النفاق الغربي تجاوز كل التوقعات...منذ بدأ الزحف الروسي علي أوكرانيا،  تزايدت وتيرة شيطنة روسيا و رئيسها علي وجه الخصوص و الكل يحمله مسؤولية الحرب في بلد مجاور له.

لن أتعرض إل مأساة الحرب في اوكرانيا، قضية اللاجئين إلخ...ما أود مناقشته في هذه العجالة، التعاطي الغربي مع روسيا تحديدا و هذا منذ تفكك الإتحاد السوفياتي في نهاية الثمانينات، بداية التسعينيات.

ما لمسته علي مدي ثلاثة عقود، شيطنة مستمرة لنظام الحكم في روسيا و بالنسبة للخبراء و السياسيين الغربيين فقد كان يتعين علي روسيا الإتحادية تبني الرأسمالية الليبرالية و نسخ تجربة الديمقراطية الفاشلة في الغرب، فهم دائما ما يسوقون أنفسهم علي أنهم النمذوج الجدير بأن تقتدي به الأمم، نوع من النرجسية الفائقة التي لم تنجح في إخفاء إخفاقات الديمقراطية في العديد من المجالات اهمها "تحقيق الرفاه لكل أفراد شعبها"، لنتذكر فقط إنتفاضة "السترات الصفراء"في فرنسا في 2018.

علي مدي عقود و المنظمات الحقوقية الغربية تندد بالتضييق علي الحريات في روسيا و كيف أن "الشاذين جنسيا المساكين" يتعرضون لإرهاب دولة روسيا و يقفزون علي سلطة الكنيسة الأرثودكسية التي تشنع باللواط و تضغط علي السياسيين الروس لئلا يقعوا في كارثة إباحة الشذوذ ....سنة بعد سنة، وقفت علي حرية التعبير بالمقاس الغربي و آخر مثال علي ذلك : كيف أن "تويتر" محت تغريدة لإعلامية فرنسية تحدثت عن ضحايا الطيران العسكري الأوكراني من المدنيين الأوكران منذ 2014 في منطقة دونباس الأوكرانية الإنفصالية و قد بلغ عددهم 1300 قتيل، فهؤلاء لم يتباكي عليهم الغرب"المتحضر"...

الجميع في الغرب تناسي لغة العداء لكل ما هو روسي و التي برمجت العقول و الأفهام في الغرب و غير الغرب لزرع المزيد من الفتن و العداء و آخر دليل علي ذلك عمل مسؤولي اوكرانيا للإنضمام إلي حلف الأطلسي، فالإنضمام في ذاته إعلان حرب صريح لروسيا الإتحادية ما كانت تسكت عليه أبدا و أي كان الرجل الذي يترأسها في الكرملين...متي نحصل علي إعلام مسؤول يقرب المسافات و يعمل علي التقارب بين الشعوب و يتعالي علي كل ما يشعل نار الحقد و الحرب ؟

لا أدري...