أصبح هم جل فتياتنا المظهر و الفوز بالشهادة العلمية و لا تتحرجن لنيل هذه الأخيرة بالغش. النماذج التي نراها في الشارع و في أروقة الإدارة و الجامعات و المدارس الثانوية، نماذج تحمل هموم مادية و طموحات مادية و لا نلمس فيها الهم الرسالي و آخر ما تفكر فيه طاعة الله و تقواه إلا من رحم ربك طبعا...
في إحدي المرات، قرأت علي الواتساب طلب شابة أنهت مشوارها الجامعي لتحصل علي عمل. فتساءلت لماذا هذا الهوس بالبحث عن العمل ؟ فالمرأة بحسب ديننا ليست مطالبة مثل الرجل بمسؤوليات القوامة و منها النفقة ؟
أكثر ما يثير الحسرة، تهافت هذه الفئة من الإناث علي متاع الدنيا الزائل فتختزلن وجودهن في أمور تافهة لا تغني و لا تسمن من جوع و لا تضيف شيئا ذات بال إلي رصيدهن الإيماني. تكتئبن لمظهرن الذي لا ينافس الفاسقات و لا تأبهن لهبوط درجات إيمانهن.
في تعاملنا مع هذه الفئة، فورا نصطدم بفكر فارغ و روح خالية من شذرات الإيمان، فالإسلام بالنسبة لهن طقوس ليس إلا و أما عبادة الله عن بينة، فيستثقلن ذلك و علي حسب أقوال بعضهن: "نريد الإستمتاع بالحياة و الإسلام دين القهر و التقشف."
يحمل البعض مسؤولية الآباء في سوء تربيتهم لهؤلاء الإناث لكن من المعلوم أنه بمجرد ما تصل الفتاة سن البلوغ فهي مسؤولة عن معرفة دينها و تقوية إيمانها، إن قصر الوالدين في تلقينها التربية الإسلامية الصحيحة عليها بالتعرف علي دينها أولا ثم تطلب العلم الدنيوي و إلا ما الفائدة من شهادة علمية و لقب "الدكتورة" و هي لا تفقه شيئا عن دينها؟
فأول ما يحاسب المرء يوم القيامة عن دينه و لن يهم الله تعالي إن كانت أمته دكتورة في الطب أو الهندسة...هذا و النمط الذي يروج له الإعلام و الأنظمة الوضعية من سياسة و إقتصاد و إجتماع و ثقافة يحبذ النموذج السطحي الذي يعيش حياة فيزيائية بحتة و لا يأل الدين أي أهمية. و هذا النوع من الإناث لا يمكننا التعويل عليهن لإنجاب أمثال صلاح الدين الأيوبي او جيل ينهض بأمة الإسلام. فكل العوامل ساهمت و تساهم في نشر علي أوسع نطاق مفهوم "وجود الإنسان يبدأ هنا و لا حياة بعد الموت".
فتري، ماذا غنمت هؤلاء النسوة عندما يذبل الشباب و يغزو الشيب رؤوسهن و لن يعوض الحساب البنكي ما خسرنه بإنصرافهن عن سلوك العفاف و تقوي الله ؟
و نفس التدهور الأخلاقي و الإنحطاط يعيشه الذكور، فلا فرق كبير بين الجنسين و ما دام نظرة هؤلاء و هؤلاء للدين بهذا القدر من السلبية، فلا يجب أن نفرط في التفاؤل. لا زلنا بعيدين كل البعد عن نهضة حضارية تعيد للمسلمين دورهم الرائد، و كيف يهتدي من هم ليسوا علي ديننا و نحن من إنحطاط إلي إنحطاط و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.