قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2015 05:16

الكتاب المدرسي بين الإيجابيات والسلبيات 1 /2

كتبه  الأستاذ مصطفى بغداد
قيم الموضوع
(1 تصويت)

ينبغي في البداية أن نؤكد على قيمة الكتاب في كونه مصدر تثقيف و توجيه و إرشاد و توعية، و لدينا من الأمثلة على ذلك ما لا يعد و لا يحصى، فالكتب المتعددة التي غيرت مجرى المجتمعات و الشعوب و الأمم قد طبعت التاريخ بطابعها الخاص و رسمت في حقبه و أزمنته علاماتها و أهدافها المتوخاة، و من هنا كان القرآن الكريم كتابا كان منطقه الأساسي القراءة، و استطاع بشموليته و أبعاده أن يرسخ القيم و المثل العليا، كما كانت الكثير من الكتب في تصورها المحكم و الدقيق ذات أبعاد ثقافية و سياسية و اجتماعية و تربوية، و لذلك لا ينكر أحد الإعجاب و الملازمة و المصافاة التي أولاها الإنسان للكتاب، و قد صدق المتنبي ما اعتبره خير جليس:
أعز مكان في الدنى ظهر سابح
و خير جليس في الزمان كتاب
و قد أثنى عليه الجاحظ خيرا، ذلك أنه نعم الدخر و الدخيرة، و بفضل الكتاب استطاع الكثير من الوراقين و الأميين و المتعلمين أن يصلوا إلى مراتب عليا في مجالات مختلفة، و الأمثلة هنا كذلك متعددة و مختلفة.
انطلاقا من هذه المقدمة يكون الكتاب المدرسي حاملا رسالة مبادؤها التعليم و التربية و التثقيف و التوجيه و تهذيب الوجدان، و شحذ الهمم و القدرات. و ما إلى ذلك من الأمور التي أنيطت بالكتاب المدرسي، و تناط به في مختلف المراحل و على جميع المستويات، و يبدو أن مهمة الكتاب المدرسي الآن قد غدت أكثر إلحاحا و طرحا، خصوصا في زمان كثرت فيه مشاكل الاستيلاب و التأثيرات المختلفة، و عصفت بكل المتعلمين ريح المادة مبعدة إياهم عن شفافية الروح و صدقها و تطلعاتها و عبثت بهم أيدي الإثم و الانحرافات و الشذوذ و الهيمنة الإستعمارية يغزوها الثقافي و الفكري، كما أن الكتاب المدرسي يدخل الآن في صراعات المنافسة، إذ لا يخفى ما حملته الثورة التكنولوجية و الإعلامية من مظاهر و علامات و صور أثرت في مختلف الأوساط و من بينهم بالطبع المتعاملين مع الكتاب المدرسي، و حتى إذا لم تستطع التأثير بصفة تامة فقد ألهتهم و شغلتهم عنه، و من هنا يكون الكتاب المدرسي مطالبا بتحديد شكله و لونه، بطرح مادته بقالب أو قوالب جديدة تناسب و من الرؤية و تجعله بالتالي يفرض وجوده و مكانته وسط هذه التيارات المختلفة.
أكيد أن المربين و المرشدين التربويين و المدرسين قد طالبوا بكتاب مدرسي يتجاوب مع ما تقتضيه حاجيات العصر و ملابساته، و من هنا لا بد من طرح التساؤلات التالية للإحاطة بالموضوع. ما هي الوضعية الحالية للكتاب المدرسي؟ ما هي وجهات نظر النظريات التربوية في هذا الباب؟ كيف ناقش المهتمون ظروف و مشاكل الكتاب المدرسي؟ و كيف حددوا آفاقه و طموحاته؟
و تجدر الإشارة إلى أن التربية التقليدية اعتمدت في أساسها على كسب المعارف و المعلومات و ذلك بالحفظ و الاستظهار، و أن المعلم في نظر التربية التقليدية هو الذي يعي في صدره علوما مختلفة، و من هنا كان الكتاب المدرسي إطارها و وسيلته و أداتها، غير أن التربية الحديثة ترى في ذلك نقصا و انحسارا و تقلصا في العملية التربية، و يمكن هنا أن نشير إلى قولة رايلي: عليكم بقراءة في جيل في المروج الخضراء و وسط الغابات، كما يمكن الإستفادة في هذا المعنى من قولة روسو: إن فلسفتنا هي أعيننا و أيدينا و أرجلنا. و يمكن كذلك الرجوع إلى مختلف الطرق التربية، طريقة ذكر ولمي أو طريقة مراكز الإهتمام كما يطلق عليها، و طريقة المشروع، و غيرها من الطرق التي تؤمن أساسا بقدرات المتعلم و بسعي العملية التربوية على بلورتها و إذكائها، و من هنا كانت التربية عموما تعمل في سبيل تفتح هذه القابليات و نموها، و من هؤلاء فرويد الذي أسمى مدرسته بالروض إشارة إلى إيمانه بالترويض. و إضافة إلى ذلك تؤمن النظريات الجديدة