قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 27 نيسان/أبريل 2023 13:19

هل نحتاج إلي التنوير الفكري حقا ؟

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
حقيقة لست أفهم ماذا ينضوي تحت هذا المفهوم *التنوير الفكري أو الفكر التنويري*، ولكن مهما كان يعني هذا المفهوم، أطرح سؤالا مضادا: هل نحتاج الى التنوير الفكري حقا.. ولماذا؟
نحن كعرب ومسلمين نرتبط بماضينا بمخزون ذاكرة لا غبار عليها، تراوحنا تلك الذاكرة الممتلئة بالثقافة وصدق المعتقد في حركة ثابتة غير عشوائية مآلها الخلود، نندفع نحوها في دوامة الحياة سعيا الى النجاة بحركة محورها الايمان بعقيدة راسخة وفكر قويم، لا نتناسى ماضينا، ونعيش حاضرنا، ونرنو دوما الى مستقبلنا؟!
‏اختلاف الرأي لا يعني الاختلاف الشخصي او التقليل من الآخر، اختلاف الرأي هو جانب طبيعي من حقيقة اختلافنا كبشر، وقبولنا لاختلاف الرأي من قبولنا للاختلاف والفروق بين البشر.. قال جل من قائل وختم بها سورة الكافرون*لكم دينكم ولي دين*.
لا شك أن أهم مرتكز تقوم عليه الحضارة هو الايمان بعقيدة مقتنع بها، وفكر يدعم هذه العقيدة، ولغة توصل مع باقي الحضارات، ونحن المسلمون نمتلك كل هذه المقومات، ولا نحتاج لفكر تنويري طالما نزل علينا كتاب عظيم، وبعث فينا رسول رحمة لنا.
لا تنقصنا العقول المفكرة، إنما ينقصنا التخلص من التبعية والانهزامية.. ينقصنا الخروج من طور أن نُساس إلى طور أن نسوس على مستوى الأفكار قبل المشاريع في الواقع.
في أدب الحداثة برز ما يطلق عليه الزمن الافتراضي، يوازي الواقع لكنه مرهون بإيقاع الحدث نفسه، برز نتيجة الانتقال إلى زمن متسارع لاهث تعجز روح الإنسان عن اللحاق بركابه واستيعاب سرعته، فيتداخل الزمن دون ارتباطه ببيئة العمل مستندا في الزمن على الأحداث نفسها.. أليس هذا جمود في الفكر والروح؟! وكسر هذا الجمود يكون بالعودة لمعرفة الذات.. ذات حضارتنا وإرثنا التاريخي والديني والثقافي وحتى اللغوي، وإعادة الاعتبار لمقومات الأمة العظيمة التي تميزها، هذه أول ثورة على أنفسنا يجب أن ننتصر فيها.
من قال أن الذاكرة قد تشبعت؛ منذ عهد طفولة المسلم والعربي لا تزال تلك الذاكرة تستوعب الحدث حال حدوثه، وما زال الاسلام دين لكل العصور، ولا زالت حضارتنا الإسلامية مؤثرة وحاضرة.. لماذا نحتاج الفكر التنويري الذي أرى بين خباياه عسلا مسموما، وفي ظاهره بريقا زائفا.
كان يا كان في قديم الزمان.. في سالف العصر والأوان، مصطلحات تمنح القارئ أو المستمع استعدادا نفسيا لنقله إلى أجواء أسطورية، تفتح مداركه لحالة التلقي، وتنقله ذهنيا لأجواء خياله نحو زمن مختلف عن زمنه، أو حالة يتنبأ بها الحدث العظيم أو الحدث العقدة.
ارتباط الزمن بالحضارة هو عنصر أساسي في قياس الأبعاد الزمنية في الفصل بين تاريخ وآخر في عمر الموروث التاريخي، الذي يتيح فهم كل مرحلة على حدة وكل حدث وزمن حدوثه، ومؤثرات الزمن الواقع فيه، مؤثرات بيئية واجتماعية وحضارية وتاريخية وحتى جغرافية، وطريقة تمحور الأحداث خلال زمنها.
إن الكأس امتلأ حتى فاض، ولا زلنا نهرول نحو ذاكرة في العمق البعيد لا منطق لها، تغيرت الظروف، وتغير الزمان، وتغيرت الأحداث، ونحن كما نحن لم نتغير ولم نتبدل ...فقط نتحسر على تاريخ بعيد ب " كنا وكانوا، دون القول سنكون، او نحن هاهنا"
هل يمكننا ملء ما هو مملوء؟ ألا يزال حاضرنا فارغا؟ ويحتاج منا أن نملأه ليكون ماضينا نحن في القشرة القريبة من ذاكرتنا وذاكرة من يأتي بعدنا من الأجيال؟! ولكن ما دام العقل مستبداً، فإن الصحوة ستكون مستحيلة!!
رائع جداً أن تكون إنسانا بلا حُدود، وجميل أن تكون سحابة ماطرة، تنثر قطراتك دون أن تمعن النّظر في الوجوه والألوان والحدود الجغرافية، كم أبغض الانتقائية التي أقحمها البعض في عقولهم، ليصبحوا ملائكيين مع البعض، وشياطين مع البعض الآخر، دون أي أسباب موضوعية! ولكن، أن تكون إنسانا متلقيا فقط، مجرد وعاء للحشو، والتأثر بفكر لا تعلم ظاهره من باطنه فتلك هي المصيبة الأخطر؟!
تتعالى الأصوات وتصاغ الأفكار وتبتكر الفرضيات والنظريات لتشويه الصورة المشرقة للتاريخ الإسلامي، بإقناع الشباب المسلم ان هذا التاريخ قام على القتل والتنكيل والفسق والمجون، وان الإسلام انتشر بحد السيف، حسنا، إذا كان تاريخنا جحيماً فهل يسعنا ان نعرض عنه بوجوهنا؟ هل هذا الهول كان لا يمكن تجنبه؟ ام ان تلك الأصوات في وسعها ان تأخذه على عاتقها كي تتجاوزه!
علينا ان نعي كيف نوفق بين النقيضين.. التساهل في قبول العادات الاوروبية المتفشية بيننا وبين الاستعباد الشرقي الراكد في مستنقعات نفوسنا.. ان هذا الخلل في توازن التربية يعذب الشبيبة ويجعلها أليفة الحيرة والتردد جاهلة بها قيمة الحياة.. انما الحياة في قيمة ننسبها اليها.. فكيف نهتدي الى قيمة الحياة التي لا تبرز الا للمنتبه المتيقظ الواثق من حريته في القول والعمل.. كيف نهتدي اليها في هذا التناقض المبين.. تناقض الضغط الشديد والتهور المجازف؟ هذا سؤال علينا ان نطرحه دوما على أنفسنا، وعلى أصحاب الفكر التنويري أو كما يدعون؟!

   
قراءة 293 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث