قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 21 نيسان/أبريل 2018 14:37

كيف نهض الغرب ؟

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا تستهين بوجود ضعف ثقة فهذا الأمر مدمر و إذا ما تفحصنا ما كتبناه عن مشاكلنا في المئة و الخمسين سنة الأخيرة فسوف تجد حيرة و تردد و ضياع و شك و تقليد و كلام عن موت أمة من ألف سنة !!

هذا على مستوى ما يسمونه" بمفكرين " أما على صعيد القانون و السياسة و العلوم و النَّاس و العادات فسوف تجد ميول غير طبيعي إلى تقليد الغرب و نسخه في كل شيء...و لا شك عندي أننا نحتاج إلى الإنفتاح لننهض أما العبارة التي يكررها البعض " نهض الغرب لأنه أمتلك الجرأة على المراجعة "لا يمكن توثيقها و هي الجزء الأكبر من مشاكلنا منذ ما بعد سنة ١٨٦٩م

في البداية أستطيع أن أدلل على العديد من المصادر التاريخية الغربية و التي تقول أن الغرب لم ينهض إلا بعد أن سيطر على أسواق العالم و قام بإستعماره و نهبه و حقق بذلك تراكم للثروات لم يعرف له التاريخ مثيل و أنه لم يوجد آلة واحدة قبل سنة ١٨٤٠م أي بعد أن وظف الغرب هذا التراكم للثروات في البحث عن الكنوز فأكتشف الطاقة البخارية ثم الكهربائية و النووية فأنفجرت الصناعة التكنولوجية و إلا فإن منظري الغرب في القرن السابع عشر كانوا يضعون النظريات التي تدافع عن الديكتاتورية!!

إن الإنفتاح الذي تراه اليوم في الغرب قسم منه عائد إلى الرأسمالية التي أرادت أن ينفتح الشعب على بضاعتها و القسم الأخر يعود إلى الشيوعية و الإشتراكية التي كافحت في القرن التاسع عشر و العشرين من أجل الطبقة الفقيرة التي يصفها المؤرخ و عالم الاجتماع الأمريكي مارشل هودغسن بأن وضعها كان أتعس من وضع الرق التاريخي و التي كانت تنظر ألى الثروات المجلوبة من كل ناحية من انحاء الأرض و التي كان ينعم بها الرأسمال بعين المحروم المدعوس و هذا ليس من المشهورات اليوم و أن كان التاريخ يعج به!

بحيث تطلق كلمة رأسمال في سياق السياسة على حالة تاريخية تنطبق عليها الصفات التالية إغتنت جماعة أو طبقة بشكل فاحش عن طريق نظام ميراث يعطى كل الورثة للأبن الأكبر كانت تملك أموالا طائلة عرفت بطبقة النبلاء في أوروبا و هي من شجعت أهل السياسة على شن حروب الإستعمار بعد امتلاكها لثروات الارض، و عن طريق الاستعمار اكتشفت هذه الحضارة أهمية العلم في الكشف عن موارد الطبيعة فسخرت أموالا طائلة في ذلك. نشأ عن هذا ما يعرف اليوم ب "التكنولوجيا "

في حينها كان العالم حتى القرن السابع عشر ميلادي مقسماً الى عدة حضارات أهمها الحضارة الاسلامية و الصينية و الأوروبية، و كانت هذه الحضارات متقاربة من بعضها، كما ان المجتمعات الاسلامية - بالرغم من الخلافات السياسية الكثيرة - كانت من اقوى الحضارات من ناحية الترابط الاجتماعي و وجود سوق اسلامي ممتد من الصين إلى مصر.

استطاع الاوروبي ان يطور سوق الكماليات كما قلنا فأخترق بها الأسواق العالمية، و بعد مائة سنة فقط، أي في حوالي ال١٨٥٠م، ظهر العالم الغربي و كأنه كوكب آخر من ناحية الرفاه المادي و التنظيم و الحرفية و القوة العسكرية و التطور العلمي، و الذي حصل أن المجتمعات العالمية حاولت أن تلحق بالمجتمع الاوروبي فوجدت نفسها أمام ضرورة التخلص من كل الطرق التي اعتادت أن تسير عليها، كان على هذه المجتمعات أن تقلد العالم الغربي من جهة، فتتشبه بالغرب في تنظيم المجتمع و مناهج التعليم و النظم السياسية و الصناعة، و كان عليها أن تكون في الوقت نفسه منافسة للإسواق الغربية التي سبقتها بأشواط!

كانت تلك المهمة تحمل تناقضات أدت إلى خراب المجتمعات خاصة الإسلامية منها، فعمّت فيها الفوضى حيث خسرت طرقها في إدارة المجتمع و الإقتصاد و لم تفلح في مواكبة العالم الغربي.