بشتى الوسائل في العملية التربوية، و تعتبر الكتاب المدرسي جزءا منها، و من هنا كانت التكنولوجيا التربوية تهدف إلى إثبات هذه الوسائل التي انبثقت عن ثورة التواصل و التي يمكن استعمالها لأغراض تعليمية بالإضافة إلى المعلم و الكتاب المدرسي و اللوح الأسود، و هناك من المربين من ينفي كل ذلك و يعتبر العنصر الأساسي في التربية هو المعلم، لا الكتاب و لا المناهج و لا النظم و القوانين، ذلك أن لب التربية هو اتصال عقل بعقل و شخصية بشخصية، و إزاء ذلك يبقى الكتاب المدرسي بعيدا عن تلك الثقة التي توليها إياه التربية التقليدية.
و قد طرحت ندوات تربوية متعددة مشكلة الكتاب المدرسي، و يكفي أن نشير إلى ندوة الجمعية الوطنية لمدرسي اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة بتاريخ 16-17-18 من مارس 1977. و قد استهدفت العروض جميعها و المناقشات غرضا أساسيا و هو تطوير البرامج و المناهج و تطوير الكتاب المدرسي على ضوء التطور الثقافي في مجالي علوم اللغة و العلوم الإنسانية بوجه عام، كما أكد الباحثون على ضرورة إعادة النظر في هذه الكتب، لأن الوقت المخصص لها قد استنفذ، زيادة على أنها وقعت في أخطاء منهجية نتيجة السرعة في الإنجاز و عدم التنسيق الكافي بين المؤلفين كما يؤكد على ذلك مصطفى بومنديل في مجلة الرسالة التربوية - أبريل 1977.
و يرى الأستاذ عبد الله بناني في نفس الندوة و من خلال عرضه: الجوانب التربوية للكتاب المدرسي، أن القيمة التربوية للكتاب المدرسي تبقى متوقفة على الأستاذ و التلميذ في طريقة استغلال الكتب و تحليلها و مناقشتها، و أن الأستاذ إذا تعامل مع الكتاب تعاملا ذكيا و طعم مادته بالمناقشة الهادفة و أرشد تلامذته إلى طريقة الإستفادة فهو سيغني لا محالة الجوانب التربوية، و بغض النظر عن مساوئ هذه الكتب فإن قيمتها متجلية في طريقة استخدامها و التعامل معها، و مهما يقال عنها فإنها ستبقى وسيلة هامة في العملية التعليمية، و أن الكتب الجديدة - في رأيه - قد تطورت من كتاب سيء الطباعة جاف إلى كتاب بديع و جيد، و لذلك يقترح تغيير هذه الكتب كل سنتين للخروج من أزمة الكتاب المدرسي.
و قد ناقش الأستاذ عبد الرحيم حمدات تدريس اللغة نتيجة صعوبة ملاحظا نفور التلاميذ من مادة اللغة العربية نتيجة صعوبة نصوصها و بعدها عن ظروف و بيئة المتعلمين، و قد أكد على ضرورة تحديد برنامج دقيق في التأليف مستفيدا من النصوص الثقافية و الأدبية.
و قد ارتأيت أن أعود إلى هذه الملاحظات نظرا لأنها تطرح مشاكل الكتاب المدرسي بالفعل، و رغم أنها آراء قد أفرزتها السنة التربوية المشار إليها سابقا فهي آراء لازالت تطرح في كل ندوة تربوية و تعليمية، فجل الكتب المدرسية لازالت جافة و منفرة بشكلها و مضمونها و رغم أنها ترجع إلى سنوات فهي لازالت تستعمل و توجه في المقررات الدراسية، و لدينا الدليل القاطع هو كتاب النصوص الفنية الذي ظهر سنة 71 للشعب العلمية و الذي يعتبر إهانة في جبين اللغة، و قد أبدى الأساتذة و المتعلمون استياءهم و عبروا عن رفضهم لهذا الكتاب الذي لا يلبي طموح الراغب في تحصيل المعارف و المعلومات و في تذوق النصوص و استعابها.
و يبدو أن هذه الملاحظات تجعلنا نقف عند مجموعة من الآراء التي ستغني بالطبع موضوع الكتاب المدرسي، يرى الأستاذ محمد السعيدي في دراسة الكتاب المدرسي و طريقة الاستفادة منه - الرسالة التربوية، يناير 1982 -  يرى أن دنيا التربية و التعليم قد عرفت مدارس شتى تتقارب أو تتباعد في الوسائل و الأهداف، و لكنها تتفق جميعا على أن الحواس الطفل أقرب الطرق إلى عقله، و إنها يجب أن تكون سفر الحياة القيم الضخم أنفس كتاب يوضع بين يديه، و أن خير تعلم ما جاء نتيجة للتجربة الشخصية و للمارسة و الإحتكاك، و حتى اللغة لا يجوز أت تعلم عن طريق استظهار القواعد، و حفظ النصوص، بل يمتصها الطفل من البيئة و بواسطة التخاطب