قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 15 كانون2/يناير 2024 10:58

لماذا يجب دراسة نفسية جيل الإنترنت؟

كتبه  الأستاذ عباس سبتي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قبل السنوات العشر الماضية، كنا ندعو إلى دراسة نفسية جيل الإنترنت، و هو الجيل الذي وُلد في عصر الإنترنت بعد عام 1985م، و قد تنبَّأنا أنه يعاني من صفات سلبية، و هي تؤثر فيه عندما يبلغ مبلغ الرجال، و يتحمل المسؤولية الاجتماعية و الوظيفية، و بالتالي إذا لم تدرس نفسية و صفات هذا الجيل من أجل تعديل سلوكياته المنحرفة و السلبية، فسوف تتغير أشياء كثيرة متعلقة بالأخلاق و القيم و ثوابت الدين، لذا هناك مسؤوليات كبيرة يجب أن يقوم بها مسؤولو التربية، و العاملون بالرعاية الشبابية، و علماء الوعظ الديني، و لا سيما في المجتمعات الإسلامية.

لكي نجيب عن السؤال و هو عنوان الدراسة: لماذا يجب دراسة نفسية جيل الإنترنت؟ فإننا سنذكر صفات جيل الإنترنت من خلال تعليقاتنا عن أفراد هذا الجيل و المقالات و الدراسات، و اللقاءات التلفزيونية و مقاطع فيديو في اليوتيوب، و ما كتبناه في تويتر و فيسبوك.

و في مدخل دراسة نفسية جيل الإنترنت، قدمنا بعض المقترحات بوصفها مدخلًا لمن يريد أن يدرس نفسية جيل الإنترنت؛ مثل مقترح إدخال موضوعات سوء استخدام الطلبة أجهزة التكنولوجيا ( 2015)، و مقترح بناء مقرر دراسي باسم سلبيات أجهزة التكنولوجيا، و مقترح آلية حماية طلاب المدارس و الجامعة من مخاطر و سلبيات الألعاب الإلكترونية، و إنشاء مواقع إلكترونية شبابية و أطفال، يديرها بعض الشباب المتدربين، و دور وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و الإلكترونية.

و الحلول و العلاج عبارة عن توصيات و مقترحات يستفيد منها المعنيُّون في علاج الآثار النفسية التي يعاني منها أفراد جيل الإنترنت.

صفات جيل الإنترنت:

ذكرنا خلال السنوات الماضية بعض صفات أفراد جيل الإنترنت، سواء ما قمنا به من تعليقات في الصحافة المحلية، أو اللقاءات التلفزيونية، أو المقالات و الدراسات المنشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية و الاجتماعية و بقية المواقع الإلكترونية، أو مقاطع فيديو في اليوتيوب، و ما كتبنا في تغريداتنا في تويتر و ما كتبناه في فيسبوك:

التعليقات:

حالة الإدمان:

أحدثت الهواتف الذكية نقلة كبرى في حياة الناس، لكن ثورة التقنية لا تخلو من العواقب؛ و لا سيما على مستوى الصحة العقلية و النفسية.

و بحسب دراسة أجرتها هيئة "سي إم آر" المختصة في بحوث و استشارات التقنية، فإن ما يزيد عن 50% من الهنود يقولون: إن إدمانهم للهواتف الذكية صار سيئًا إلى درجة أنهم لا يستطيعون العيش بدونها، و أوردت الدراسة أن الهاتف الذكي هو آخر ما يطلع عليه 80% من المستجوبين قبل أن يخلدوا إلى النوم، و في السياق نفسه قال 74% من المستجوبين: إنهم أول ما يقومون به صباحًا بعد الاستيقاظ هو الاطلاع على الهاتف الذكي (جريدة الكويتية 28/12/2019).

و في خبر مماثل: تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في الفلبين مقطع فيديو تظهر فيه سيدة و هي تتولى إطعام ابنها المراهق بيديها، بعد أن رفض التوقف عن ممارسة ألعاب الفيديو على مدى يومين كاملين، حسب موقع "البيان"، و تقول ليليبيث مارفيل (37 عامًا): إنها كانت تشعر بالقلق على ابنها كارليتو الذي لم يتناول الطعام، خلال إحدى جلساته الماراثونية على ألعاب الفيديو؛ مما اضطرها إلى حمل الطعام له و إطعامه بنفسها في مقهى الإنترنت، في الوقت الذي استمر بالتحديق بالشاشة، و لم يرفع يديه عن لوحة المفاتيح.

و سألت مارفيل ابنها إذا كان بحاجة إلى تناول الفيتامينات (مكملات غذائية) التي أرسلتها جدته؛ لأنها كانت تشعر بأن ابنها يعاني من سوء التغذية، وفقًا لصحيفة ميرور البريطانية.

و كان كارليتو ترك المدرسة، و أدمن على ممارسة ألعاب الفيديو؛ حيث يجلس ساعات طويلة دون طعام أمام شاشات الكمبيوتر؛ مما دفع والدته إلى مناشدة أي شخص قادر على مساعدته للتخلص من هذا الإدمان.

تعليق:

هذه حالة الإدمان التي يصاب بها أكثر الناس في عصر الإنترنت، هذا و قد أجرينا دراسة الإدمان على استخدام الإنترنت، و دراسة طرق علاج إدمان استخدام أجهزة التكنولوجيا: نصائح و مراكز 2014، و هي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية و الاجتماعية.

تعاطي التدخين الإلكتروني:

أعلنت وزيرة الصحة الكندية الخميس عن فرض حظر على الإعلانات عن منتجات التدخين الإلكتروني التي تستهدف الشباب، و لن يسمح بتسويق المنتجات إلا في المتاجر المتخصصة و المواقع التي يمكن للبالغين فقط الوصول إليها، و منعت الإعلانات في أماكن أخرى بما فيها المتاجر و اللوحات الإعلانية؛ (جريدة الجريدة 20 /12 /2019).