  • ·" الماغنا كارتا " magna carta

القانون الذي وضعه الأغنياء في سنة ١٢٠٠م و حكمت به أوروبا حتى سنة ١٧٠٠م و قد كان الأساس في الفهم القانوني الغربي و هو قانون يفضل مصلحة الاغنياء بكل وضوح لاحظ أنه من رحم هذا القانون نشأ وجود ما يسمى المدعي العام في القضاء. في البداية كانت الفكرة اقتصادية حيث كل ما كان يأتي إلى المحكمة يجب أن يقوم بدفع غرامة و لم يكن يوجد نظام يدير فائدة هذه الغرامة على المجتمع لذلك، فهي كانت تعود تلقائياً إلى الطبقة الغنية و هذا فقط مثال من أمثلة كثيرة.

الكتابات الواضحة ضد الدين لم تبرز إلا بعد الف و ثمان مائة و خمسين و ما كتب و حصل من قبل كان خلافات سياسية حول حكم الكنيسة و الملوك و على هذا اخترعت السفن و القطارات البخارية من أجل التحرك السريع بين بريطانيا العظمى و المستعمرات و عندما اكتشف السياسيين أهمية العلم وظفوا اموال ضخمة فيه فانفجرت الثورة الصناعية في القرن السابع عشر و خرج من رحمها كل الاختراعات التكنولوجية الحديثة.

صعود الغرب المفاجئ و الذي لم يأتي الا بعد مائتي سنة على نهب العالم كان قد بهر كل سكان العالم الثالث و لكن تأكد انه لم يكن يوجد آلة واحدة قبل صناعة السفينة البخارية و التى لم تكن لتصنع لولا تراكم اموال العالم في بريطانيا حيث يقول مارشال هودغسن " إن الغرب في هذا الوقت لم يكن يملك آلة واحدة مهمة و لم يحصل علي أي صناعة او تطور علمى قبل تكدس الأموال في الغرب بفعل النهب و هذا ما يؤكده ايضا كتابa history of a machine ".

و يقول هودغسن أن كل إدعاء عن تطور علمي سابق على الصناعة قد كتب عنه بعد القرن الثامن عشر ميلادي و لا يوجد حرف عن تطور علمي قبل ذلك الوقت، إلا أنه ما خفي من التاريخ الحديث كان له نصيب أقل مما أُذيع له فالمشهور أن التخلص من سيطرة الكنيسة و اطلاق الحريات أدى إلى التقدم العلمي و الحضاري، و لكن ينقص هذا الرأي معرفة مفاهيم و أحداث أخرى تم التعتيم عليها أحياناً و أحياناً أخرى يتم تجاهلها عن عمد و هي كالتالي :

  1. وجود قانون ميراث ذات طبيعة مميزة أدى الى نشوء طبقة غنية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً هي طبقة النبلاء.
  2. تحالف هذه الطبقة مع الكنيسة و الملوك و الأمراء.
  3. زوال سلطة الكنيسة.
  4. أثر هذه الطبقة على القوانين و على تسيير الجيوش للحرب من أجل السيطرة على مصادر الثروة و الطاقة في العالم
  5. إكتشاف هذه الطبقة لأهمية العلم في البحث عن مصادر الطاقة و من ثم إنفجار الثورة الصناعية.
  6. اختفاء هذه الطبقة في البنية السياسية و سيطرتها على البرلمانات و تجد أثرها على السياسات حتى الحربين العالميتين فلم يشهد التاريخ مقداراً من القتل مثلما شهده خلال القرنين المنصرمين.

أما اليوم فقد تحولت هذه الطبقة الى شركات تتحكم بالسوق العالمي و بالبرلمانات و الاعلام بحيث يملك واحد بالمائة من سكان العالم أكثر مما يملك سبعة مليار انسان.

كل هذا ينقص عندما تتحدث أو تتحدثين عن الاصلاح، فالمسألة فيها من تأثير الاقتصاد و القوة و السياسة و الاعلام و المصالح أكثر بكثير من أن تكون مسألة إنفتاح و عقلانية فقط، و أن المطلع على التاريخ يعرف إنه من النادر أن يحصل تغيير على يد الحكام و السياسيين إذ أزمة التخلف في العالم الثالث تكمن في أن كُتابهم محبطون و فاقدين للثقة و أكثر ما يكتبون هو تقليد و إعجاب بحضارة القوة منذ القرن السابع عشر و من التقليد لا يخرج إبداع و إنما يخرج ذل و تقهقر...

قراءة 2059 مرات آخر تعديل على الأحد, 29 نيسان/أبريل 2018 09:49

أضف تعليق


كود امني
تحديث