافل و التراحم، و هم على من بغى على أي ّواحد منهم، يد واحدة، و قلب واحد، كرامتهم واحدة، و هم متساوون أمام شريعتهم، {و إنّ ذمّة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، و إنّ المؤمنين بعضهم موالي بعض دون النّاس} فهم أولياء بعض و لا ولاء عندهم إلّا لمن والى الله و رسوله، و هم في الحرب و السلم معا، سلمهم واحد و حربهم واحد، {وإن سلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن في قتال في سبيل الله الّا على سواء و عدل بينهم} ذلك لأنّ الإسلام جاء ليوجد امّة تتميّز بمعتقداتها، و تشريعاتها، و علاقاتها الخاصّة و العامة، في حربها و سلمها، و هي بذلك كلّه تتحرّى العدل و تنشد الأمان، و تبعث القيم التي نسيتها الدنيا قرونا، و ترسي مبادئ التوحيد و العدل و التآخي و التوادّ، و التعامل القائم على حريّة المعتقد، و بداهة الكرامة الإنسانية، و ضرورة الوفاء بالعهد، و الحكمة الكاملة في التعامل بين أفراد المجتمع الواحد، الذي يحتمل التعددية العقائدية و الثقافية و الشرائعية، و تطلق الحريّات كاملة، ما لم يكن فيها إضرار بالدولة التي تضم إليها كل هذه الإثنيات المختلفة، {و إنّه من تبعنا من يهود فإنّ له النّصرة و الأسوة غير مظلومين و لا متناصر عليهم،} و العقيدة في عرف الدولة المحمديّة مصانة لحاملها، لا يكره أحد على دين، و لا تكون المخالفة في الدين سببا للإعتداء، على الآخر، {لليهود دينهم و للمسلمين دينهم مواليهم و أنفسهم إلاّ من ظلم و أثم فإنّه لا يوتغ إلاّ نفسه، و أهل بيته} فالمخالفة في الدّين لا تبرر الإبادة و التطهير العرقي، و العدل و الرّحمة هي جوهر رسالة الله إلى خلقه، و محمد الرؤوف الرّحيم، هو أولى و أحق من يحمل هذه الرّحمة و يبلّغها كما أرادها ربّه سبحانه و تعالى،.

لكنّ الدولة التي تحتضن الجميع، لها دين في عنق الجميع، و كما لهم حقوق مصانة، فإنّ لهم واجبات مطلوبة، {و إنّ على اليهود نفقتهم و على المسلمين نفقتهم، و إنّ بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، و إن بينهم النّصح و النّصيحة و البرّ دون الإثم، و إنّه لم يأثم امرؤ بحليفه، و إنّ النّصر للمظلوم، و إن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة و إن الجار كالنفس، غير مضار و لا آثم،} و تمضي الوثيقة التي أصّلت على مرّ الزمان لكل دولة تقوم على تقوى الله، و مصلحة الإنسان المكرّم، و لتقول لكل حاكم مرّ على هذه الأرض، أن العدل و الرّحمة و المساواة و الحريّة و القيم المراعية لآدمية الإنسان، هي التاج الحقيقي على مفرقك، و هي السيف القاطع في يدك، و هي الأمان الكامل لك في الدنيا و الآخرة، و أن الوفاء و البرّ بين الحاكم و الرعيّة، و بين أفراد الأمة انفسهم، و لو اختلفت الديانة و المشارب السلوكية، تظل مطلبا يسأل الله عنه الحاكم و المحكوم يوم القيامة {و إنّ الله جار لمن برّ و اتقى}

أيتها الدنيا التي تعاقبت عليكي الدهور، و مرّت عليكي العصور، و حطّت في مرابعك الرّحال أمم و حضارات، و توالت على سكّانك الشرائع و الديانات، ننشدك الله، أمرّت عليكي شرعة أعظم و أرحب و أعدل من الإسلام،؟ و هل سار على ثراك من هو أعدل من المصطفى صلى الله عليه و سلم،؟ لقد أرسى دعائم العدالة الإجتماعية و الإنسانية و الأممية، في حركة تغيير و تصحيح، و تحرّر و بعث و إحياء، لا هدف منها إلّا إقامة الخلافة الربّانية،، التي جعل الإنسان ليقيمها على منهج التوحي، و العبادة الخالصة لله، دون ان يكون هناك طرف مظلوم،، أو ضحية تداس حقوقها لأجل هذا الهدف على سموه و رقيّه، و منفعته للناس، فبلّغ الأمانة و ادّى الرسالة و نصح الأمة، و نحن على ذلك من الشّاهدين.

 الرابط:

http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/35963-%7B%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%7D.html

 

قراءة 1774 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 21 تموز/يوليو 2015 15:30

أضف تعليق


كود امني
تحديث