قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 14 نيسان/أبريل 2024 08:32

فلسطين و التقسيم

كتبه  د. خالد سعد النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بسم الله الرحمن الرحيم

في كتابه الماتع «كارثة فلسطين، الحقيقة و المؤامرة» يتصدى مفتي القدس الحاج محمد أمين الحسيني للكثير من الشبهات التي أثيرت عن قضية فلسطين، فأخذ يفند الشبهات واحدة تلو أخرى معززا كلامه بوقائع الأحداث و بالتحليل العميق الذي يجلي حقيقة المؤامرة الدولية لتهويد القدس و إنشاء الورم الخبيث المسمى بالدولة اليهودية و في إحدى محطات الكتاب يجيب على السؤال التالي بواقعية و شفافية منقطعة النظير:

السؤال: يقول بعض الناس: إن رفض التقسيم، و الكتاب الأبيض، و التزام السلبية من الأسباب التي أوصلت فلسطين إلى حالتها الحاضرة، فما تقولون في ذلك؟

و يجيب الشيخ -رحمه الله- بقوله: آن لنا أن نتساءل، و نحن في صدد بحث مشروعات الحلول المعروضة لقضية فلسطين: أن لو قبل بها العرب -على قلة جدواها و مخالفتها للميثاق القومي و المبادئ الوطنية السامية- فهل هناك ما يضمن أن الإنجليز سينفذونها و يعملون بها، بعد أن يكونوا قد انتزعوا من العرب اعترافا بالانتداب و الوطن القومي اليهودي؟

إن لدينا أدلة كثيرة أيدتها تجارب مريرة على أن السياسة البريطانية تفتقر دائما إلى حسن النية، و على أن بريطانيا مصممة كل التصميم على تنفيذ مؤامراتها المبيتة مع اليهود في فلسطين.

يقول إبراهام لنكولن: لو عرفنا أين نحن؟ و إلى أين نتجه؟ لأدركنا ماذا علينا أن نفعل؟ و كيف يجب أن نفعله؟

و ليس المخبر كالمعاين، و ليس من رأى كمن سمع.. وآثار الفعل تنبئ عن خبيئته؛ و آثار هذه التساؤلات المريبة تجعل من الفلسطينيين مجرمين و من اليهود و الصهاينة و من وراءهم أبرياء عادلين منصفين!! أفلا تعقلون ؟!!

** لجان التحقيق البريطانية

فقد شكلت الحكومة البريطانية في كثير من المناسبات، نيفا و عشرين لجنة من «لجان التحقيق البريطانية» لدرس مشكلة فلسطين و تقديم التواصي لمعالجتها على أساس بحث شكاوى الأهلين و تجنب قيام اضطرابات جديدة، و كان من أهم تلك اللجان لجنة السر «ولترشو» البرلمانية، و لجنة السر «جون هوب سمبسون»، و لجنة «لويس فرنش»، و قد اعترفت جميع اللجان بصحة شكاوى العرب و حرمانهم من حقوقهم، و أوصت الحكومة البريطانية باتخاذ بعض الوسائل لمعالجة شكاياتهم، و لكن هذه الحكومة لم تنفذ أية توصية من التواصي التي جاءت في صالح العرب، و هكذا استبان للعرب أن القصد من تشكيل تلك اللجان إنما كان «المراوغة و التخدير».

