قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 09 أيلول/سبتمبر 2023 19:52

الإخوان ...و الخيارات الصعبة

كتبه  الأستاذ عماد سعد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

دأب المؤرخون على عدم كتابة سير الرجال إلا بعد موت أصحابها،فأصعب شيء أن تكتب فيما لم يُفرغ منه، و مع ذلك سأغامر و أدلي برأي فيما يجري بناء على ما أشاهد من أخبار على ضيق وقتي،و قلة درايتي بالمشهد المصري و تعقيداته.

لا أجد تفسيرا لإصرار الإخوان على عودة الرئيس إلا أن "سكرة المنصب" قد أخذتهم،و إلا كيف نفهم قول المرشد "إن عزل مرسي أشد من هدم الكعبة !" و الخشية بعد ذلك من الانزلاق إلى التكفير و التبديع للمخالف بسببه، و إن الإصرار على الخطأ يصيّره خطأين، فلماذا الإصرار و هم يرون الدماء تراق و الشعب يقسّم و البلد ينهار ! هل يستحق المنصب كل الدماء التي سالت و تسيل ؟ إنهم بإصرارهم هذا يغامرون بخسارة ما تبقى لهم من مكانة في قلوب الشعب و هي رأس مالهم.

قالوا إنه الحق والشرعية ! هل الذين قرروا عزله يجهلون ذلك الحق و تلك الشرعية ؟ هل ينتظرون منهم أن يعيدوه ويبوؤوا بالخزي أمام عملاء الداخل و ذئاب الخارج؟ فلو كانوا سيعيدوه لما أزاحوه ؟ ومن يجرح أسدا ثم يفلته ؟ و اعجب لهم يطلبون ذلك من المجرم نفسه ! عجبا "أخصما و حكما" !

ونشحذ من يهود الشرق عدلاً           كمن يتَخِــذَ الغـــرابَ له دليــلا

ثم هبه أعيد، و ماذا يستطيع مما لم يفعله قبلا ؟ و الخصم المتربص هو هو بل أقوى، و حقده هو هو بل أشد، هل يستطيع أن يغير قيادة الجيش و يطهر القضاء و ينظف الإعلام ؟ أم تراه يأمل أن يتركوه يطلق مشاريعه النهضوية و يطبق خططه التطويرية ؟ إنهم لن يسلموه – و قد عالنوه العداوة - إلا بأثقال من التهم تشغله لفترة أولا يقوم بعدها، و الخشية أن تبدأ تصفية كوادر الحركة الإسلامية، أو اغتيال الخصوم و يتهم الإسلاميون، فالتهم جاهزة و الأوضاع مهيأة و القضاء متربص، و الموساد على مرمى حجر إن لم يكن هو المحرك، و هم الآن يدفعون إلى فرض الأمر الواقع، بالإخوان أو من دونهم، و ستطبق عليهم قوانين ذلك الفرض، ليس لشرعيتها بل بقوة الدبابة و الرشاش و تواطؤ العرب و مباركة الغرب.

 

يقول ابن الجوزي "من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها نال خيرها و نجا من شرها "،و انظر صنيع المصطفى صلى الله عليه و سلم وهو يعقد صلح الحديببة كيف قبل تلك الشروط المجحفة، لا بل تنازل عن صفة الرسالة، حتى ثار الصحابة و على رأسهم عمر رضي الله عنهم، ثم كان- كما نقل المؤرخون - أن دخل في الإسلام في فترة السلم - التي أعقبت الصلح - أضعاف أضعاف من أسلم منذ مجيء الرسالة ! إنه لا أصلح للإسلام و الإسلاميين إلا حال الاستقرار، لذا يحرص خصومهم على تعكير الأجواء و إطالة حال الفوضى لأنّ النهار سيفضح خفافيش الظلام !خاصة و النظام البائد يعيد تجميع صفوفه مستغلا حالة الغموض و الفوضى...يقال "إن المرونة قوة " فقد يحدث أن تنعطف السيارة - المتجهة شمال مثلا - إلى الشرق أو إلى الجنوب لبعض العقبات التي تعترضها، و في وضع كالذي يراد لمصر الآن يصبح الحفاظ على رأس المال أولى من الربح المحقق فكيف به مظنونا ؛ بله و هو ميئوس منه ! إن مكانتهم في قلوب عامة الشعب تتآكل يوما بعد يوم، خاصة و الإعلام يجعلهم سبب الانسداد الحاصل، و إذا غرقت السفينة بعدها فالإخوان هم السبب ! إنّ الخسارة أكيدة مادام الإعلام يحرض و يؤلب؛ و عرب "الثلث الخالي " يدعمون و يمولون ؛ و الغرب بسكوته يؤيد و بتصريحاته يتواطأ، و الموساد من وراء كل ذلك.