تعليق:

أظن أن هذه التدابير لا تحد من تعاطي المراهقين و الشباب لمنتجات التدخين الإلكتروني، و الجميع يعرف و لا سيما المؤسسات الحكومية أن أكبر مصدر لحصول طلبة المدارس و الجامعات على منتجات التدخين الإلكتروني هو بعض مواقع الإنترنت، و توجد مخاطر و أضرار كثيرة على صحة بدن المراهقين و الشباب من أفراد جيل الإنترنت، بسبب إدمان بمنتجات التدخين الإلكتروني.

حب الذات (الأنانية أو النرجسية):

يُعرِّف قاموس كولينز كلمة نرجسية بأنها "اهتمام استثنائي، أو عجب بالذات، و تعبِّر عن مستوى متضخم من حب الذات و الاهتمام الزائد بالنفس، لإشباع رغبة الرضا عن الذات، و المبالغة في أهميتها و قدراتها؛ يقول د. تنيسون لي، و هو استشاري بريطاني متخصص في علاج اضطراب الشخصية النرجسية: إن ثمة تسعة معايير تشخيصية للمرض، كما هو منصوص عليه في الدليل التشخيصي و الإحصائي الذي يستخدمه أطباء النفس و الباحثون حول العالم، و لتشخيص مريض بالنرجسية، يجب أن تظهر عليه خمسة على الأقل من المعايير التالية: إحساس متعاظم بأهمية الذات، و خيالات بالنجاح و النفوذ، و اعتقاد بخصوصية الذات و تفرُّدها، و المطالبة بتلقي إعجاب مفرط، و إحساس بالاستحقاق؛ (جريدة الجريدة 24،3 /2019).

تعليق:

صفة النرجسية تظهر واضحة لدى أفراد جيل الإنترنت، فهم يحبون ذواتهم و لا يعرفون الإيثار، و يحملون الانتقام و قلة التدين في نفوسهم.

هناك صفات و سلوكيات أخرى يقوم بها أفراد جيل الإنترنت نذكرها بشكل مقتضب، و لمن يريد معرفة المزيد يزور موقعنا: المسار للبحوث التربوية و الاجتماعية مقترح قضايا و سلبيات الأجهزة المحمولة، و مقترح بناء مقرر دراسي باسم سلبيات أجهزة التكنولوجيا (2015)، و هذه الصفات هي:

العنف أو التنمر الإلكتروني، و قتل الأرحام و الانتحار، و تصوير سيلفي، و إدمان ممارسة الألعاب الإلكترونية، و المخدرات الرقمية، و مشاهدة الأفلام الإباحية عبر الإنترنت، و الجنس عبر الرسائل النصية، و مقاطع الفيديو، ودخول غرفة الدردشة، و الأمراض النفسية التي يعاني منها الأطفال و الشباب عند استخدام الأجهزة المحمولة و السمنة....

قتل الأرحام:

أقدم شاب سوداني في العاصمة السودانية الخرطوم على قتل أبيه بضربه بالعصا في رأسه، خلال شهر رمضان الجاري، و أوضحت تحقيقات الشرطة وفقًا لِما ذكرت صحيفة (اليوم التالي) السودانية أن مشاجرة وقعت بين الابن و أبيه، تطورت إلى قيام الابن بضرب الأب بعصا على رأسه؛ (الأنباء 12 /6 /2017).

تعليق:

تتكرر حوادث قتل الأرحام في عصر الإنترنت أكثر من بقية العصور، و قد تكون هناك عوامل وراءها بلا شك، لكن تغيير المفاهيم و ضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة واحدة، و اهتمام الإنسان بنفسه و تضخيمها نتيجة ما تطرحها شبكة الإنترنت من مفاهيم "الخصوصية"، و النرجسية و الأنا من أبرز العوامل في عصر الإنترنت.

أقدمت مراهقة أمريكية تدعى أنا شرودر تبلغ الـ15 من عمرها - على قتل والدتها بواسطة سلاح ناري.

و في التفاصيل أن الفتاة انتظرت عودة أمها من العمل، و طلبت منها وضع منشفة على وجهها. و ما إن فعلت ذلك حتى أطلقت النار على رأسها.

و بعد ذلك أرسلت إلى صديقتها راشيل هيلم رسالة عبر «فايسبوك» و أخبرتها بما حدث، إلا أن الأخيرة لم تصدق ما تقول، فأرسلت إليها صورة لجثة والدتها.

و انتقلت راشيل إلى منزل أنا وحاولتَا إخفاء معالم الجريمة، كما نقلتا الجثة إلى غرفة الأم و ذهبتا لتناول الطعام في أحد المطاعم.

و بعد مرور يومين قررت الفتاتان إحراق المنزل قبل أن تخبِّئا أداة الجريمة و هاتف أنا في إحدى المقابر، إلا أن الصديقة أخبرت والديها بالأمر، أما أنا فقد نشرت عبر حساب والدتها على "فايسبوك" هذه الرسالة: "لا أعرف إذا كان بإمكانك رؤيتي في هذه اللحظة، لكن إذا كنت تستطيعين ذلك، أريد فقط أن تعلمي أنك كنت صديقتي المفضلة، كنت أريد أن أقول لك الكثير، و أن أفعل برفقتك الكثير، لم أكن دائمًا الابنة المثالية و أنا آسف لذلك، أحبك كثيرًا أمي، أريد فقط أن تعلمي أنني لن أنساك أبدًا".

و اعترفت بجريمتها بعد توقيفها، و قالت للشرطة: إنها فعلت ذلك بعدما تصفحت مواقع تتحدث عن الأولاد الذين يقتلون آباءهم.

و وجَّهت إليها تهمة القتل من الدرجة الأولى و الحريق بقصد الأذى، و إخفاء الأدلة، لكن لم تعرف حتى الآن التهم التي وُجهت إلى راشيل، و قد احتُجزت الفتاتان في مركز للأحداث و ستبدأ محاكمتهما في 8 أغسطس المقبل؛ (الأنباء 19 /7 /2017).

تعليق:

سوف نقوم في المستقبل القريب بإجراء دراسة عن قتل الأرحام على يد ذويهم، و لكن نريد أن نعلق هنا أن الدافع لارتكاب الجريمة هو التأثر بحوادث قتل قام بها الشباب ضد والديهم التي نشرت في بعض مواقع الإنترنت، و بالتالي نسأل: ما دور رجال الشرطة في علاج هذه القضية؟ هل سيغلقون هذه المواقع؟ أم أن ذلك خارج عن مسؤوليتهم و عن إرادتهم؟ و هل هذه المواقع تقوم بنفس ما تقوم به لعبة الحوت الأزرق، أو ما يسمى بـ"لعبة الانتحار" التي ما زالت تحصد أرواح المراهقين و الشباب في أرجاء العالم دون أن يحجب هذا الموقع المؤسس لهذه اللعبة الانتحارية؟ و أخيرًا هل حان وقت القيام بثورة ضد هذه المواقع الإلكترونية التي تتحدى كل القوانين و التشريعات في العالم، و تسهم في الأعمال الإرهابية من خلال قتل الأبرياء ذوي الأرحام و غيرهم، و الأطفال والمراهقين، أم أن الأعمال الإرهابية مرتبطة فقط بالمسلمين المتطرفين؟

الدراسات التي قمنا بها:

دراسة تقليل وقت الشاشة: مخاطر و مقترحات، سبتمبر 2019، و أشرنا إلى هذه المخاطر مثل تصوير سيلفي، و قد تعرَّض أفراد جيل الإنترنت إلى حوادث مؤسفة؛ مثل تعرُّض النفس للقتل و الهلاك، و انتشار السمنة بين هذا الجيل، و سوف نتعرف على أثر التلفزيون و الأجهزة المحمولة على الأطفال من خلال إصابة الأطفال بالسمنة، بسبب تأثُّرهم بالإعلانات التجارية التي تعرض الوجبات السريعة عبر شاشات هذه الأجهزة، و دور أولياء الأمور في تجنُّب أطفالهم الإصابة بالبدانة أو السمنة.

دراسة الحوت الأزرق: مخاطر... نتصدى لها، يوليو 2018، هذا و قد أشرنا إلى المخاطر التي يتعرض لها جيل الإنترنت بعد تأثُّره بثقافة الإنترنت، و إيذاء نفسه و جرح أحد أعضائه، و أخيرًا الانتحار، و ذكرنا مقترحات مفيدة للتصدي لهذه اللعبة، اطلع عليها لتحمي أطفالك من هذه اللعبة و غيرها من الألعاب الإلكترونية العنيفة.

دراسة علاقة الإنسان بهاتفه المحمول علاقة عادة أو عبادة، يناير 2017: تحليل نفسية الإنسان في عصر الإنترنت يجب أن يحظى باهتمام المسؤولين و أصحاب القرار و الباحثين، بعد أن أثرت الأجهزة المحمولة على الإنسان، و بالذات على أفراد جيل الإنترنت الذين وُلدوا بعد انتشار الإنترنت في أرجاء الأرض، لماذا يقدم أحد أفراد جيل الإنترنت على الزواج من حيوان أو إنسان آلي (روبوت)، بل يتزوج من هاتفه؟ هل درس الباحثون و علماء النفس و الاجتماع حالة الإدمان التي انتشرت في أرجاء العالم، و أُنشئت مصحات لعلاج مدمني استخدام الأجهزة المحمولة، هل نحتاج إلى معرفة تعلُّق نفس الإنسان بزخارف الحياة الدنيا؛ كي نعمق دراسة هذه النفس؟ هل دراسة هذه النفس الإنسانية تجعلنا نؤكد أهمية غرس الأخلاق و القيم الروحية بهذه النفس؛ كي لا تعاني من الأمراض النفسية التي ظهرت في عصر الإنترنت؟ و ما علاقة تعلق نفس الإنسان بزخارف الحياة الدنيا بتعلُّقه بهاتفه مثلًا؟ و يعتبر الإسلام الميل إلى زخارف الدنيا و الانشداد لها ناشئًا من توجُّه غير هادف (لعب) و(لهو)، و تجمُّل و(زينة)، و حب المقام و الرئاسة و الأفضلية على الآخرين (تفاخر)، و الحرص و طلب المال و الأولاد بكثرة (التكاثر)، و يعتبر التعلُّق بها مصدرًا للذنوب و الآثام و المظالم، و جيل الإنترنت الذي لا يقيم احترامًا لوالديه أو غيرهما من الأعزاء و الأصدقاء، فهذا الشاب يفضل هاتفه على والدته، و وصل به الأمر أن ضربها و ضرب شقيقته بسبب إتلاف هاتفه، و توجد أسباب وراء تعلق القلب بالهاتف المحمول تناولتها الدراسة، كذلك توجد مظاهر تعلُّق الإنسان بهاتفه، كما هذا وضع مقياس تعلق القلب بالهاتف لمعرفة المستخدم مدى و درجة تعلق القلب بهاتفه.

دراسة جيل الإنترنت صفاته أخلاقياته ( 2015 )؛ حيث تعرَّضنا إلى مفهوم جيل الإنترنت و تاريخ ظهور الإنترنت، و ذكرنا بعض صفات هذا الجيل؛ مثل: قلة انتباه الطلبة بالمدارس، و الإدمان على استخدام مواقع الإنترنت، و تعاطي المخدرات الرقمية، و التدخين الإلكتروني، و العنف أو التنمر الإلكتروني، و استخدام لغة الاختصارات، و حب الشهرة، و الغش الإلكتروني و السمنة و الانتقام، و تصوير سيلفي، و عدم احترام قيم الدين و المجتمع.

دراسة ظاهرة سيلفي أسباب.... سلبيات ( 2015 )، و تناولت الدراسة انتشار تصوير سيلفي بوصفه ظاهرة بين أوساط المراهقين و الشباب في أرجاء العالم، و في بداية ظهور هذا التصوير كان الملاحِظ يشاهد براءة المراهقة و الشباب في تصوير نفسه، و لكن مع التشجيع عبر مواقع التواصل، ظهرت تحديات تواجه هذه الفئات العمرية؛ منها تأكيد تقدير الذات، و تعزيز الثقة بالنفس، و الإحباط و عدم الرضا عن صورة "الوجه"، و بروز الكراهية و الحقد بين الأصدقاء بسبب النقد اللاذع الموجه إلى عيوب أعضاء الجسم، و لا سيما الوجه و العين و الأنف... و قد علقت على بعض الأخبار المتعلقة بظاهرة سيلفي:

تحولت صور "سيلفى" إلى هوس اجتاح العالم خلال الأشهر الماضية، و انتقلت العدوى سريعًا، حتى أصبح مشهد الشخص الذي يضع هاتفه أمام عينه ليلتقط صورًا لنفسه - هو المشهد الأكثر شهرة على مستوى العالم، و هناك أشخاص أرادوا أن يكونوا مختلفين عن غيرهم، فقاموا بالتقاط صور مجنونة و متهورة، فهناك من صعد قمة برج خليفة في دبي، و آخر قرر التقاط سيلفى و هو على حافة جبل، و آخرون ذهبوا أمام الإعصار لالتقاط صور سيلفى مجنونة بجانب، و قد يموت الشاب بسبب التقاط سيلفي و هو مشغول بذاته و العجب بها.

أشارت دراستنا: "أثر مواقع التواصل الاجتماعي على طلبة المدارس و الجامعات: سلبيات... حلول.... مقترحات (2013)؛ حيث استعراضنا بعض دراسات سابقة عن التحديات و السلبيات التي تواجه الطلبة باستخدامهم مواقع التواصل، و قد مر بعضها سابقًا، و قدمنا بعض الحلول و المقترحات للجهات المعنية عن تربية و رعاية الطلبة.

دراسة الألعاب الإلكترونية و عزوف الطلبة عن الدراسة: نتائج.... حلول، بدولة الكويت (2013).

تعاني شعوب دول العالم من سلبيات أجهزة التكنولوجيا؛ بحيث لا تخلو الصحافة (صحيفة إلكترونية، أو صحيفة ورقية) من عرض يوميًّا سلبية و أكثر، و بدوري رصدت هذه السلبيات و هي كثيرة، و لكن ما أود ذكره هو عرض بعض السلبيات المتعلقة بعزوف الأولاد عن الدراسة، بسبب ممارسة الألعاب الإلكترونية، بعد أن أصبح عزوف الأولاد عن الدراسة ظاهرة على مستوى دول العالم الغنية و الفقيرة؛ حيث إن استخدام و ممارسة الألعاب الإلكترونية يوجد في كل مكان، مع رخص أثمانها و سهولة ممارسة اللعبة لكافة الأعمار، و تلبي رغبات و ميول طلبة المدارس و الجامعات، لكن ألا يعني ذلك كيف أن الأولاد سيضعفون دراسيًّا، بل أخلاقيًّا، و أن الأمثل الأعلى لهم أصبح أبطال الألعاب الإلكترونية الوهميين، و ليس قدوتهم الطالب المجتهد، بينما نسمع عن طفل لم يتجاوز عمره عن (11) سنة حاصل على شهادة في الدراسات الحرة من كلية المجتمع بلوس أنجلوس، و جاء في الخبر المنشور عنه أنه لا يمارس الألعاب الإلكترونية و يقول: أشعر أنها مضيعة للوقت؛ لأنها لا تساعد الإنسانية بأي شكل من الأشكال، بل نسب إليه أنه سوف يؤلف كتابًا عن كيفية النجاح في المدرسة، نقلًا عن المحطة الإخبارية الرابعة (إن بي سي).

دراسة بشأن نوفوموبيا... أسباب... علاج، 2916، و كلمة "نوفوموبيا" تعني بالإنجليزية الخوف من فقد الهاتف، و أهم نتائج من دراستنا تحليل نفسية مريض "نوفوموبيا"، و هذا التحليل يساعد على إجراء المزيد من الدراسات الإكلينيكية، و ذلك لإيجاد طرق وقائية من هذا المرض مع بناء أدوات لقياس شدة المرض.

حالات الانتحار في أوساط المراهقين و الشباب:

ترجمنا مقالة بعنوان: "انتحار الأطفال و الشباب بسبب استخدام أجهزة الشاشة"، بقلم / Cris Rowan؛ حيث قالت: الانتحار هو السبب الرئيس لوفاة الأطفال الكنديين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10-19 عامًا، و قد تضاعف معدل الانتحار للفتيات الكنديات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 10 و14 سنة خلال فترة الثلاثين سنة الماضية، كما هو الحال بالنسبة للمراهقين من أعمار 15 إلى 19 سنة، و في حين قد انخفض معدل الانتحار بالنسبة للفتيان بنسبة ما بين 25-50 في المائة، فإنهم يموتون بالانتحار مرتين أو أكثر من مرتين من الفتيات. و قالت لي طالبة كلية تعمل في مستشفى للأطفال مؤخرًا: إن الحالات الأكثر شيوعًا لدخول المرضى المستشفى هي محاولة انتحار مَن هم في التاسعة من العمر.

