قم للمعلم و وفّـه التبجـيلا.........كاد المعلم أن يكـون رسـولا
بعد انتهاء الدرس لابْنَي الخليفة هارون الرشيد الأمين و المأمون تسابق الولدان نحو حذاء معلمهما ليحملانه و يضعانه أمام المعلم؛ و كان هارون الرشــيد يرى المنظر من قُرب، فدنا من المعلـم يسأله: من أكرم الناس في بلادنا؟ فردَّ المعلم على الخليفة: لا أجد من هو أكرم منك. فقال الخليفة "هارون الرشيد" أكرم الناس من يسرع أبناء الخليفة نحو حذائه ليضعوه أمام قدميه حُبَّاً له و تكريـماً لعلمه و شخصيته. و لكن هناك أسباب كثيرة أدت إلى فقد هيبة المعـلم اليوم منها :
أولاً : أسباب تعود إلى المعلم شخصيـًّا:
- ضعف شخصية بعض المعلمين.
- عدم اخلاص و استهتار بعضهم في التدريس.
- فتح التدريس لكل من هبَّ و دبَّ حتى أصبح وظيفةً من لا وظيفة له فدخلته عناصر غير جديرة بالمسئولية.
- مخالفة البعض لشرف المهنة و آدابها مثل: إعطاء الدروس الخصوصية، و قبول الهدايا و النقود مقابل التنجيح و غيرها.
- عدم احترام بعض المعلمين للطلاب.
- عدم تعاون بعض المعلمين مع أولياء الأمور.
- عدم تعاون أو عدم احترام المعلم لزملائه المعلمين أمام الطلاب مما أفقده القدوة.
- عدم إعطاء المعلم صورة حسنة له أمام طلابه أو أمام الناس.
ثانيا : أسباب تعود إلى المجتمع منها:
- عدم تفهم بعض أولياء الأمور لدور المعلم مما سوّغَ لهم الهجوم عليه في المدرسة، و في الصحافة، و أمام أبنائهم.
- النظرة السيئة له على أنه موظف يأخذ أجره نظير عمله، و من حقهم محاسبته.
ثالثا : أسباب تعود إلى الوزارة منها :
- منع الضرب كلياً.
- اللوائح و القوانين التي جعلت الحق في أكثر الأحيان مع الطالب حتى بعدم القسوة عليه بالقول.
رابعاً: أسباب تعود إلى الطالب منها :
- عدم وجود الدافع القوي عنده في الدراسة مما أدى إلى استهتاره بالمعلم.
- عدم وعيه الحقيقي باحترام المعلم، و أنه يعمل من أجله.
خامساً: أسباب تعود إلى وسائل الإعلام منها :
- السخرية من المعلم بتقديم صورة مشوهة عنه في الأفلام و المسرحيات.
- عدم إبراز دوره الحقيقي الناصع.
- كثرة الهجوم عليه في الصحافة من قبل القراء، و تضخيم بعض المشكلات الصغيرة التي تظهر في مدرسة ما من آلاف المدارس.
و أتساءل كيف نعيد للمعلم هيبته؟ و هل نحن قادرون؟
نعم نحن قادرون بتلافي جميع الأسباب السابقة و ذلك بالخطوات الآتية حسب اعتقادي:
- توعية المجتمع بدور المعلم في بناء الوطن.
- توعية الطلاب بضرورة احترام المعلم.
- سن قوانين رادعة تحمي المعلم ضد ما يضعف هيبته من طلاب و أولياء أمور و غيرهم.
- مساهمة وسائل الإعلام بتقديم صورة حسنة عنه.
- إعادة الحسم في المدارس بشروط و قوانين محددة.
- احترام المعلم لرسالته ، و إبراز صورة حسنة عنه للطلاب و الناس.
- تحفيز المعلم على زيادة علمه و اطلاعه و فتح مجالات البحث و التدريب.
- تقدير قيمة المعلم مادياً حتى لا يلجأ إلى الدروس الخصوصية أو الضعف أمام مغريات الحياة.
الرابط:
http://www.abegs.org/Aportal/Article/showDetails?id=6865