** الكتاب الأبيض لعام ١٩٣٠م

على إثر اندلاع ثورة البراق ۱۹۲۹م و وضوح ظلامة عرب فلسطين للعالم أجمع، و صدور تقرير (لجنة شو)، أصدرت الحكومة البريطانية في أكتوبر۱۹۳۰م كتابا أبيض عرف باسم (كتاب باسفيلد)، و هو وزير المستعمرات حينئذ، و كان هذا الكتاب قائما على أساس تقرير لجنة (شو) الذي نص على وقف الهجرة اليهودية و تقييد بيع الأراضي لليهود، فلما صدر أقبل عليه العرب و لم يرفضوه و ضج اليهود باستنكاره، فقررت الحكومة البريطانية إرسال لجنة خاصة لدرس شئون الأراضي برئاسة السر (جون سمبسون)، و كنت مع الوفد الفلسطيني الذي كان في لندن حينئذ، فقلت لمستر ماكدونالد رئيس الوزارة: "لقد دلت التجارب على أن كل تقرير يكون في صالحنا و ما لا يريده اليهود لا ينفذ، و إن كان التقرير في صالح اليهود ينفذ فورًا، و إنا لنخشى أن يكون مصير هذا التقرير كذلك، و الدليل على هذا إزماعكم إرسال لجنة (سمبسون) و لما يجف مداد تقرير لجنة شو، و نخشى أن يؤثر اليهود على أعضائها"، فقال ماكدونالد: إن هذه اللجنة هي لجنة فنية لبحث شئون الأراضي و مقدار استيعابها، و زاد مازحًا: لا يستطيع اليهود أن يؤثروا على السر سمبسون مطلقا، فهو اسكتلندي أصيل مثلي.

و بعد عودة هذه اللجنة صدر كتاب باسفيلد الأبيض المذكور آنفا، فلم يقف العرب حياله سلبيين رغم أنه لم يحقق آمالهم و كانوا إيجابيين و لكن اليهود هم الذين كانوا سلبيين، فاستنكروه و رفضوه و أثاروا حوله الضجة فنقض الإنجليز غزلهم، و سحبوا الكتاب الأبيض المذكور، و بنتيجة ذلك استقال اللورد (باسفيلد) الذي تبنى ذلك المشروع .

و ثورة البراق حدثت عندما قامت دائرة الأوقاف الإسلامية بإجراء بعض الإصلاحات في حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى في شهر يونيو سنة ۱۹۲۹م، فاعتبرها اليهود تحديا لهم و قاموا في تل أبيب يوم ١٤ أغسطس بمظاهرات ضخمة بمناسبة ما يزعمونه من تدمير شكل سليمان، و فى اليوم الثاني امتدت مظاهراتهم إلى القدس -و كان يوم الخميس- فتجمع المسلمون يوم الجمعة -و كانت ذكرى مولد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ- في المسجد الأقصى و بعد صلاة الجمعة انطلقوا في مظاهرة ضخمة تحطم كل مظاهر التهويد في المدينة الإسلامية المقدسة .. حتى كان الانفجار الكبير يوم الجمعة التالي ۲۳ أغسطس ۱۹۲۹م، فتدخل الإنجليز بالمدافع و الطائرات الحربية، و انتقلت الاشتباكات إلى جميع أرجاء فلسطين و انتقلت حالة الهيجان الشعبي إلى جميع البلاد الإسلامية، و بدأ المسلمون تهريب الأسلحة إلى فلسطين، و استعد المتطوعون للانضمام إلى أية حركة فدائية استشهادية، و مما زاد في حالة التوتر تشبث إدارة المندوب السامي (تشانسلر) بسياستها القمعية و فرض العقوبات الجماعية لتشمل البلاد كلها.

و لم يكد يمر يومان على نشر الكتاب الأبيض حتى قابله الصهاينة ببرقيات الاستنكار إلىرئيس الوزراء البريطاني، و استقال وايزمان من رئاسة المنظمة الصهيونية، و واربورج من رئاسة المنظمة في الولايات المتحدة، و اللورد ملشيت من الوكالة اليهودية، و انهالت الاحتجاجات من رومانيا، و عقد (اتحاد الصهاينة الشبان) اجتماعاً عاماً في باريس للاحتجاج، و ضجت في لندن و في جميع أرجاء الجزر البريطانية احتجاجات مماثلة، أما في الولايات المتحدة فقد انفجر البركان إلى عنان السماء قاذفا أشد الحمم التهابا حيث توالت الاجتماعات الضخمة من الصهاينة التي كانت تضم عشرات الآلاف تمتلئ بهم الحدائق و الميادين، و صب زعماء الصهاينة جام غضبهم على اللورد باسفيلد، فصرخ أحدهم: إن كتاب اللورد باسفيلد قد لطخ شرف بريطانيا العظمى !