الأسباب الكامنة وراء صعود معدل لم يسبق له مثيل في الانتحار من قبل الشباب الكندي - معقدة و متعددة، و لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك حالة من الحزن و الكآبة تسربت عبر أمتنا العظيمة في المستقبل القريب، و من المرجح أن يسمى الانتحار في سن المراهقة "وباءً".

محاضرات في اليوتيوب:

هي محاضرات كثيرة متعلقة بسلوكيات خاطئة لجيل الإنترنت عن التسلط عبر الإنترنت، و تأثير مواقع الإنترنت، و جيل الإنترنت (22حلقة)، و قتل الأرحام، و سلوكيات جيل الإنترنت، و نصائح عامة لأولياء الأمور (19حلقة)، و وقت الشاشة (49حلقة)، و غيرها.

اللقاء التلفزيوني:

قلنا في بعض القنوات الفضائية: إننا مقبلون على سيل جارف لا نستطيع أن نتصدى له، و يجرف هذا السيل كل ما أمامه، و أقصد بذلك انتشار جيل من الشباب يسمى بجيل الإنترنت الذي سيغيِّر كل شيء في حياتنا العامة و الخاصة، (قناة الكوت، برنامج سلام يا كويت: أبناؤنا و السلامة في العصر الرقمي، و قناة سكوب برنامج مع التقدير).

مدخل دراسة نفسية جيل الإنترنت:

كيف نتعرف على ما يعاني جيل الإنترنت؟

هناك فئات و شرائح من أفراد جيل الإنترنت قد لا يتأثرون بما ذكرناها في هذه المقدمة، و لعل عددهم كبير جدًّا، سواء المدمنين على استخدام الأجهزة المحمولة، أو من يعاني من أزمات نفسية، أو تربى في بيئات غير سوية، و في أُسَر مفككة، لذا لا بد من التعرف على نفسية أفراد هذا الجيل عبر استطلاعات رأي، أو مكالمات تلفونية، أو اللقاء معهم عبر فيديو كول في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال نقاش الأطفال و الشباب، و حوارهم و تشجيعهم على الكلام، و لمعرفة ما يعانونه من كآبة و توتر و قلق، ننقل بعض التجارب:

إدخال قضايا و سلبيات الأجهزة المحمولة في المناهج المدرسية و الجامعية، بهدف توعية طلبة المدارس و الجامعات بسلبيات الأجهزة المحمولة، و كذلك أولياء أمور و دور المدارس و المؤسسات التعليمية الأخرى في تقديم إرشادات و نصائح لهؤلاء الطلبة لعلاج الأمراض النفسية و الفكرية التي يعانون منها، بعد تأثرهم بسلبيات و تحديات مواقع الإنترنت، لذا قدمنا مقترحات من أجل ذلك:

مقترح بناء مقرر دراسي باسم سلبيات أجهزة التكنولوجيا ( 2015 ).

خطة مشروع البحث:

أهداف المشروع:

بناء هيكل بنائي لمقرر سلبيات أجهزة التكنولوجيا للمدارس و الجامعات.

التعرف على المشكلات التي يصاب بها الطالب، نتيجة سوء استخدام أجهزة التكنولوجيا.

التعرف على التطبيقات و المواقع الخطيرة.

التعرف على برامج حماية الطلاب من مخاطر مواقع الإنترنت.

التعرف على برامج الحد من سلبيات استخدام أجهزة التكنولوجيا.

النتائج المتوقعة:

تنبيه مسؤولي وزارة التربية و التعليم العالي إلى أهمية إدخال مقرر سلبيات أو سوء استخدام الطلاب أجهزة التكنولوجيا في المناهج التعليمية.

إيجاد الحلول لسلبيات و مشكلات سوء استخدام الطلاب لأجهزة التكنولوجيا.

تنمية إدراك الطلبة بأهمية استخدام أجهزة التكنولوجيا الاستخدام السليم و المسئول.

أهمية المشروع:

إدراك المسؤولين و الطلاب أهمية تدريس مقرر سوء استخدام الطلبة أجهزة التكنولوجيا في المدارس و الجامعات في علاج الأزمات النفسية التي يعاني منها الطلبة.

مشكلة الدراسة:

ظهور سلبيات و مشكلات لدى الطلاب، بسبب سوء استخدام أجهزة التكنولوجيا في حياتهم اليومية، و قد أثَّرت هذه المشكلات في الطلاب و حياتهم الدراسية و الاجتماعية، و هنا تأتي المشكلة و حلها لا يكون إلا بإدخال مقرر دراسي لتوعية الطلاب بمخاطر مواقع الإنترنت الاجتماعية عليهم.

مقترح إدخال موضوعات سوء استخدام الطلبة أجهزة التكنولوجيا (2015)، يقدم الباحث هذا المقترح إلى مكتب وكيل وزارة التربية و إلى التوجيه الفني لمواد التربية الإسلامية و اللغة العربية و اللغة الإنجليزية لدراسته.

الموضوعات و المحاور الناتجة من سوء استخدام الطلبة أجهزة التكنولوجيا:

يتناول هذا المحتوى المحاور و الأفكار و الموضوعات التي يجب أن يتعلمها طلاب المدارس و يطبقوها؛ كي يحموا أنفسهم من مخاطر مواقع الإنترنت، و توجد هذه المحاور و الموضوعات في موقع الباحث الإلكتروني: المسار للبحوث التربوية و الاجتماعية.

مقترح آلية حماية طلاب المدارس و الجامعة من مخاطر و سلبيات الألعاب الإلكترونية:

تشكيل لجنة عليا مختصة تتبع مجلس الوزراء من أطباء الأطفال والباحثين، و عضو من مجلس الأمة و موظفين من وزارات: العدل، الداخلية، الشؤون و التجارة و التربية و التعليم العالي، و تقوم بدراسة الألعاب الإلكترونية إيجابياتها و سلبياتها، و تكون قراراتها ملزمة على الجميع، و وضع نظام تصنيف للألعاب الإلكترونية يتماشى مع المعايير العربية و الإسلامية.

تشرف هذه اللجنة على فرق عمل: فريق بحثي، و فريق تعليمي تربوي، و فريق العمل الاجتماعي، و فريق المهندسين لإنشاء مواقع إرشادية، و فريق القانونيين، و فريق المتابعة و التقييم لمتابعة و تقييم أداء الفرق؛ (دراسة سبتي، آلية حماية الطلاب من مخاطر الألعاب الإلكترونية، 2016).


إنشاء مواقع إلكترونية شبابية و أطفال، يديرها بعض الشباب المدربين على التعامل مع نفسية جيل الإنترنت، بعد أن يلتحقوا بدورات تدريبية لعلاج التحديات و الأزمات التي تواجه الأطفال و الشباب، بعد تأثر الأطفال و الشباب بقضايا و سلبيات الأجهزة المحمولة، و كيفية جذب هؤلاء إلى هذه المواقع، و يمكن الاستفادة من تطبيق "واتساب" بالهواتف المحمولة في تكوين القروبات من أجل أن يكونوا روادًا لهذه المواقع و مستخدميها، بدلًا من مواقع الإنترنت المشبوهة.

دور وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و الإلكترونية في توعية جيل الإنترنت من خلال: المحاضرات – الندوات – الحلقات النقاشية – التمثيليات – المسرحيات – المسابقات الثقافية.

الحلول و العلاج:

مقدمة:

بدأت العيادات النفسية و الاجتماعية تنتشر في البلدان العربية، خاصة بعد انتشار الإنترنت، مع أن أكثر الناس لا يلجؤون إلى هذه العيادات، بسبب الخوف من وصمة العار، و بعض آخر ينفق الأموال على الشعوذة و الدجل و السحر، بدلًا من الذهاب إلى العيادات النفسية، هناك عوامل و أسباب عديدة لالتجاء الناس إلى العيادات النفسية، و لكن سوف نقتصر على أفراد جيل الإنترنت الذين نحتاج إلى أن ندرس نفسيتهم بسبب التحديات التي تواجههم، و من سوء استخدامهم للأجهزة المحمولة و مواقع الإنترنت.

و قد تكون دراسة نفسية أفراد جيل الإنترنت من خلال النصائح و الإرشادات و التعليقات التي قدَّمناها، و قدمها الخبراء الآخرون عن سلبيات مواقع الإنترنت، و تأثر بعض أفراد هذا الجيل بها، و تغلُّبهم على هذه السلبيات، و بعضهم قد يرشد و يوجه زملاءه، أو هناك من يتأثر بالاطلاع على دراساتنا و دراسات الباحثين و الأكاديميين بشأن سلبيات و مخاطر، و سوء استخدام الأجهزة المحمولة، فيتأثرون بالنصائح و المقترحات و التوصيات في هذه الدراسات.

لكن قد يقول قائل: يُنصَح بإنشاء مواقع إلكترونية ينظِّمها أطباء نفسيون يقدِّمون نصائح و إرشادات لجيل الإنترنت، و أولياء أمورهم، إلى جانب علاج إدمان استخدام الهواتف المحمولة، و مواقع التواصل الاجتماعي مثلًا؛ (سبتي، طرق علاج إدمان استخدام أجهزة التكنولوجيا: نصائح و مراكز، 2014)، هذا و يمكن تشجيع أفراد جيل الإنترنت بدخول هذه المواقع العلاجية التي ينظِّمها المختصون لعلاج حالات الإدمان في المراكز و العيادات النفسية الخاصة، أو تشجيعهم على طرح الأسئلة المتعلقة بسلبيات و مخاطر و تحديات تواجه أفراد جيل الإنترنت أثناء استخدام مواقع الإنترنت، و معرفة الحلول للحد من هذه المخاطر.

الاستفادة من تجارب الآخرين:

في تجربة فريدة لـ"تامي أوزولينز، Tammy 0zolins"، و كانت تعاني من مرض نفسي، و استطاعت أن تتغلب على وصمة العار، و أن تنقل تجربتها إلى طلبتها عبر فيديو كول للحديث عن صحتهم النفسية، و استطلعت آراءهم عبر استبيان من خلال بعض الأسئلة متعلقة بالأمراض النفسية، و طالبتهم أن يصارحوها بما يعانون من هذه الأمراض.

و في تجربة أب بريطاني ماتت ابنته منتحرة، و لم يعلم أنها تعاني من أية أزمة نفسية، و عمرها 14 عامًا، وك انت تحب المدرسة، لكن عرف الأب أن ابنته تعرفت على أصدقاء و مجموعة "البوب"، و المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و عرف الأب أن هناك محتوًى ضارًّا يؤذي النفس، و يشجِّع على الانتحار، و عدم طلب المساعدة، و فقدان الأمل بالحياة، فأنشأ الأب جمعية خيرية باسم ابنته لتوعية طلبة المدارس و الجامعات، و وجه طلبات و نداءات إلى الحكومة البريطانية، و شركات مواقع التواصل الاجتماعي لحماية الأطفال و الشباب، و المطالبة بتمويل الدراسات المتعلقة بمخاطر المواقع التي تحث على الانتحار، وتدريب المعلمين و الطلبة على إنقاذ الطلبة من التفكير في الانتحار، نتيجة تأثره بهذه المواقع، و إزالة المحتوى الضار عبر الإنترنت.

إزالة الفجوة الرقمية بين جيل الإنترنت و الأجيال السابقة:

ظهر مفهوم الفجوة الرقمية بين جيل الإنترنت و آبائهم مع بداية انتشار الإنترنت في أرجاء الأرض، و هذه الفجوة قد تتسع و قد تضيق نوعًا ما حسب البيئة التي يعيش بها الآباء، و حسب الخلفية الثقافية و العلمية و الاجتماعية للأسر.

نظرًا للفجوة الرقمية بين الأجيال، فإن غالبية الآباء لا يفهمون الكثير عما يفعله الأبناء على المواقع الإلكترونية؛ مما يعرِّض الأطفال للعديد من المخاطر، منها: التحرش الإلكتروني، و الابتزاز، و استغلالهم في التربح، أو استقطابهم و تجنيدهم في أنشطة غير مشروعة، أو تقليدهم لمحتوى عنيف مثل حادث بشتيل الذي وقع في يوليو 2020 عندما قلدت الطفلة (حنين) البالغة من العمر 13 عامًا محتوى عنيفًا على موقع يوتيوب، و قامت بخنق الطفلة (هايدي) البالغة من العمر (3) سنوات.

و نتيجة للفجوة بين الآباء و أطفالهم، تُظهر الدراسات اتجاهًا متزايدًا للتنمر عبر الإنترنت؛ حيث تشير الإحصاءات الخاصة بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية لعام 2018 - إلى أن ما يقرب من 50% من الأطفال و المراهقين قد تعرَّضوا للتنمر/ العنف عبر وسائل الإنترنت المختلفة، و تم تسجيل 132 ألف موقع و تحميل أكثر من 45 مليون صورة و موقع فيديو يركز على الاستغلال الجنسي للأطفال، و الاعتداء عليهم جسديًّا في عام 2019.

الفجوة و الجهل الرقمي للآباء:

نيويورك –أظهرتْ دراسة حديثة أجرتها الشركة العالمية المختصة بالأمن الرقمي (كاسبرسكي) - أن الآباء ليسوا جميعًا مواكبين لتوجهات الإنترنت الحالية، أو لديهم ما يكفي من المعرفة حول المحتوى الرقمي الذي يفضِّله أطفالهم، و شدد المختصون على ضرورة حرص الآباء على تثقيف أنفسهم في ما يتعلَّق بتوجُّهات الإنترنت، و الاطلاع على أحدث المستجدات في شأنها، و ذلك من أجل أطفالهم؛ حيث يرون أن جهل الآباء بما هو شائع على الإنترنت قد يتسبب في حدوث سوء فَهم أو خلافات مع أطفالهم.

و أنجزت الدراسة التي جاءت تحت عنوان (الأبوة الرقمية المسؤولة) ما بين نهاية 2019 و بداية 2020، و شارك فيها حوالي 5 آلاف شخص من منطقة الشرق الأوسط و تركيا و إفريقيا.

و قال أندريه سيدنكو المحلل الرئيس لمحتوى الويب لدى كاسبرسكي: إن الوعي الرقمي و المشاركة في أنشطة وسائل التواصل الاجتماعي، أمر لا بدَّ منه للآباء في الوقت الحاضر، موضحًا أن نقص المعرفة في هذا المجال يمكن أن يقود إلى بعض الخلافات داخل الأسرة، و أضاف: (عليك أن تقرأ المزيد، و أن تكون مطلعًا و حاضرًا على الإنترنت؛ لكي تفهم طفلك، و تصبح قادرًا على التواصل معه، و مناقشة التوجهات الحديثة في العالم الذي يشهد الكثير من التغيرات، لعلَّ ذلك يمنع المشاكل، و يشجِّع الأطفال على احترام آبائهم).

و كشف استطلاع رأي سابق أجرته كاسبرسكي أن 37 في المائة من الآباء يشعرون بأنهم غير قادرين على التحكم بما يشاهده أو يفعله أبناؤهم على الإنترنت، في حين أبدى 74 في المائة منهم عدم اكتراثهم لتحمُّل عناء التحدث إلى أطفالهم حول تهديدات الإنترنت، و بالنسبة للحالات التي يتم اتخاذ إجراءات فيها، يلاحظ أنها تركز على الأشياء التي قد لا تكون مهمة أو فعالة إلى حد كبير، فعلى سبيل المثال ذكر 25 في المائة من المستطلعين أنهم يفحصون سجل المتصفح الخاص بأطفالهم، مع أنه في تلك المرحلة قد يكون فات الأوان و حدث الكثير من الضرر الذي لحق بأطفالهم، و أن 22 في المائة من المستطلعين فقط قاموا مسبقًا بتثبيت برامج الرقابة الأبوية.

في دراسة (سعود لواتي، 2019)، أكد الباحث أن خصائص الشخصية و مستوى المعلومات، و المعلومات التقنية، و أسلوب الحياة و الأعراف الاجتماعية، و القيم الثقافية، و قيم العمل و طرق الاتصال، هي العوامل التي أسهمت في توليد هذه الفجوة بين الأجيال، و يأتي دور صناع القرار التربوي و المربين و الآباء على الكشف عن العوامل التي تزيد من الفجوة بين الأجيال و إزالتها؛ كي يتأقلم جيل الإنترنت مع المؤسسات التعليمية، و نظام الأسرة، و بيئة العمل و الحياة بشكل عام.

توفير الصحة النفسية لجيل الإنترنت:

قام الاتحاد الدولي للاتصالات بوضع مبادي توجيهية لواضعي السياسات بشأن حماية الأطفال على الإنترنت (2020 )، و بغية الاستجابة للتحديات التي يطرحها التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات و الاتصالات، و التحديات التي تجلبها حماية الأطفال على الإنترنت - أطلق الاتحاد الدولي للاتصالات مبادرة حماية الأطفال على الإنترنت في نوفمبر 2008؛ كمبادرة دولية متعددة لأصحاب المصلحة، و تهدف هذه المبادرة إلى الجمع بين الشركاء من جميع قطاعات المجتمع العالمي لخلق تجربة آمنة و تَمْكينية على الإنترنت للأطفال حول العالم، على أن يقضي الآباء و الأوصياء و المربون معظم الوقت مع الأطفال، و ينبغي أن يتلقوا التعليم في مجال محو الأمية الرقمية، لفَهم البيئة الإلكترونية، و التمكن من حماية الأطفال، و تعليمهم كيفية حماية أنفسهم و نفسيتهم، و تقع على عاتق المؤسسات التعليمية مسؤولية خاصة في تعليم الأطفال طريقة البقاء في وضع أكثر أمنًا على الإنترنت، سواء أكانوا يستعملون الإنترنت في المدرسة، أو في المنزل، أو في أي مكان آخر، و ينبغي أن يدرج واضعو السياسات في المناهج الدراسية الوطنية برامج إلمام بالمعرف الرقمية، ابتداءً من سن مبكرة جدًّا (3 إلى 18 عامًا)، و هذا من شأنه أن يتيح القدرة على حماية الأطفال لأنفسهم، و معرفة حقوقهم.

الاستعانة بالمشاهير:

يعتبر جيل الإنترنت أكثر تعلقًا بالمشاهير؛ لأن أكثر أفراد هذا الجيل من المراهقين و الشباب الذين يقلدون أهل الفن و نجوم الرياضة و مجموعة "البوب" الموسيقية، و مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، قبل بضع سنوات مضت حضرت ندوة نظمتها وزارة الداخلية في أحد الفنادق حول حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، و في إحدى الجلسات تم تأكيد دور المشاهير في مساعدة جيل الإنترنت؛ كي يحمي نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تطبيق تغيير سلوك جيل الإنترنت:

إنها ليست مصادفة، بل تقنية تصميم design technique، إنها المرة الأولى في تاريخ البشرية التي استطاع فيها عدد محدود من الشباب المبرمجين الجالسين خلف حواسيبهم التحكُّمَ بما يزيد على ملياري شخص حول العالم: مشاعرهم، ردود أفعالهم، نوع الإشعارات و الطريقة التي سوف يستقبلون بها فور استيقاظهم يوميًّا، عبر منصات التواصل المتعددة، يتم جمع ملايين البيانات يوميًّا؛ ليقوم الذكاء الاصطناعي بتحليلها بدقة، المواقع التي زرتها، الأشخاص الذين تواصلت معهم، الصور التي تصفحتها، و الوقت الذي توقفت فيه عند كل صورة و هكذا، و دون إشراف بشري يُذْكَرُ تقوم هذه البرامج بعمل نموذج تقريبي لكل شخص، ميوله و أفكاره، شخصيته انطوائية أم منفتحة، حالته النفسية يوميًّا، مكتئب، قلق، يشعر بالوحدة.

يقول جاستين روزنشتاين - مخترع زر الإعجاب على الفيسبوك - الذي صرَّح منذ فترة بحذف جميع تطبيقات التواصل من هاتفه -: إن الأمر بدأ بمحاولة نشر الإيجابية، و لكن بعد ذلك اتخذ مسارًا لا يمكن السيطرة عليه؛ حيث وقع الكثير من المراهقين فريسة للاكتئاب نتيجة عدم حصولهم على قدر كاف من الإعجاب و التقدير الوهمي الذي تروِّجه هذه المواقع.

في جامعة ستافورد يتم تعليم الطلاب كيف يكونون عباقرة في تغيير سلوك الآخرين، عن طريق تدريس ما يُعرف بالتقنية الإقناعية؛ أي توظيف ما تعرفه عن سيكولوجيا الناس، و تحويله إلى تكنولوجيا يتم من خلالها تغيير سلوك الأشخاص و توجيههم؛ ليقوموا بإجراء معين، مثل الاستمرار في تمرير أصابعهم على الشاشة، و عند الوصول لنهايتها، يفكرون أنه ربما حدث شيء جديد في الأعلى، فيعودون للبدء من جديد، و هو ما يسمى في علم النفس التعزيز المتقطع الإيجابي positive intermittent reinforcement، إنه يشبه المقامرة؛ حيث لا تعرف ما يمكن أن تحصل عليه و لا متى؛ (القبس 29 /10 /2020).

تعليق:

قد نستفيد من هذا الخبر و نحن نجري دراسة بشأن: لماذا ندرس نفسية جيل الإنترنت؟ من خلال تقنية تصميم تدرس مشاعر الناس و ردود أفعالهم، و المواقع التي يزورونها، و الأشخاص الذين تواصلوا معهم، و الصور التي شاهدوها، و ذلك لمعرفة ميوله، و أفكاره، و شخصيته انطوائية أم متفتحة، و حالته النفسية مكتئب، قلق، الشعور بالوحدة.

إن معرفة نفسية جيل الإنترنت و سلوكه، بهدف دراسة هذه النفسية و السلوك، من أجل الحد من السلوكيات الخاطئة و المسيئة لهذا الجيل.

المصادر:

• سبتي، عباس، القتل و الانتحار لدى جيل الإنترنت، أكتوبر 2020.

• سبتي، عباس، جيل الإنترنت: صفاته، أخلاقياته، 2015.

• مبادي توجيهية لواضعي السياسات بشأن حماية الأطفال على الإنترنت (2020، الاتحاد الدولي للاتصالات،

Tammy Ozolins،Why I Decided to Be Open with My Students About My Mental Illness،2020.

 Bernadka Dubicka and Louise Theodosiou،Technology use and the mental health of children and young people، 2019

• Understanding the psychology of youths: Generation gap

• Suad M. A. S. Al-Lawati2019،

 
قراءة 184 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 17 كانون2/يناير 2024 08:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث