جلست إليها في شهر أوت الماضي و أخذت دفتري و بدأت تسجيل شهادتها :
انا لاجئة سورية أول ما لجئت إلي مصر مع إخواني و اخواتي و ازواجهم.
و كان هذا في بداية ثورة مصر و التململ في سوريا.
حدث أن أحد اللاجئين السوريين أخذته الحماسة و خرج بعلم سوريا للمعارضة السورية و إلتحق بالمتظاهرين المصريين و عبر عن تضامنه مع إخوانه المصريين المتظاهرين سلميا ضد نظام العسكري للرئيس مبارك رحمه الله.
فكانت ردة فعل أجهزة الأمن المصرية ثم الرسمية و الإعلامية بالتحريض علينا اللاجئين السوريين، قطعوا علينا الأكل و الماء و وجدنا أنفسنا سجناء غرف لا نخرج منها لنجوع و نعطش و ممنوع علي أي تاجر مصري أن يبيع لنا أي شيء لا اكل و لا ماء.
فترجينا بعض الإخوة المصريين بشراء لنا الأغراض الضرورية كالأكل و الحليب و الحفاظات لأبناءنا الرضع و بذلك تمكنا من إبقاء رمق الحياة في حناجرنا و عملنا بكل ما وسعنا لمغادرة مصر ...المصيبة أن النظام المصري حكم علينا جميعا من خلال سلوك مواطن سوري طائش أخذته الحمية علي الظلم و تظاهر مع إخوانه المصريين...فأولت السلطات المصرية ذلك أنه تدخل سافر من الشعب السوري في الشؤون الداخلية لمصر...من اين لنا فعل ذلك أختي عفاف ؟ نحن كنا لاجئين نتواري من الناس و نمشي تحت الجدران و حالنا حال، بلا عمل بلا مدخول، فارين من بوادر حرب أهلية في سوريا. في النهاية هربنا فارين بحياتنا من مصر."
بدون تعليق