قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 07 تشرين1/أكتوير 2015 12:20

الزواج كما يفهمه أعزب (3 - 4)

كتبه  الأستاذ مصعب الخالد بوعليان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

على حدِّ وصف الآية السَّابعة و الثمانين بعد المائة من سورة البقرة للعلاقة بين الزوجين؛ إذ يقول تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، و في مَعنى وَصف هذه العلاقة بـ(اللِّباس) تحدَّث كثيرٌ من المفسِّرين و المتدبِّرين فأجادوا و أَفادوا، و تَركوا خلفَهم بابًا مفتوحًا لمن أحبَّ أن يلِجَ عالَم هذا الوصف القرآني الرَّقيق سحيق العُمق.

و لعلَّ من معانيه التَّواؤُمَ بين الزَّوجين، و هو معنًى نراه كامنًا في فِكرة أن يكون كلٌّ من الشَّريكين لباسًا لصاحبه، و ما يُبدعه هذا الوصفُ من الصوَر البلاغيَّة في مخيَّلة القارئ الذي لا يرى اللِّباس مجرَّد أداة للاستتار من العري أو الظروف الطبيعيَّة القاهرة، و لكنَّه إلى جانب كونه سترًا يتكرَّم به عن مشابهة البهائم و الحيوانات - مَظهرٌ للجمال يُعبِّر به صاحبُه عن ذَوقه، و يرمز به إلى سموِّ روحِه، و علوِّ ثقافة المجتمَع الذي يَنتمي إليه، فيكون بالتالي سببًا من أسباب سعَادته و تقديره لذَاته، و عونًا له على تقديم نفسِه للآخرين، و اكتسابِ احترامهم، و الفَوز بودِّهم، فالنَّاس مجبولون على كراهية المظاهِر المقرِفة التي تنمُّ عادَةً عن رداءة في البواطن.

مظهر للنجاح:

و هكذا تمامًا يَنبغي أن يكون كلٌّ من الزَّوجين لصاحبه، فإذا تحقَّق ذلك، فلهما أحرُّ التَّهاني بهذا الإنجاز المهمِّ الذي تتوجَّب عليهما رعايته باستمرارٍ، فهو كأيِّ نجاحٍ آخر يُمكن أن يتعثَّر تحت ضَغط الاعتماد المتواصل عليه؛ و لهذا يَنبغي أن يعزِّز الشريكان من فَهمهما لبعضهما و تفاهُمهما مع بعضهما، كما يَنبغي لهما أن يستمتِعا بعلاقَتهما الزَّوجيَّة في كلِّ مستوياتها، و لعلَّ لهذه العلاقة ثلاثة مستويات أساسيَّة، هي:

الزَّمالة، بوصفهما فريق العمل الأساسي في مؤسَّسة الأسرة.

الصَّداقة، على أساس الحياة المشترَكة التي تجمعهما، و التجارب المتنوِّعة التي خاضا غمارها معًا.

الحبُّ، الذي يستجيب لمعنى السُّكنى في قوله تعالى: ﴿ وَ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189]؛ حيث تَسكن الروحُ بجانب الحبيب و تأنَس.

كيف يبدو التواؤم الزوجي؟

لا شكَّ في أنَّ لهذا الأمر مظاهرَه التي تدلُّ عليه، و ذِكرُها هنا بقَصد تسلِيط ضوء الوَعي عليها؛ ليستبينها الإنسانُ في علاقته بزَوجه، فيتبع آثارها، و يقيِّم نفسَه بناء عليها.

و لعلَّ من هذه المظاهر فهمَ كلٍّ من الزَّوجين للآخر؛ أي: قدرته على التنبُّؤ بتحوُّلات شريكه الشعوريَّة، و قراراته التي سيتَّخذها في مواقف معيَّنة، فتتوضَّح له من خلال ذلك خارِطة دَوافع شريكه و مخاوفه و آمالُه و مشتهياتُه و مكروهاته، و تتعزَّز بالتالي قدرتُه على التصرُّف بشكلٍ صحيح معه، و لهذا أثرٌ مباشِر يتمثَّل في احترام كلٍّ منهما للآخر، و حِرصه على ألاَّ يتسبَّب لصاحبه بالجروح العاطفيَّة المؤذية، كما أنَّ هذا من شأنه تعزيز قدرَتهما المشترَكة على تَجاوز مشاكلهما الشخصيَّة فيما بينهما، و إدارة خِلافاتهما فيما يتعلَّق بشأن أسرتِهما، مع مناقشة أخطائهما بصرَاحة، و التعاون في تصحيحِها، بدلاً من أن يكون ذلك سببًا في استثارة المشاعِر السلبيَّة، و إثارة الخلافات الزوجيَّة الحادَّة.

كما أنَّ التواؤمَ يَظهر كذلك في قدرتهما على الاستمتاع بوقتهما معًا؛ فالزَّوجان المنسجمان يجدَان في مختلف الأنشطة فرصةً لقضاء وقتٍ مسلٍّ مع بعضهما، و هذا لا ينفي حاجة كلٍّ منهما إلى بعضٍ من الوقت لنفسه، لكنَّه يؤكِّد على متانَة علاقتهما إلى الحدِّ الذي يجعلهما رَاغبين في القيام بأعمالهما معًا بدلاً أن يعتزِل كلٌّ منهما شريكَه معظم الوَقت، حابسًا نفسَه إمَّا في مكان عملِه أو بين أصدقائه أو عائلته، مبتعدًا بذلك عن وَسط لا يَشعر فيه بالرَّاحة و الطمأنينة.

و لعلَّ ممَّا يؤكِّد عليه هذا المظهر بصِفة خاصَّة في وَعي الزَّوجين - عميق حبِّهما، و متانَة الرَّوابط التي تجمعهما، و الإيجابيَّة التي تَنطوي عليها هذه الرَّسائل غير المباشرة في وَعيهما ستكون سببًا في تعميق هذا الحبِّ، و تمتين رَوابطه، و ترمِيم بُنيانه ممَّا يكون قد دَهاه عَبر الأيام، و كلُّ ذلك خيرٌ في خير.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/92104/#ixzz3n9cxrWLC

قراءة 1681 مرات آخر تعديل على السبت, 10 تشرين1/أكتوير 2015 20:03

أضف تعليق


كود امني
تحديث