قدوتي في التقوي و الرجولة سيظل إلي أبد الآبدين محمد عليه الصلاة و السلام...
باكرا جدا في 14 من عمري قرأت رواية "حرب و سلام" للكاتب الروسي ليون تولستوي و تعرفت حينها علي شخصية الأمير أندري بولكنسكي و قد كان له تأثير عميق علي رؤيتي للرجل، فهو عند إكتشافه لخيانة خطيبته ناتاشا روستوف، فضل الذهاب إلي الموت بدخوله معترك الحرب و مات.
طيلة سنين و سنين كنت انظر من حولي، أين هو الرجل بخصال و صفات الأمير أندري بولكنسكي ؟
رجل بالمفهوم الراق الذي أراده الله عز و جل من أول يوم خلقه لآدم عليه السلام...
لم أجد أثر لشخص الأمير اندري في مجتمعاتنا المسلمة، معظم ذكورنا نسخ باهتة لا تتجسد فيهم سمات الإستقامة الأخلاقية و لا يتوفرون علي ربع رجولة الأمير أندري بولكنسكي. نراهم يلهثون خلف متاع الدنيا، لا هم لهم سوي إشباع غرائزهم البهيمية و لا يتمثلون خصال محمد عليه الصلاة و السلام و لا نعثر في سلوكاتهم علي معاني التقوي و العفة و الإنتصار للحق... يطمعون في المسلمة لتجلب لهم القوت و يرهبون البرد و الحرارة و لا شيء يفزعهم مثل العمل المتقن و إنصاف المرأة المسلمة...همهم منصب علي الدنيا و مباهجها الزائفة، فأين ذكورنا إلا من رحم ربك من الأمير أندري بولكنسكي ؟
أين ؟ أين ؟أين ؟