قلت و لازلت أقول أنهم أخطئوا لتصديهم لقيادة مصر في هذه المرحلة، في بداية رئاسيات مصر صرّح الإسلاميون و على رأسهم الإخوان بأنهم لن يقدموا مرشحا إسلاميا، و زاد الإخوان " لمدة دورتين على الأقل "لأن المرحلة لا تحتمل رئيسًا إسلاميًّا، و إنما يكفي رجل لا يحارب الإسلام في الجملة، فقلت أنا حينها إنهم على الجادة، ثم فجأة قرر مجلس الإخوان - في الدقائق الأخيرة - بأغلبية ضئيلة «56 / 53» تقديم "الشاطر" ثم فجأة أخرى ُدفِع بمرسي !

و كما يحصل في كل الأحزاب و الحركات السياسية الديمقراطية، إذا فشلت سياستها في الوصول إلى الأهداف المسطرة، فإن الفريق الذي رسم تلك السياسة يقال أو يستقيل، و يعين أو ينتخب فريق جديد لرسم سياسة جديدة للمرحلة المقبلة، و يكون أول عمله هو البحث عن أسباب الفشل و طرق علاجها و وضع البرامج لتجنب أخطاء سابقه و مراعاة المتغيرات، و اعتقد أن هذا ما ينبغي أن يفعله الإخوان إذا كانوا حقا يقدمون المصلحة العامة على المصالح الشخصية، و يؤمنون بالديمقراطية .

على الإخوان الآن القيام بدراسة جدوى لتقييم المرحلة السابقة ليشخصوا علل الفشل و سبب انتشار الكراهية لهم و لكل ما هو إسلامي في الشارع، هل هو الإعلام الموجه أم بسبب أخطائهم، و ما مدى صحة الاتهامات التي وجهت إليهم، و لماذا خسروا الخارج قبل الداخل، و لماذا لم يجدوا أحدا إلى جانبهم و الحق معهم، و أن يضعوا أفضل الحلول لكل المشاكل و الأخطاء، و أن يدرسوا كل الاحتمالات، وفق مبدأ المصلحة و المفسدة، و ما دام "في الشر خيار" أرى أمامهم ثلاث خيارات: فإما أن يدخلوا مع الانقلابيين في لعبتهم، و ليكن شعارهم " إذا كان من المستحيل منع الشر فمن الممكن تخفيفه "،"فقد يلجئ حر الشمس إلى مجلس السوء"، خاصة و هم مازالوا فصيلا ليس منالسهل إقصاؤه، و من غير المصلحة استبعاده، و إما أن يتراجعوا إلى المعارضة طيلة المرحلة الانتقالية، و يشاركوا و لو من بعيد في رسم ملامح الساحة حتى تستقر الأوضاع فيدخلوا حينها بكل قوتهم، بعد أن يكشفوا أوراق خصومهم، و إما أن يستمروا في التظاهر مطالبين بعودة الرئيس باسم الشرعية، و لو توقفت الحياة و توالت الأزمات، و لو كان في ذلك الإلقاء بالمكتسبات فى هاوية مهلكة و فناء كوادرهم و شبابهم، و لو أريقت الدماء و هدرت الأموال و دمر البلد،كل ذلك حتى يعود الرئيس و لو على أشلاء وطن ؟! ما دامت الغاية هي الإمارة ولو على الحجارة !

يا ناطحا جبلا يوما ليوهنه *** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

قراءة 254 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث