قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 27 كانون1/ديسمبر 2023 09:00

لماذا سليمان القانوني ؟ و لماذا الحريم ؟

كتبه  الأستاذ شريف عبد العزيز
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مشهد من التاريخ يختصر القصة كلها
في سنة 1923م و هي سنة سقوط الخلافة العثمانية التي كانت آخر خلافة إسلامية، قررت أوربا النصرانية أن تقيم حفل انتصارها المبين على الإسلام و الخلافة بطريقة جديدة و موجعة، حيث عقدت مسابقة لاختيار ملكة جمال أوربا في عاصمة الخلافة (أنقرة)، و كان من ضمن المتسابقات فتاة تركية و ذلك لأوَّل مرة في تاريخ البلاد، و تقدمت الفتاة التركية و اسمها "كريمان خالص" ممثلة لتركيا العلمانية، و قد استعرضت مفاتنها بلباس البحر على خشبة المسرح..!

و عندها قال رئيس لجنة التحكيم في المسابقة وقتها كلمات تقطر بالتشفي و الشماتة، و تكشف عن كمّ الكراهية الدينية المتجذرة في نفوس الأوربيين تجاه دولة الخلافة العثمانية، إذ قال معلقًا:

"أيها السادة، أعضاء اللجنة، إن أوربا كلها تحتفل اليوم بانتصار النصرانية، لقد انتهى الإسلام الذي ظل يسيطر على العالم منذ 1400م، إنّ (كريمان خالص) ملكة جمال تركيا تمثل أمامنا المرأة المسلمة، ها هي (كريمان خالص) حفيدة المرأة المسلمة المحافظة تخرج الآن أمامنا (بالمايوه)، و لا بد لنا من الاعتراف أن هذه الفتاة هي تاج انتصارنا. ذات يوم من أيام التاريخ انزعج السلطان العثماني سليمان القانوني من فن الرقص الذي ظهر في فرنسا، عندما جاورت الدولة العثمانية حدود فرنسا، فتدخل لإيقافه؛ خشية أن يسري في بلاده. ها هي حفيدة السلطان المسلم تقف بيننا، و لا ترتدي غير (المايوه)، و تطلب منا أن نُعجب بها، و نحن نعلن لها بالتالي: إننا أُعجبنا بها، مع كل تمنياتنا بأن يكون مستقبل الفتيات المسلمات يسير حسب ما نريد، فلتُرفع الأقداح تكريمًا لانتصار أوربا".

التاريخ الإسلامي تعرض عبر مراحله لحملات عاتية من التشويه و التزييف لأهداف سياسية أو مذهبية، و لكن في كل مراحله كان التشويه و التحريف يتم بأيدي تنتسب للإسلام بصورة من الصور، إلا التاريخ العثماني فقد نال هذا التاريخ حظه الأوفر من التشويه على يد الأوربيين الذين يحملون قدرًا مهولاً من الحقد و العداء للدولة العثمانية التي أذاقت أوربا و الأوربيين طعم الهزيمة و الذل و الانكسار لقرون؛ مما جعل الأوربيون يجتهدون أيما اجتهاد من أجل تشويه تاريخ الدولة العثمانية العلية، و سجلوا عن العثمانيين كل سلبية، و جالت بها أقلامهم، و حلقت بها أفكارهم، و تجاهلوا كل إيجابية، و نظروا إلى تاريخ العثمانيين بعين البغض التي تبدي المساوي.

التاريخ العثماني كتبه الأوربيون أو من افتتن بهم و سار على منهجهم؛ لذلك نادرًا ما نجد كتابًا تاريخيًّا يتناول الدولة العثمانية بإنصاف و حيادية، فصورة الدولة العثمانية في المراجع الأوربية و العربية -على حد السواء- صورة نمطية شديدة السلبية تتجاهل كل فضيلة و تبرز كل نقيصة، فهي في نظر الكثيرين دولة احتلال للعرب و إبادة و دموية و سلب و نهب، كرّست التخلف و الجهل، و نهبت خيرات البلاد، و في نظر الأوربيين دولة إرهاب و غزو و إغارة و طغيان، دولة تسترق الأطفال و تغتصب النساء و تحتل البلاد و تنهب الخيرات.

فالذاكرة الأوربية لم تنس يومًا، ما قام به العثمانيون في القارة الأوربية، لم ينس الأوربيون أبدًا فتح القسطنطينية عاصمة العالم النصراني وقتها سنة 857هـ على يد محمد الفاتح و تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، في أكبر إشارة على ظفر الإسلام على النصرانية، و كيف أن العثمانيين قد وسّعوا رقعة الأراضي الإسلامية لتشمل معظم يوغسلافيا و المجر و بولندا و نصف روسيا و بلغاريا و مقدونيا و رومانيا و اليونان، و امتدت ولاياتها عبر ثلاث قارات.

الذاكرة الأوربية لم تنس كيف وقف العثمانيون في وجه الصليبيين على مختلف الجهات، فقد هاجموا شرق أوربا لتخفيف الضغط الواقع على مسلمي الأندلس، و واجهوا البرتغاليين في جنوب الخليج العربي، و واجهوا الأسبان في شمال إفريقيا و سواحل البحر المتوسط، و واجهوا الروس القياصرة في وسط آسيا، و واجهوا البرتغاليين في شرق إفريقيا، و لم يستطع الأوربيون احتلال المنطقة الإسلامية إلا قُبيل سقوط الدولة العثمانية، في حين أن البلاد التي لم تخضع للدولة العثمانية مثل الهند و إندونيسيا و ماليزيا وقعت مبكرًا بيد الاحتلال الأوربي، و عانت منه لما بعد الحرب العالمية الثانية.

و لم ينس الأوربيون أن العثمانيين قد قاموا بنشر الإسلام في العديد من أجزاء أوربا، و أن مسلمي أوربا عامة و شرقها خاصة يدين بالفضل للدولة العثمانية في دخول الإسلام، حتى أصبح للمسلمين جاليات كبرى في أوربا، كانت مجهولة لكثير من المسلمين حتى وقعت مجازر البوسنة و الهرسك في أواسط التسعينيات.

الذاكرة الأوربية متخمة بالكثير من المشاهد المؤلمة و المهينة و التي كان العثمانيون سببًا مباشرًا فيها، فالأوربيون لم ينسوا معارك كوسوفو الأولى و الثانية و موهاكس و حصار فيينا و بلجراد و نيكوبولس و فارنا و القسطنطينية و غيرها كثير. كما لم ينس الأوربيون كيف أن العثمانيين قد أخذوا الأطفال اليتامى من البلاد المفتوحة في أوربا، و ربُّوهم تربية إسلامية خالصة، و شكلوا بهم نواة الجيش العثماني الشهير بـ"الإنكشارية"، و الذي ظل مصدر قوة و فخر للعثمانيين لفترة طويلة.

الأوربيون -و من سار على دربهم من العلمانيين و المفتونين في بلادنا- كانوا و ما زالوا يحقدون على الدولة العثمانية و يكرهونها بشدة، و رغم كل ما جرى للدولة العثمانية و الأتراك على يد الأوربيين إلا أنهم ما زالوا يعتبرون العثمانيين المسلمين الخصم التاريخي اللدود الذي لا تنمحي عداوته و لا تفنى كراهيته؛ لذلك فهم لا يدخرون وسعًا في قطع الطريق على أي فكرة أو مشروع للحديث عن أمجاد الدولة العثمانية و تذكير الناس بمآثرها.

من هذه الزاوية، و لكل هذه الأسباب كان المسلسل التركي الشهير (حريم السلطان)، الذي تولى سيرة أعظم سلطان عثماني ظهر في أوائل الحقبة المعاصرة و هو السلطان (سليمان القانوني)، الذي يعتبر عصره هو ذروة النفوذ و الاتساع و القوة في الدولة العثمانية، فقد كانت الدولة في أقصى اتساعها الجغرافي و نفوذها السياسي و تقدمها العلمي و استقرارها الاجتماعي و ثباتها المؤسسي و ثرائها الاقتصادي و تفوقها العسكري و ذكائها الدبلوماسي، حتى إن الأوربيين قد أطلقوا على سليمان لقب "الفخم"، و هو السلطان العثماني الوحيد الذي قهر الإمبراطور شارلكان عاهل الإمبراطورية الرومانية الشهيرة، و حاصر عاصمته فيينا و كاد أن يفتحها.

منتجو و مؤلفو و مخرجو هذا المسلسل -و بالمناسبة مؤلفة المسلسل قد توفيت بالسرطان منذ فترة وجيزة- أرادوا تقديم الدولة العثمانية على أسوأ مثال و بأسوأ صورة، بصورة الدولة التي ينغمس سلطانها و وزراؤه و قادة دولته في الخمر و النساء و الحريم، و هي نفس الصورة المترسخة في العقلية الأوربية عن المسلم عامة و المسلم العثماني خاصة، صورة الرجل الذي لا يفكر إلا في شهوته و ملذاته، صورة السلطان العثماني في العقلية و الثقافة الأوربية ليس له هدف سوى الجلوس مع الحريم و التنقل بين أفخاذ الجواري و الاستماع لنميمة هذه و تلك، على الرغم من أن السلطان سليمان القانوني ظل في جهاد مستمر على عدة جبهات لأكثر من ثلاثين سنة، و لم يعرف الراحة إلا في أواخر أيامه بعد أن تقدمت به السن.

بضاعة أوربا اليوم ترد إليها عبر هذه الأفلام و المسلسلات التي ينتجها العلمانيون و الكارهون لتاريخ الأمة المجيد، مسلسلات و أفلام تشوِّه التاريخ و تطمس الأمجاد و تبرز السلبيات و تضخم الأخطاء و تجافي الحقائق، و ترسِّخ في عقول الناشئة هذه الصورة السيئة و المعيبة عن التاريخ الإسلامي في أزهى عصوره، بصورة سينمائية باهرة تخلب الألباب و تجذب الأنظار.

أوربا اليوم تصفي حساباتها مع الإسلام و المسلمين، و تحاول الأخذ بثأرها، ليس من الدولة العثمانية كما يظن الكثيرون، و لكن من الإسلام نفسه و تاريخه العظيم.

الرابط : https://islamstory.com/ar/artical/20604/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%85

قراءة 185 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 27 كانون1/ديسمبر 2023 09:09

أضف تعليق


كود امني
تحديث