** المجلس التشريعي لعام ١٩٣٥م

و فى عام ١٩٣٥م فوضت الحكومة البريطانية المندوب السامي السر ( أرثر واكهوب) فعرض في ٢١ ديسمبر مشروعًا جديدًا لتشكيل مجلس تشريعي مؤلف من ۲۸ عضوا نصفهم من العرب و النصف الآخر من اليهود و الإنجليز، و أعلن المندوب السامي أن الحكومة مصممة على تشكيل المجلس رغم كل معارضة، و لو اضطرت إلى تعيين الأعضاء عن الفريق الذي يرفض الاشتراك فيه، و رغم هزال المشروع أبدى العرب استعدادهم لبحثه، و لكن اليهود رفضوه معلنين أنهم لا يقبلون الاشتراك في أي مجلس تشريعي لا يكون لهم فيه نصف الأعضاء على الأقل، و لما جرى بحث المشروع في البرلمان البريطاني قرر مجلس اللوردات و مجلس العموم رفضه، فطوته الحكومة البريطانية، و لو رغبت فيه لما عجزت عن الحصول على موافقة البرلمان عليه .

** لجنة بيل توصى بتقسيم فلسطين

بعد تهويد السكان و تهويد الأرض و تهويد السوق في حضن الانتداب و بناء القوة العسكرية الصهيونية و بعد استشهاد عز الدين القسام، تشكلت اللجان القومية في جميع أنحاء فلسطين و التي كان قد غرس غراسها العسكرية الشهيد القسام وفى ٢٥ أبريل ١٩٣٦م تم تشكيل اللجنة العربية العليا برئاسة السيد محمد أمين الحسيني، و بدأ الإضراب الشامل و أنشأت حكومة فلسطينية، و بدأت الكتائب العربية تتوالى من الأردن و سوريا و العراق، و اكتفت القوى الوطنية في مصر وقتئذ بالدعم المادي بالأموال و الدعم المعنوي بإلهاب حماس الجماهير، و ذلك بسبب تقييد الاستعمار الإنجليزي لها.

و لما وقع إضراب فلسطين العظيم عام ١٩٣٦م الذي صحبته ثورة فلسطين الكبرى، و دام ستة أشهر كاملة و لم ينته إلا بتدخل ملوك العرب و أمرائهم، أوفدت الحكومة البريطانية لجنة التحقيق الملكية (لجنة اللورد بيل) إلى فلسطين، فأوصت في تقريرها بتقسيم فلسطين بين العرب و اليهود و الإنجليز، و كان طبيعيا أن يرفض العرب تقسيم بلادهم

** مؤتمر مائدة مستديرة في لندن

فاستؤنفت الثورة و اشتدت، و اتسع نطاقها اتساعا خطيرًا جدا، حيث بدأت الثورة الحقيقية يوم ۲ نوفمبر ۱۹۳۷م بانقضاض قائدها العام عبد القادر الحسيني و سراياه على مراكز الجيش البريطاني و حشوده في لواء القدس و على الطرق المؤدية إلى الساحل في نفس الوقت الذي انقض فيه بقية المجاهدين على القوات البريطانية في سائر فلسطين و استمرت حتى نهاية سنة ۱۹۳۸م، و أسفرت عن قتل ۱۰,۰۰۰ جندي بريطاني و أقل من هذا العدد بقليل من اليهود، أما المسلمون فقد استشهد منهم ۱۲,۰۰۰ معظمهم قضى نحبه على أيدي الإنجليز.

اضطرت السلطات البريطانية العدول عن التقسيم في عام ۱۹۳۸م، و رأت بريطانيا لمعالجة الموقف أن تدعو كلاً من حكومات مصر و المملكة العربية السعودية و اليمن و العراق و شرق الأردن و اللجنة العربية العليا بصفتها الممثلة العرب فلسطين، إلى مؤتمر مائدة مستديرة في لندن، و لكن المؤتمر فشل في الوصول إلى حل لقضية فلسطين، لتعنت الاستعمار و اليهود، و تدخل الولايات المتحدة الأمريكية.

