قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 26 كانون1/ديسمبر 2023 17:56

مزحة كلفتها غاليا : التعسف الإداري في الغرب

كتبه  عفاف عنيبة

ما سوف أرويه في هذه السطور من وحي قصة كتبتها سيدة غربية عملت في القطاع الصحي بإحدي الدول الأوروبية و نقلت تجربتها الطويلة إلي عالم الكتابة القصصية.

كانت دانيالا ممرضة تدرس في مستشفي كبير و في نفس الوقت كانت في تربص لمدة عام كامل، لم يبقي علي إجتيازها لإختبار التخرج إلا شهرين. كانت دانيالا فتاة منضبطة، تعمل بإخلاص و إتقان و تتعامل مع المرضي بشكل جد إنساني و كانت علاقاتها بإدارة المستشفي علي ما يرام و صلتها بالزميلات و الزملاء طيبة و مرؤوسيها من الأطباء جيدة.

في يوم ما لاحظت إحدي زميلاتها كيف أن أحد الأطباء الشباب يفضل التعامل مع دانيلا و مشغول بتعليمها الكثير في مجال الطب، فكان يطلب مرافقة دانيالا له في فحوصاته. فشعرت تلك الزميلة بالحيف "لماذا يفضل الطبيب ميشال، دانيالا علينا جميعا ؟ هذا ظلم نحن أيضا لدينا قدرات و نبذل جهدنا مع المرضي و خير عون للأطباء."

عوض أن تصرف النظر عن الموضوع، ماذا فعلت تلك الزميلة ؟

أرادت بحسب اقوالها فيما بعد تدبير مزحة علي حساب دانيالا لكن المزحة تحولت إلي جرم.

كان هناك عمل يتوجب علي دانيال القيام به في كل صباح بتعمير كهربائيا بعض الآلات للفحص و لمدة معينة لا يجب ان تتجاوز نصف ساعة و عليها الإشراف بنفسها علي توقيف الشحن الكهربائي.

فعلت كالعادة فإذا بهاتفها يرن و تسمع صوت الطبيب ميشال يطلب منها اللحاق به في قاعة تشخيص رقم كذا...فإحتارت في أمرها : ماذا تفعل ؟ هل عليها تلبية طلب الطبيب أم عليها أن تنتظر نهاية الشحن الكهربائي لتلتحق برئيسها ؟

في تلك اللحظة ظهرت زميلتها ...ففرحت، طلبت منها مراقبة الشحن و إيقافه بعد عشرين دقيقة كونها مضطرة للمغادرة لمساعدة طبيب بطلب منه.

طمأنتها الزميلة و ذهبت دانيالا. في حين تلك الزميلة سارعت بعدها بمغادرة المكان دون الإلتفات إلي الآلات و بعد تجاوز المدة إحترقت كل الآلات و تعرضت بذلك الممرضة دانيالا إلي عقاب قاس أوقفت عن العمل و عن الدراسة إلي حين ما ينظر في ملفها.

المسؤولة الإدارية بعد إستماعها لدانيلا لم تقتنع بروايتها، خاصة ان دانيالا أقرت بأنها صدمت عندما لم تجد الطبيب ميشال في القاعة التي ذكرها لها في الهاتف و أنها بحثت عنه في مختلف المصالح و لم تجده و قدمت إعتذارها الشديد عن تقصيرها إلا أنها إستفسرت عن أمر الزميلة التي لم تمكث الوقت اللازم لإيقاف الآلات.

لم يقنع المسؤولة الإدارية دفاع دانيالا عن نفسها، فقررت إتخاذ إجراء إيقافها لشهرين كاملين و هكذا أصبح إختبار التخرج بعيد المنال لدانيالا.

إحتجت و طالبت بإستدعاء الطبيب ميشال ليدلي بشهادته لكن المسؤولة إمتنعت عن فعل ذلك.

ماذا تفعل دانيالا ؟ وضعت حد لوجودها في المستشفي. جمعت أغراضها و غادرت إلي وجهة مجهولة.

في الشارع تشعر الممرضة باللوعة و الخوف. هي يتيمة من الأب و الأم و وحيدة والديها، ليس لها مكان تذهب إليه و فجأة تتذكر أحد اقرباء أبيها البعيدين، و الذي يقيم في مدينة ساحلية بعيدة، باعت سترة لها و بثمن تلك السترة حجزت مقعد في قطار و بعد يوم شاق من السفر وصلت إلي بيت قريبها الذي إستقبلها خير إستقبال و رحب بها.

لم تخبره بما حصل لها، كانت تريد طي صفحة دراستها للتمريض، عملت في بستان أحد جيران قريبها. و كان يدفع لها أجر متواضع، و قد كانت له إبنة مريضة، فإعتنت بها خير إعتناء غير انها كانت تري بأن الأنسب لتلك الإبنة العلاج في مستشفي فقد كانت مصابة بداء السل.

في يوم ما ساء حال بنت الجار، فهرعت إليها دانيالا و هناك و بعد قليل لحق بهم طبيب شاب إستدعاه الجار لإبنته.

بمجرد ما رأت الطبيب الشاب دانيلا تعرفت عليه مصدومة، فقد كان الطبيب ميشال.

حاول بدوره الحديث معها بعد إجراءه الفحص، فقد كان يريد معرفة سبب إختفاءها من المستشفي لكنها كانت صاحبة كرامة رفضت التحدث معه و عادت إلي بيت قريبها مشغولة البال علي إبنة الجار.

تسوء في تلك الليلة حالة المريضة، فيأتي الطبيب ميشال إلي بيت قريب دانيالا و يلح عليها في مرافقته :

-علينا بنقل جانيت إلي المسشتفي بدون أدني تأخير إن أردنا أن تعيش.

قبلت علي مضض. كان نقل المريضة متعب لأن بيت الجار و القريب يتوسطا أطراف جزيرة. و كان البحر هائجا لكن دانيالا بفضل رباطة جأشها كانت خير سند للطبيب و الذي أتي بسيارته لأخذ المريضة إلي المشفي سريعا.

في السيارة ساد الصمت بينهما و عند وصولهم إلي مستشفي تلك المنطقة، نزل الطبيب مع المريضة و ظلت دانيالا في السيارة و لم تبقي طويلا، و تركت السيارة لتأخذ سيارة أجرة و تعود إلي بيت قريبها.

تمر الأيام و تتحسن حالة إبنة الجار و يجتهد الطبيب الشاب في معرفة سبب إعراض دانيالا عنه و في زيارة له لبيت قريبها يكتشف بأن دانيالا غادرت بيت قريبها و عادت إلي العاصمة.

شعرت دانيالا بلزومية إكمال مشوارها الدراسي بعد ما رأت حالة المريضة بالسل و بعض نساء قرية قريبها كانوا يشاورنها في مسائل صحية "لماذا الهروب ؟ فأنا مظلومة ليس لدي مصدر رزق آخر غير علمي، لم لا أكمل المشوار و ابريء نفسي من التهمة الباطلة التي ألصقت بي ثم إنني أحب عملي و اريد نفع الناس؟"تساءلت بحرقة.

في المستشفي إستقبلوها ببرود. بينما زميلتها الماكرة كانت متخوفة من إعادة فتح التحقيق و حينها ستكتشف مكيدتها. أما دانيالا فإختارت المواجهة و وجدت تفهما عند مسؤولة إدارية جديدة و التي إستدعت الطبيب ميشال الذي ادلي بشهادته مشدوه :

-أنا لم أطلب ابدا دانيالا إلي تلك القاعة و لم أتصل بها بتاتا في ذلك اليوم.

-إذن من أسمعني ذلك التسجيل و قد سجلته علي هاتفي و ها هو التسجيل ؟

إحتجت دانيالا. بعد سماع التسجيل أدرك الطبيب ميشال المكيدة :

-نعم هذا صوتي و قد سجل في مرة من المرات التي كنت فيها حاضرة معي و علي وشك الذهاب إلي غرفة مريض آخر، تذكري بدورك الواقعة دانيالا. كأن إحدي الزميلات سجلت ما قلته و نقلته لك عبر إتصال هاتفي.

و هكذا أثبتت دانيالا براءتها و زميلتها إعترفت بالمزحة الثقيلة التي قامت بها في حق دانيالا.

الخلاصة :

إجتازت بنجاح إختبار التخرج و وافقت دانيالا عرض الطبيب ميشال بالعودة إلي قرية القريب في الجزيرة للعمل معه في عيادته التي إفتتحها هناك لصالح الصيادين ...

قراءة 213 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 27 كانون1/ديسمبر 2023 18:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث