قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 23 شباط/فبراير 2014 15:56

“ملك لا يظلم عنده أحد”

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بأبي أنت و أمي يا رسول الله، عليك من الله أطيب الصلاة و السلام، لم تعرف الدنيا أطيب منك خلقا و لا أكمل، و لا أحنى على البشرية، و لا أحرص على الخلق، و ها أنت تتحمّل من الأذى ما لا يحتمل، و في سبيل الله تحتسب الضنك، لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، و حين ترى أصحابك في ضيق و أذى، ترضى بأن تبقى وحدك في وجه تيار الشرك العاصف في مكة، التي يرفض عتاتها لين شريعتك، و يأبى ظلمتها عدل رسالتك، فتشير على المستضعفين من المسلمين بالهجرة إلى الحبشة قائلا { لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن فيها ملك لا يظلم عنده أحد، و هي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه}.

 

لقد أشار المصطفى صلى الله عليه و سلم على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، و هو يراها بعين الأمل و الإطمئنان، أرض عدل فيها ملك عادل، و العدل مبتغى المظلومين و الأمن مطلب الخائفين، و الهجرة فرارا بالدين و النفس و المعتقد، شرعة ظلّت على مدار الزمان، نهجا يتبعه المستضعفون، كلّما خانتهم القوّة و غلبهم على أمرهم الطغاة و الظالمون، و لكنها كثيرا ما كانت طريقا للفتح و التمكين، و نشر الفكرة التي من أجلها يرتحل الناس من أوطانهم و بيوتهم و أهليهم، ابتغاء وجه الله.

 

و هاهم أتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم، يفرّون بدينهم إلى أرض الحبشة، كما أشار عليهم نبيهم، و هاهي صحراء الجزيرة العربية تشهد لهم، بحرّها و شمسها اللاهبة، و رمالها الممتدة عبر المدى، بأنهم باعوا كل غال و نفيس، من أجل هذا الدين، و ها هي شواطئ الجزيرة العربية، تحمل على أجنحة المراكب الغريبة، كوكبة من المضطهدين إلى أرض غريبة، و شواطئ غريبه و رمال غريبة، و أصقاع لم يألفوها، و أرض قبل اليوم لم يطؤوها، يقصدون رجلا، قال فيه نبيهم صلى الله عليه و سلّم إنّه ملك عادل لا يظلم، و العدل في شرعة نبيّنا، غاية الأمانة و الأمان، و هو يودعهم لدى هذا الملك، وديعة يعرف أنها لن تضام و لن ترّوع، و بنور النبوّة يعلم أنها ستكون فاتحة خير و نصر و إنتشار لهذا الدين، و النبي صلى الله عليه و سلم، يودّعهم و هو يمهد لهم البشارة، {حتّى يجعل الله لكم فرجا ممّا أنتم فيه}، فالرسالة ربّانية، و القلوب خالصة النيّة، و الرحلة مقصدها وجه الله الذي تهون في سبيله المهج و الأرواح، و الركب الطيب يتتابع صوب الحبشة، إلى أرض النجاشي، مصحوبا برضى الله، و دعاء نبيه المشفق، و تحفه البشارة أن الفرج قريب.

 

و ما لبثت أولى بشائر الفرج أن أهلّت، في يوم استجيبت به دعوة المصطفى صلى الله عليه و سلّم {اللهم أعزّ الإسلام بأحد العمرين} و عمر بن الخطّاب حينها من أشدّ النّاس عداوة لمحمد و دينه، و أكثرهم أذى للمستضعفين منهم، و هاهو يسير في طرقات مكة، يبحث عن رسول الله ليقتله، و يريد الله له غير ذلك، و يستجيب لدعوة نبيه و يكتبها للفاروق، و هاهو يطرق باب بيت يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه و سلّم و نفر من اصحابه، و يقرع الباب و يفزع بعض الصحابة من قدومه، و يأذن له الرسول صلى الله عليه و سلّم بالدخول قائلا و قد أخذ بمجمع ردائه: {ماجاء بك يابن الخطاب، فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة}، و يجيب عمر بكل رقة وحب و خشوع: يارسول الله جئتك لأؤمن بالله و رسوله، و بما جاء من عند الله، و يكبّر الرسول صلى الله عليه و سلّم فرحا و شكرا لله على هذا النصر، و يعرف المسلمون أن عمر قد أسلم، و من قبله حمزة بن عبد المطلب و يعمهم الفرح، أن قد أعزّ الله الإسلام و نبيه بمن يمنعهما من أذى المشركين.

 

و إستقر المقام بالمهاجرين في الحبشة، و إنطلقت الأرواح تعبد ربها برضى و حرّية، و قد استشعرت برد الراحة، و سكنت إلى عدل ربّها، و إستسلمت لغربتها الآمنة، فهل يطول عهد هذا الأمان ؟ و قريش يملؤها الحقد على محمد و أتباعه، و يقتلها غيظها ؟ و هي تراه يصلّي في البيت العتيق، و حوله حمزة و عمر و بقية الكوكبة الطيبة من السابقين إلى الإسلام، فترسل إلى النجاشي رجلين بينه و بينهما صحبة و مودّة محمّلين بالهدايا الثمينة، ليطلبا إلى النجاشي ردّ المسلمين إلى مكة، لتفتنهم عن دينهم، و يدخلا إليه ساجدين كما اعتادا، في ظلال شرعة لا ترى بأسا في سجود البشر للبشر، أو حتى ما هو أقل من البشر قيمة و كرامة، و تناثرت الكلمات الحاقدة: ايها الملك، إن ناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا، و هم في أرضك، و يستغرب الملك، في أرضي؟ قالوا نعم، و الملك العادل يريد أن يسمع قبل أن يحكم، و يرسل في طلب المهاجرين، يريد أن يسمع و يرى و يناقش أولئك الذين يعيشون في أرضه فرّارا من قومهم، و يجتمع الغرباء المطلوبون حول جعفر بن أبي طالب، و يطلب إليهم جعفر أن يفوّضوه بالكلام في هذه المقابلة، و يدخلون على الملك مسلّمين، رافعي رؤوسهم تمتزج على جوارحهم مظاهر العزة و التواضع، و يبتدرهم رهبان النجاشيّ: أسجدوا للملك، و بكل إطمئنان المؤمن و ثبات حامل الحق أجاب جعفر: نحن لا نسجد إلّا لله، فقال الملك: و ما ذاك؟ فقال: إن الله بعث إلينا رسولا، و هو الرسول الذي بشر به عيسى عليه السلام من بعده، اسمه أحمد فأمرنا ان نعبد الله و لا نشرك به شيئا، و أن نقيم الصلاة، و أن نؤتي الزكاة و أمرنا بالمعروف و نهانا عن المنكر، فأعجب النجاشيّ قوله، و عمرو يرى الإعجاب في عيون الملك الحكيم و يخشى على مهمته من الفشل، فيمعن في الكيد لهم، فيقول: أصلح الله الملك إنهم يخالفونك في إبن مريم، فقال النجاشيّ ما يقول صاحبكم في إبن مريم؟ و العيون تترقب الجواب، أيكون فيه الهلاك أم النجاة، و إيمان جعفر و صدقه و ثباته على المحك، أيراوغ ليرضي الملك و ينجو مع أصحابه؟ أم يقول ما قاله الله و رسوله؟ و الدنيا كلها تصغي يا جعفر للحق تلقيه على مسامع ملك قد لا يرضيه قولك، و لا يفيدك ساعتها صدقك؟ و لكنّها مدرستك ياحبيب الله الصادق الأمين، و فيها تربّى جعفر الطيّار و إخوانه الصفوة الطيبة، لن ترى في الحق الّا النجاة، و يجيب جعفر: نقول فيه قول الله، هو روح الله و كلمته أخرجه من العذراء البتول التي لم يقربها بشر، فتناول النجاشي عودا من الأرض فرفعه قائلا: يا معشر القسيسين و الرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في إبن مريم ما يزن هذه، مرحبا بكم و بمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، و أنه الذي بشر به عيسى، و لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتّى أقبل نعليه، إمكثوا في أرضي ما شئتم.

 

و تستمر الرسالة بالانطلاق تحمل النور إلى أصقاع الأرض، و يمضي ركب الأحبة، محمّد و صحبه في رحلة مضنية و لكنها مليئة بكنوز المحبة الخالصة بينهم و بين الله، و تستمر الهجرات واحدة تلو الأخرى، و تتنسم يثرب نسائم العطر المكّي، و تحمل في أرجائها عبق المسك النبوي، و تطالها أشعة الحق الدافئة، و تصبح مستقرّ الحق، و وجهة النبي و صحبه في هجرة أخرى، تؤرّخ لتاريخ الأمة الإسلامية بتضحية جيل تفرد بالسبق إلى الخير، و تفرّد بالثبات و التجرد و الإقبال على الله، و التخفف من أثقال الأرض، و أعباء الدنيا و غرورها، صدقوا الله ففتح لهم أبواب الرحمة و المغفرة، و لم تعرف الدنيا مثل فضلهم و صبرهم، و إستصغارهم لكل ما بذلوه لله، فاستحقوا الوسام البديع {رضي الله عنهم و رضوا عنه}

المصدر:http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/45247-%E2%80%9C%D9%85%D9%84%D9%83-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B8%D9%84%D9%85-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%87-%D8%A7%D8%AD%D8%AF%E2%80%9D.html

قراءة 2421 مرات آخر تعديل على الإثنين, 06 تموز/يوليو 2015 15:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث