قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 21 آذار/مارس 2014 13:07

حالة استعمار ذهني

كتبه  الدكتور عزمي بشارة
قيم الموضوع
(0 أصوات)
من غرائب حالة الاستعمار الداخلي التي يعيشها العرب في الداخل أن بعض ممثلي اليمين الإسرائيلي و اليسار الصهيوني يتهمون ممثلي العرب في البرلمان بعدم الاهتمام بقضايا شعبهم في الداخل، في حين يكاد الأخيرون لا يتحدثون عن موضوع آخر في البرلمان إلى درجة إهمال كل ما لا يتعلق بالعرب في الداخل. و هم يهتمون بقضايا العرب حتى من الزاوية الخدماتية المحض، و يصل الأمر بالنواب العرب حد الابتذال أحيانا في تملق المواطن العربي من أجل طرح قضيته و التنافس في ادعاء الفضل في طرحها.
و غالبا ما لا يحضر جلسات اللجان البرلمانية التي تعنى بشؤون المواطنين العرب إلا العرب أنفسهم و قد يحضرها غيرهم لغرض إفشال اقتراح قدموه لصالح العرب لأنه يكلف بعض الميزانية، أو لأنه يحتوي عنصرا من عناصر الوعي الوطني. 
و تكمن المأساة في التسامح و العادية غير المحتملة التي يتم فيها التعامل مع ادعاءات وقحة صادرة عن ممثل حزب صهيوني قائم على نهب الأرض و التمييز ضد المواطنين العرب أن النواب العرب لا يخدمون مصالح شعبهم و أنهم يهتمون بقضايا أخرى، في حين يهتم هو بقضايا العرب لضمان ألا تحل أية قضية أو لغرض تعقيدها. 
كما تكمن المأساة في مجرد الاستماع لمثل هذا الكلام و السماح به مع أن القائل هو من حزب صهيوني قائم على أنقاض العرب. و ينسى الكثيرون أن هنالك ممثلين عرباً في أحزاب صهيونية، إما يدعون أنهم ليسوا عربا، أو لشدة إخلاصهم لحزبهم او ائتلافهم الحكومي لم يفعلوا شيئا لحل قضايا المواطنين العرب، أو صوتوا ضد اقتراحات طرحها نواب لصالح المواطنين العرب.
قد يعتقد شخص افتراضي عاد إلينا للتو من فترة الحكم العسكري أن من يخوض مثل هذا النقاش قد فقد عقله. فعندما كانت غالبية العرب في جيب الأحزاب الصهيونية، عاشوا تحت الحكم العسكري. و عندما رفعوا عقيرتهم مطالبين بالمساواة تكثف وعيهم الوطني او العكس، أي عندما اشتد وعيهم الوطني أصبحوا أكثر طموحا في مسألة الحقوق.
لم يتواز و يتزامن تطوران كما توازى و تزامن الوعي غير الصهيوني بمواطنة من منطلق حقوق المواطن الأصيل في دولة فرضت مواطنتها على من بقي لمجرد الحق بالبقاء مع الوعي الوطني عند عرب الداخل.
هذا غيض من فيض العبث الذي نضطر الى التعاطي معه تحت سقف الهيمنة الصهيونية على الإعلام و الخطاب الإعلامي و تحت سقف ضبط إيقاع النقاش و إثارة المواضيع من قبل السلطة و "مثقفيها" العرب و اليهود المعتاشين على بحث قضية العرب في الداخل صناعةً أو تنصتًا، المخبرين العرب من أبناء المؤسسة الإسرائيلية، في الثقافة و في سقف الطموحات المهنية، المتلبسين بلباس الباحثين في أحوال شعبهم و المختبئين خلف سلسلة لا تنتهي و لا تميز حلقاتها بين الراديكالية الزائفة المتجلية في مهاجمة "القيادات العربية" فقط و حتى صناعة التعايش في جمعيات و غيرها.
لو قلل الإنسان عقله و أنصت إلى صراخ عربي يقال بالعبرية في نقد "القيادات العربية"، دون تمييز طبعا، و هو عمل بطولي خارق بحد ذاته، لحسب نفسه يستمع إلى شخص يقترح نهجا نضاليا بديلا، أو كفاحا مسلحا أو مقاطعة للمؤسسة الاسرائيلية. ثم لا يلبث أن يتمخض الضجيج عن صغير يرغب أن يثر إعجاب مستمعيه اليهود. و لنكتشف ان المزايدة ليست فعل بطل بل ولولة جبان رعديد، لم يشارك في حياته بأي عمل نضالي، ول ا قدم من وقته أو تطوع لأي شيء عام، و أنه ابن المؤسسة الإسرائيلية في كافة نواحيها إلا ما يتطلب صراعا سياسيا. أما الموضوعية العلمية و البحثية فتضيع في انتقائية و ذاتية و حب و كراهية و عقد شخصية و غيرة و حسد و غيره من مكامن ضعف النفس البشرية!!
نحن إزاء حالات نفسية في الحقيقة أكثر مما هي حالات نقدٍ مثقفٍ ضروري للقيادات السياسية ذاتها، و منها من هو أكثر ثقافة بما لا يقاس من المتذمرين الموسميين في الانتخابات و كأنهم في مهمة رسمية لإبعاد العرب عن السياسة! 
و المصيبة أن بعضهم ليس مسيسا، و لا هو باحث بارز في العلوم السياسية، و لا هو حزبي و لا شارك في حياته في بناء حزب، و مع ذلك لا يتواضع موجها نصائح للأحزاب يفترض أن تكون موضع ترحيب، بل ينفي عملها جملة و تفصيلا. و أقصى ما نظمه بعضهم في حياته هو جمعية بمجلس إدارة مفصل على قياسه و يبصم له على كل قرار و ممولة من الخارج و يتلقى أجرة عن كل صفحتين يكتبهما من عدة مصادر. أي حزب مهما بلغت سلطوية قيادته هو أكثر ديمقراطية من أية جمعية. أما من حيث النضالية و خدمة قضايا الموطنين العرب و الاستعداد لأي عمل تطوعي فإن اصغر عضو في حزب وطني يعطي من وقته و صحته و عمله تطوعا أكثر من أي مزايد من هذا النوع.
لا نقول ذلك لكي نمنن أحدا، و لا لأننا نعتقد أنه على كل ناقد أن يكون مناضلا، بل نقول ذلك نتيجة للوقاحة و الجلافة و قلة التواضع التي ترافق كل من أنهى شهادتين جامعيتين فاعتقد أنه فوق الأحزاب، أو أن مثل هذا الموقف الفوقي يمنحه مكانة لا تمنحها له شحة انتاجه الاكاديمي. و العزاء أننا ننظر حولنا فنرى مثقفين أكثر إنتاجا و إداركا و أكثر تواضعا، حزبيين و غير حزبيين، نشطاء بجمعيات و بدون جمعيات، بأجر و بدون أجر، يقدرون معنى و ضرورة القيادة للمجتمع و يأتون بنصح و نقد مفيدين دون غرور، و ذلك إما من منطلق الاختلاف السياسي أو من منطلق الاتفاق السياسي و الاختلاف على الأداء. و هؤلاء هم الأكثرية و غالبية هذه الأكثرية نقابلها في حلقات بيتية أو في عملها و في مهنتها، و ليس في حلقات مغلقة بين نشطاء جمعيات يعرفون أنهم لا يقوون على أي دور قيادي أو بحثي جامعي، فلا هم مؤسسة جامعية و لا هم حزب سياسي. 
"و حبذا لو زاد عدد المثقفين الحزبيين و غير الحزبيين الذين يتقنون عملهم و المهتمين بالشأن العام، و حبذا لو زادوا من نقدهم و ملاحظاتهم من منطلق المسؤولية الوطنية و بتواضع في الوقت ذاته".
ليست الدعوة الموسمية الى الإحباط و التيئيس من القيادة دعوة بوهيمية أو فوضوية قد نتعايش معها لو وجدت، فهما نزعة و ميل يعتملان في داخل بعضنا، و حتى لدي شخصيا، و لا أخجل من قول ذلك، و لكن هذه الدعوة الموسمية تأتي من محافظين تقليديين و مربعين اجتماعيا، و من نوازع انتهازية و عقد شخصية، و من منطلقات دوغمائية او أصولية أو بدوافع تنافسية صغيرة بلهاء أو لغرض إثارة إعجاب صناع الرأي العام الإسرائيلي. 
و هؤلاء يملون إيقاع نقاشات المجتمع السياسي العربي في الداخل بالقضايا التي يثيرونها و نوع الأسئلة التي يطرحونها الخ. 
و إذا أضفنا إلى ذلك مراكز الأبحاث المتخصصة بالمواطنين العرب و عرب المراكز الإحصائية الإسرائيلية التجارية الذين يفصلون نتائج استطلاع الرأي العام حسب الطلب أحيانا، و إذا أضفنا ما يقال بالعبرية ضد "القيادات العربية" بتهمة أنهم لا يخدمون قضايا الناس ثم بالعربية بنبرة وطنية راديكالية تدعو للمقاطعة ندرك مدى انعدام المسؤولية الوطنية لدى بعض الثرثارين في الإعلام الذي يساهمون في إيقاع مجتمعهم في فوضى مفاهيم و قيم لها أول و ليس لها آخر.
في ظروف أقلية وطنية أصيلة يقف المثقفون الوطنيون في صف من يدركون أن الحاجة إلى قيادة وطنية هي حاجة تتماثل و تتطابق مع عملية بناء شعب و الحفاظ على هويته. و يدركون الحاجة إلى نقد القيادة و تنقيتها قدر الإمكان من الانتهازية. و لكنهم يدركون بتواضع أن من يعمل يخطئ و أنهم بأنفسهم غير معصومين، بل هم أكثر ميلا لنقد الذات من نقد من يعمل في السياسة. كما يقف المثقفون الوطنيون مع الموقف الواقعي الذي لا يزايد على القيادة على عدم نضاليتها ليتملق هدوء و سكون و عدم نضالية الجماهير في مراحل الإحباط بعد ذلك مباشرة. 
و يساهم المثقفون الوطنيون مع القيادة في تعميم النهج النضالي في القضايا المطلبية في دولة ليست لمواطنيها و تشاركها التفكير في الهم الكبير في كيفية طرح القضايا و الهموم الوطنية في خضم الدفاع عن حقوق الناس اليومية و هي حقوق إسرائيلية. و فقط لكي نعالج مسألة العلاقة بين الحقوق المدنية و ضغط الناس من أجل الحقوق و الخدمات مع ضرورات بناء و الحفاظ على مؤسسات ترسخ الهوية الوطنية نحتاج إلى جيش من المثقفين النقديين و الوطنيين.
قراءة 1918 مرات آخر تعديل على الإثنين, 06 تموز/يوليو 2015 19:12

أضف تعليق


كود امني
تحديث