** الكتاب الأبيض لسنة ١٩٣٩م

و فيما بعد أصدرت الحكومة البريطانية كتابا أبيض عن سياستها الجديدة في فلسطين اعترفت فيه بمبدأ تأسيس دولة فلسطينية مستقلة خلال عشر سنين، و تشكيل مجلس تشريعي، و لكنها علقت ذلك على ملائمة الظروف و قبول كل من العرب و اليهود به، و قد حددت الهجرة اليهودية فيه، و منع بيع الأراضي لليهود في بعض مناطق فلسطين.

ففي بادئ الأمر قابلت الدول العربية هذا الكتاب الأبيض بتحفظ و تجهم لما فيه من تناقض، إلا أنها قبلته في النتيجة كما قبلته الأكثرية الكبرى من أعضاء اللجنة العربية العليا لفلسطين وأخيرًا قبلته أيضا جامعة الدول العربية و طالبت - في اجتماعها عام ١٩٤٥م - الحكومة البريطانية بتنفيذه، و بذلك لم يكن العرب سلبيين، و لكن اليهود رفضوه و أصروا على رفضه، فلم تنفذه بريطانيا، رغم أنها تعهدت حين أصدرته عام ۱۹۳۹م بشرفها و شرف الإمبراطورية بأن تنفذه سواء رضي به العرب و اليهود أم لم يرضوا .

فلما أيقن العرب بسوء نية الإنجليز و تآمرهم و اليهود عليهم، و ذلك بعد تجارب كثيرة لم تدع مجالاً للثقة و الطمأنينة، كان من الطبيعي أن يحذروا دسائسهم و يعملوا على اتقاء مكايدهم.

فهل إذا رفض عرب فلسطين مثل هذه العروض الواهية التافهة يسمون سلبيين؟

و تقسيم الوطن لا تقبله أمة حية، بل أية أمة من أمم الأرض قبلته حتى يقبله شعب فلسطين؟!


أردت بسرد هذه الوقائع أن أبرهن لكم على أن عرب فلسطين لم يكونوا سلبيين، و لم يتخذوا السلبية ديدنا لهم في كل المواقف، و لكن بريطانيا كانت دائما ضالعة مع اليهود، و متآمرة معهم تعمل لصالحهم و صالحها المشترك دون أن تبالي بسلبية أو إيجابية، و لكنها تستغل كل ظرف لبث الدعاية وفق أهوائها و مقاصدها الاستعمارية عاملة على قلب الحقائق و تضليل الأفهام بقوة جبروتها و براعة دوائر استخباراتها، و بما تسخر لدعايتها من أتباع و أعوان و أبواق تغدق عليهم المال بغير حساب.

لقد كان المستعمرون يطلبون من الفلسطينيين الرضوخ لخطتهم الاستعمارية الصهيونية و التعاون معهم على أساسها، و يسمون ذلك «إيجابية» فلما رفض الوطنيون الإذعان لرغباتهم و رغبات الصهيونيين و أبوا التعاون على ذلك الأساس، وصفوا أعمالهم بالسلبية » !

و الحقيقة التي ينبغي لنا أن نوقن بها، هي أنه لا قيمة للسلبية و لا للإيجابية و لا وزن إلا للقوة، فلنكن أقوياء: في أنفسنا، و تنظيمنا، و وسائلنا، و أقوياء في مقومات حياتنا.

و إذا كانت الأمة العربية خسرت هذه المعركة مع الاستعمار و اليهود، فلم يكن سبب الفشل السلبية و لا الخطأ في الخطة و التقدير و لكن السبب الرئيسي هو الفرق الواسع، و البون الشاسع بينها و بين خصومها في الجد و التصميم، و الاستعداد و التنظيم.

الرابط :http://saaid.org/Doat/alnaggar/677.htm

قراءة 92 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2024 08:12

أضف تعليق


كود امني
تحديث