و التعامل كلما كان ذلك ممكنا... و يلاحظ الأستاذ السعيدي أن الرغبة في اجتياز الإمتحانات بنجاح هي المحرك الرئيسي لكل من الأستاذ و التلميذ و هي الإمتحانات بنجاح هي المحرك الرئيسي لكل من الأستاذ و التلميذ و هي امتحانات لا تهتم بنمو الملكات و تفتح المواهب و القابليات، بقدر ما تعنى بالإتزان و الاستيعاب و الحفظ و التحصيل، و أقوى التلاميذ ذاكرة أوفرهم حظا في النجاح، و في وضع كهذا يكون الكتاب عموما و الكتاب المدرسي على الخصوص المزود الرئيسي للمرشحين، ثم أن هناك مواد لا تستغني عن الكتاب - أحب الخصوم الكتب أم كرهوا - كالمطالعة و التاريخ و النصوص الأدبية و التربية الإسلامية.
و إذا كان ما يقوله الأستاذ السعيدي صحيحا فإن ضرورة الوقوف عند نوعية هذه الكتب التي أشار إليها أمر حتمي، فهل كتب المطالعة تستجيب لتلك الرغبة في التفتح و شحذ العزائم و استمالة العقول  و القلوب إلى المثابرة و الإستمرار في المطالعة و القراءة؟ و هل كتب التاريخ بما تزخر به من سرد و حشو و مغالاة و ما إلى ذلك قادرة أن تقرب هذه المادة من الأذهان و تجعل المهتمين بها يحبونها و يتملون بمزاياها و فضائلها؟ و هل كتب النصوص قادرة على ترتيب نصوص جيدة و متنوعة دون ملل و لا فوضى لتجعل المتعاملين معها يتذوقونها و يستمتعون بذررها الغالية و صورها الجميلة و قضاياها الفكرية و البلاغية؟ و هل تستطيع الآن كتب التربية الإسلامية أن تجلو هذه السحب المحملة بالفكر العلماني و طغيان المادة و الاستيلاب و أن تجعل النشء قادرا على التمييز و تبث فيه في ذات الوقت روح الإبتكار و الخلق و الإبداع و القدرة على تحمل المسؤولية و تقديرها؟.
الواقع أن جل هذه الكتب لم تنج من أخطاء في المنهج و الترتيب و تحديد الهدف و الرؤيا. و حكمنا عليها الآن لن يكون بعيدا عن الإعتبار الأساسي لاطراد العلوم و المعارف الإنسانية و المتغيرات اليومية كما يقول تقرير ادجار فور الذي أعده لبيونسكو، بدليل أن هذه الكتب قد طال أمدها، و بدليل أن قضاياها و إن كانت صالحة، فهي تفتقر إلى الأسس التربوية و النفسية للمتعلمين و مراعاة ظروفهم الإجتماعية و البيئية و الحاضر الذي يعيشونه بكل أبعاده و ملابساته، و بدليل أن جل هذه الكتب لا تراعي الضبط اللغوي و النحوي، فالأخطاء متعددة، و الحوار بين هذه الكتب و المستفيد منها يكاد يكون منعدما لما فيها من التعقيد و الغموض أحيانا و الركاكة و الابتذال أحايين أخرى.
و لعل الأستاذ السعيدي كان صادقا عند ما تحدث عن مواصفات الكتاب المدرسي الأجنبي الذي يقول عنه أنه استفاد من الإنتقادات التي وجهت إليه و السلبيات التي أحصيت عليه، و كيف نفسه مع ما ينادي به كبار رجال التربية، فلم يعد مجرد مستودع لطائفة من المعلومات الجاهزة المتراكمة، كما لم يعد يختلف عن الكتب العامة في الحجم فقط، و رفض أن يكون مجرد تنحيص أو اختصار لما في الموسوعات و المطولات، و تطورت لغته، فجانبت الغموض و التعقيد، و اتسم أسلوبه بالعذوبة و السلاسة و الإشراق، و أضحى عاملا مساعدا على استقامة تعبير التلميذ و الرفع من مستوى إنشائه، و لم يكتف بالحقائق يشرحها شرحا شفويا يبقيها في نطاق التجريد و العموم، و إنما عزز ذلك بالصور الملونة الزاهية و الخرائط الموضحة الكاشفة و الرسوم البيانية المعبرة.
هذا هو الكتاب المدرسي عند الأجانب، و شتان بين هذا و ذاك، فكل الندوات و اللقاءات التربوية و التعليمية و كل الدراسات و الأبحاث تثبت بشكل جلي و واضح ما تتعرض له اللغة العربية من التحريف و التشويه و ما يلحقها من التقصير و القصور بالرغم من أن حافظ إبراهيم يقول على لسانها:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن

 

http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/6227

قراءة 14452 مرات آخر تعديل على الجمعة, 03 تموز/يوليو 2015 03:09

أضف تعليق


كود امني
تحديث