فجأة و في قلب وباء كورونا كوفيد-19، خبر العالم تجربة مريرة إضافية...
النقص الفادح المسجل في الرقائق...فلا السيارات أو الحواسيب أو العديد من الآلات بمقدورها العمل دون تلك القطعة الرقيقة و الهشة...أظهرت الواقعة تبعية الغرب لسلاسل التوريد...
نحن ايضا معنيين بضمان توريد هذه القطعة الثمينة ما لم نصنعها بعد محليا...أرست العولمة نظام التداخل في التصنيع، فطائرة او سيارة او آلات دقيقة لا تصنع و تركب كاملا في مكان واحد و بلد واحد...عند شراءنا لمركبات علينا بتوريد قطع الغيار من بلد آخر غير بلد المنشأ و هذا زاد في تعقيد عملية التصنيع ككل.
بعد ما كانت الأولي عالميا في إنتاج الرقائق، تدحرجت امريكا إلي الأماكن الخلفية و تقدمت السباق تايوان و الصين، البلد المصر علي مزاحمة أمريكا علي الريادة و ها اننا اليوم نعيش فصول حرب باردة متجددة.
لدينا قطاعات تصنيع في أوروبا مثلا في حالة تعطل لنقص الرقائق، كثيرة هي البضائع التي لا تصل إلي المخازن و الزبائن بفعل نقص المادة الحيوية.
لا تكمن الإشكالية فقط في إحتكار التصنيع بل في المواد المصنعة للرقيقة كالغاز نيون و الذي يستعمل في الليزر المصمم لأشكال في الرقيقة، نصف إنتاجه آت من مصنعين في إقليم أوديسا الأوكرانية...
هذا و قد خصصت إدارة بايدن 50 مليار دولار للإستثمار في هذا المجال الحساس، نفس المبلغ تقدم به الإتحاد الأوروبي في ظل حرب أوكرانيا المستعرة...
هذا الحرص من القطاع العام يعبر أيضا عن هم امني في زمن المواجهة علي عدة جبهات، دولة مثل أمريكا او الصين ليس بوسعهما التسامح مع تهديد سلسلة التصنيع في ميادين شتي و خاصة الصناعة الحربية...