لا أكره شيء مثل حرية التعبير علي مقاس الغرب، بعد عملية طعن سلمان رشدي الضال، تجند الغرب الثقافي و المؤسساتي للدفاع عن قلم مأجور، و هبت أقلام عربية تدافع عن حق الكاتب الضال في الإبداع الخيالي !!!

ثم يؤكد هذا الإتجاه النفاقي و المستفز لأتباع الإسلام ما كتبته جريدة شارلي هيبدو الفرنسية التي طلعت علينا بعنوان "ليس هناك شيء مقدس".

نعم في عرف الغرب اللاديني ليس هناك شيء مقدس، كل الموبقات مباحة، فهم خرجوا عن الديانة المسيحية و الغرب اليوم كما شهد بذلك مطران القدس عطا الله حنا، أبعد من اي وقت مضي عن المسيحية.

فهذه حرية التعبير التي اصبحت مقدسة أكثر من المقدس من الدين، تشعل يوميا نيران لن تنطفأ لأنها تهاجم بشراسة و تصميم ركائز البنية الدينية في عالمنا الإسلامي.

في العقود الأخيرة كم من مرة صعد إلي الواجهة أشخاص إلتحفوا بلحاف الفكر  ليشككوا في ثوابت الأمة من دين و هوية. و في كل مرة، كنا نري حملة كبيرة ممن يعتبرون أنفسهم بالمتنورين يطالبون بمطالب أقل ما توصف به أنها ردة صارخة عن الدين و هذا كله يحدث في حضرة مجتمعات مسلمة تعيش أزمات متعددة و معقدة و شبابها يعاني من ضياع البوصلة، فلنتصور مدي تأثير حرية التعبير علي مقاس الغرب علي ذهنيات شابة هشة ....

دون ذكر طوفان سب و شتم الدين الإسلامي الذي يغزو صفحات جرائد الغرب و قنواتهم السمعية البصرية و كيف نصبح و نمسي علي تهجم مجاني لجماهير غربية لا تري في الإسلام إلا كل قبيح و عملية الرد عليها تغدو عبثية فهم متشبثون بأحكامهم المسبقة الظالمة و يرفضون أي تبرئة لساحة الإسلام.

كلما أقف علي مثل هذه التهجمات، أعي مدي وحشية الحرب التي سنواجهها في آخر الزمان ضد هؤلاء الهمج الغربيين، و كم تبدو لي قاتلة سذاجة بعض المسلمين من يدعون إلي عالم متسامح يعيش فيه أتباع مختلف الديانات و العقائد في سلام و وئام.